رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"التغريب الثقافى".. مخاطر الاستعانة بمناهج دراسية أجنبية دون التعديل عليها

التعليم
التعليم

شهد العالم العربي خلال العقود الأخيرة، تحولًا في مناهج التعليم، والاعتماد في أحيان كثيرة على نماذج ومواد دراسية من دول غربية. 

التحول الذي حدث في مناهج التعليم بالدول العربية، فتح باب التساؤلات حول تأثير ذلك على الثقافة المحلية والعادات والتقاليد. 

الخبيرة في مناهج التعليم، وفاء رضا، أشادت بالتعديلات الأخيرة من وزارة التربية والتعليم، وإلزام المدارس الدولية بتدريس مادة اللغة العربية والتربية الدينية، وإضافة اللغة العربية للمجموع.

وأشارت "رضا"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن هذا القرار من شأنه انتشال طلاب هذه المدارس من فقدان هويتهم الثقافية والدينية، والذي تنتج عنه في المستقبل آثار خطيرة عليهم وعلى وطنهم.

 ولفتت إلى أنه قبل القرار الأخير لوزارة التعليم؛ كان هناك تدهور كبير في مستوى اللغة العربية لدى طلاب المدارس الدولية.

التغريب الثقافي

ونوهت بأن تدريس المناهج الأجنبية دون إدخال تعديلات عليها بما يتوافق مع قيم وثقافة المجتمع؛ من شأنه عدم التأثير على الطلاب في شأن اللغة فقط، بل فيما يخص القيم الثقافية أيضًا؛ إذ إنه من الممكن أن يتبنى الكثير منهم أنماط حياة وطرق تفكير تتناقض مع تلك التي تربوا عليها في مجتمعاتهم، ما يؤدي إلى ما يعرف بـ"التغريب الثقافي"، وهو الانفصال عن الجذور الثقافية لصالح تبني أنماط ثقافية أجنبية.

وأوضحت أنه قد أظهرت العديد من الدراسات أن هذا التغريب من شأنه أن يمثل ضغوطًا على الطالب قد تؤدي إلى مشكلات نفسية له مثل اضطراب الهوية وفقدان الانتماء الاجتماعي، حيث يشعر الطالب بأنه غير مرتبط تمامًا بمحيطه الثقافي أو بالثقافة التي يتعلمها في المدرسة، ما قد يزيد من حالات القلق والاكتئاب لدى الطلاب.

وعن اعتماد بعض الدول للمناهج التعليمية المستوردة دون تعديل عليها بما يتماشى مع مجتمعاتها، لفتت وفاء رضا، إلى أن هذا يتسبب فيما يعرف بـ"الثقافة المتداخلة"، موضحة أن هذا المصطلح يعني اندماج أو تداخل ثقافتين أو أكثر.

وقالت إنه على الرغم من بعض الإيجابيات لهذا الأمر، إلا أنه يحمل الكثير من الخطورة من خلال ما يحدثه من تغييرات جذرية في العادات والتقاليد المحلية لصالح ثقافات أخرى.

ولفتت إلى أن هذا يعني أن المناهج المستوردة  تؤدي في كثير من الأحيان إلى تغير في المفاهيم والقيم لدى الطلاب الذين يتعرضون لها، كما أوضحت الخبيرة التعليمية أن إحدى القضايا الرئيسية المتعلقة بالمناهج المستوردة هي فقدان الهوية الثقافية.

وأوضحت أن الكثير من الأبحاث، توصلت إلى أن المناهج الأجنبية قد تهمل تعليم التراث المحلي واللغة الوطنية بشكل كافٍ. 

وكشفت دراسة للباحثة أميمة منير جادو، أستاذة العلوم التربوية، عن أثر وجود مخاطر تراجع الاهتمام باللغة العربية مقابل هيمنة اللغات الأجنبية في المؤسسات التعليمية، وذلك للفجوة بين الطلاب وثقافتهم الأم، ما يؤدي إلى ضعف الهوية الثقافية والانتماء الوطني.