رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال فرويز عن الشباب الذي يعاني اضطرابات جنسية: "ادعموهم ولا تتركوهم"

الدكتور جمال فرويز
الدكتور جمال فرويز

تشكل المثلية الجنسية خطرًا متزايدًا على الشباب في مجتمعنا، إذ تستهدف هذه الظاهرة الفئات العمرية الصغيرة في مرحلة حساسة من تكوين هويتهم وتوجيههم القيمي، وذلك في ظل التطور التكنولوجي والانفتاح الثقافي العالمي.

لذا يصبح دعم الشباب وتوعيتهم بمخاطر المثلية الجنسية أمرًا بالغ الأهمية، من أجل مساعدتهم في مواجهة هذه التحديات والحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية والنفسية.

مرض وله علاج

وفقًا للدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية في حديثه الخاص لـ"الدستور" المثلية الجنسية هي مرض تم اعتماده في قوانين الصحة النفسية العالمية، ومدرج في قائمة الأمراض النفسية الأساسية حتى عام 1992.

وتابع أن هناك بعض الحالات التي يشعر فيها الشخص برغبة قهرية في ممارسة الشذوذ الجنسي، حتى وإن كان يرفض ذلك داخليًا، مما يضعه في حالة من الصراع الداخلي والندم الشديد بعد ممارسة تلك الأفعال.

أوضح أن هناك عوامل متعددة تؤدي إلى هذا السلوك، من بينها الوراثة والاضطرابات الهرمونية، إلى جانب الأسباب النفسية مثل العلاقات غير المتوازنة مع الأهل، أو التعرض لاعتداءات جنسية في الطفولة. 

وأشار فرويز إلى أن هذه الاضطرابات أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنةً بالنساء، كما يرى أن التربية والتجارب الشخصية تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر، خصوصًا إذا تعرض الفرد لاعتداءات أو ضغوط عاطفية في مراحل الطفولة. 

ولفت إلى أن هناك بعض الحالات التي قد يكون فيها الشخص متدينًا ويمارس طقوسه الدينية بانتظام، لكنه يعاني في الوقت نفسه من أفكار وسواسية قهرية تدفعه لممارسة الشذوذ، وهي حالة يُعالجها الطب النفسي بوصفها اضطرابًا عصابيًا.

لا يوجد سبب عضوي وراؤه

وعن ادعاءات بعض المثليين بأن السبب وراء ممارستهم الشاذة وجود سبب عضوي خلقي ولدوا به، وهو وجود هرمون يدعى"كيو إكس"، أكد فرويز أن التحاليل والأدلة الطبية أثبتت أن كثيرًا من الشواذ لا يوجد لديهم هذا الهرمون، وكذلك الأمر فيمن ادعى أن ذلك نتيجة تغيرات تحدث في بعض الهرمونات فهذا أمر أيضًا عار تمامًا من الصحة.

ووجه الاستشاري النفسي إلى أهمية تقديم الدعم النفسي للشباب الذين يعانون من هذه الاضطرابات الجنسية موضحًا  أن العلاج النفسي قد يشمل العلاج الدوائي والسلوكي والمعرفي.

الأدوية حققت تطور ملحوظ في الشفاء منه

وأوضح أنه قد حققت الأدوية الحديثة تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة إلى جانب تقنيات العلاج السلوكي المعرفي، والتي أثبتت فعاليتها في مساعدة المرضى على التغلب على الرغبات القهرية والتخفيف من القلق والأفكار الوسواسية المرتبطة بالشذوذ.

كما أشار فرويز إلى أن التوعية هي خطوة أساسية في معالجة هذه الظاهرة، إذ ينبغي للشباب فهم أن هناك فرقًا بين ميولهم الجنسية والأفكار القهرية التي قد تسيطر عليهم، كما يجب توفير بيئة آمنة للنقاش والتوجيه والتي من شأنها المساهمة في توعيتهم حول خيارات العلاج والدعم المتاح لهم، دون اللجوء إلى العزلة أو الشعور بالخجل من طلب المساعدة.

الشفاء يبدأ من رغبة الشخص في التخلص منه

وأكد على أنه لا يمكن معرفة العدد الدقيق للمثليين في مصر، وذلك لأن هناك الكثير منهم لايعلنون هذا الأمر، لافتًا إلى أنه ستظل أهم قواعد علاج المثلية الجنسية للرجل أو الأنثى أن تبدأ الرغبة من داخل الشخص في رفضه لوضعه الحالي وطلبه للتحسن.