رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التكييف الصحراوي في المنازل.. أمراض صدرية "دليفري"

جريدة الدستور

مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة خلال فصل الصيف، حاولت بسمة، 32 عامًا، البحث عن تكييف بسعر رخيص، إلا إنها لم تجد بسبب الارتفاع العام في أسعار الأجهزة الكهربائية، إذ تراوح سعر التكييف 1.5 حصان من 25 إلى 30 ألف جنيه حسبما تقول.

تضيف: “التكيفات أصبحت أسعارها غير معقولة، وفي نفس الوقت درجات الحرارة في مصر خلال فصل الصيف مرتفعة بشدة، لا سيما على الأطفال الذين لا يحتملون تلك الدرجات، لذلك كان لا بد من البحث عن حلول أخرى أكثر إفادة وأقل في سعرها، وظهر تريند التكييف الصحراوي”.

بدأت بسمة في البحث عن الأسعار والإمكانيات الخاصة بالتكييف الصحراوي ووجدت أن سعره يبدأ من 3 إلى 5 آلاف على حسب قدرته وسعته: “كان فرصة لأنه يخرج الهواء بارد وفي نفس الوقت تكلفته اقتصادية”.

بالفعل لجأت بسمة إلى شراء تكييف صحراوي ووضعه في المنزل إلا أن عيوبه بدأت تظهر: “ليس له علاقة بالتكييف مطلقًا هو مجرد مروحة هوائية ولا يوجد به فريون كي يخرج الهواء بارد، ويحتاج إلى مكان واسع بشكل كبير”.

إلى هنا كانت الخسائر قليلة حتى بدأ أطفالها يصابون بالسعال واحد تلو الآخر، وبعد عدة كشوفات طبية أخبرها الطبيب أن السبب هو رذاذ الماء الذي يخرج من التكييف الصحراوي والذي يسبب في بعض الأحيان ماء على الرئة لذلك لجأت بسمة إلى غلقه خوفًا من تطور الأمور.

خلال الفترة الأخيرة، راج استخدام المصريين للتكيفات الصحراوية بسبب غلاء أسعار التكيفات العادية، مع ارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغيرات المناخية، إلا أن لها أضرار قد لا يعلمها البعض.. “الدستور” في الملف التالي بحثت خلف التكيفات الصحراوية وتجارب البعض منها وآراء الأطباء والخبراء الفنيين فيها.

 

نرمين: لا فائدة له ويشبه المراوح

نفس التجربة السيئة تعرضت لها نرمين خالد، 26 عامًا، والتي بسبب ارتفاع درجات الحرارة في منزلها بمنطقة فيصل فضلًا عن أنها تقطن في الدور الأخير بدون وجود عازل على سطح العقار: “الحرارة تصل في بعض الأحيان لدينا إلى 45 درجة بسبب عدم وجود عوازل في العقارات”.

تقول: “وحين فكرت في شراء تكييف وجدت أن الأسعار غير معقولة نهائيًا ومرتفعة بشدة، وبدأت تظهر إعلانات التكيفات الصحراوية وفي نفس الوقت أسعارها معقولة وفي المتناول والجميع يشيد بها”.

تضيف: “يعمل التكييف الصحراوي على خفض درجة حرارة الهواء من خلال زيادة الرطوبة، ولكن يحتاج إلى أماكن واسعة من أجل العمل بشكل جيد، فهو يشبه التكييف في خروج الهواء البادر منه”.

توضح أنها بالفعل خاضت التجربة بشراء تكييف صحراوي بسعر 4500 جنيهًا، ووضعته بجانب النافذة عند الصالة حتى يكون في مكان واسع إلا إن التجربة لم تكن جيدة حسبما تصف.

تختتم: “لم يصيب أحد منا بأضرار كما أشيع بسبب خروج رذاذ الهواء منه، ولكن في نفس الوقت لم يكن له فائدة تذكر، فهو يشبه المراوح التي تخرج هواء ولا علاقة له بالتكييف العادي، لذلك بسبب الخوف من معلومات الأمراض المنتشرة بسببه قمت بتغليفه مرة أخرى وعدم استعماله”. 

يصل استهلاك المصريين من مكيفات الهواء إلى حوالى 2 مليون مكيف سنويًا، ويتم إنتاج 90% من مكيفات الهواء خلال فترة الصيف و10% خلال فصل الشتاء، وخلال العام 2022 حققت مبيعات التكيفات ارتفاعًا بنحو 28% لتسجل 9.9 مليار جنيه مقابل 7.8مليار جنيه.

 

استشاري صدر: استخدامه يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الصدر

الدكتور بيشوي جرجس، استشاري الصدر والجهاز التنفسي، أن التكييف الصحراوي رغم أنه الملجأ الوحيد للمواطن في الوقت الحالي لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة بسبب تكلفته القليلة، إلا أنه قد يسبب أضرار وخيمة على الصحة إذ لم يتم استخدامه بالشكل الأمثل.

يشرح: “تتمثل أكبر أضرار التكييف الصحراوي نمو الفطريات والبكتريا داخل الماء، إذ لم يتم تنظيفه بشكل دوري مما يؤثر على الجهاز التنفسي، من أمثلتها الإصابة بالتهاب الحلق، وكذالك زيادة التهابات الجيوب الأنفية”.

يوضح: “يستوجب الاهتمام بتنظيف التكييف الصحراوي لمنع البكتيريا، مع تجديد الهواء بالغرفة بشكل مستمر، كما يجب فتح النوافذ والأبواب حتى لا تشعر بالرطوبة بصورة كبيرة”.

ويؤكد على ضرورة الاستخدام الجيد للتكييف الصحراوي، تجنبًا لحدوث أي مشاكل صحية حيث يستوجب استخدامه داخل الأماكن المفتوحة جيدة التهوية، كي لا يؤدي إلى حدوث مياه على الرئة.

يختتم: “في تلك الحالة يقوم التكييف بتبريد الهواء بشكل جيد ولا يكون هناك ضرر من الرطوبة لأن المساحة مفتوحة ويتم تهويتها بشكل جيد، مع ضرورة تنظيف حوض الماء بشكل دوري حتى لا يسبب مشاكل صحية”.

 

آية: مفيد في الصيف حال استخدامه بشكل صحيح

بينما آية، 25 عامًا، من محافظة الوادي الجديد، كانت تجربتها جيدة مع التكييف الصحراوي، إذ وجدت فيه الملاذ للهروب من ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وفي نفس الوقت اقتصاديًا لم تكن أسعاره مرتفعة بشدة كما في التكيفيات العادية.

تقول: “لابد من استخدامه بشكل صحيح، فهو لا يصلح في المحافظات ذات الرطوبة المرتفعة لأنه صنع خصيصًا من أجل المحافظات الصحراوية مثل سيوة والوادي الجديد وغيرها، وليس الأماكن المغلقة”.

توضح أنها تضعه فيما يسمى المندرة وهي غرفة مفتوحة ملحقة بالمنزل: “المنازل في سيوة والوادي الجديد لديها مندرة هي مكان مفتوح ملحق بالمنزل نضعه فيها حتى لا يصيبنا الرذاذ الذي يخرج منه بأي أذى”.

لا تنتج مصر تكيفات محلية الصنع، إذ أنها تصنع جميع الأجزاء للمكيفات باستثناء “الكومبريسور” الذي يتم استيراده من الخارج لعدم إمكانية صناعته محليًا.

ولكن في مارس الماضي أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن أن مصر للمرة الأولى ستقوم بإنتاج التكييف المركزي بدلًا من استيراده وذلك داخل مدينة صناعة الأجهزة الكهربائية “هاير” المقرر افتتاحها خلال الفترة المقبلة باستثمارات صينية تبلغ 135 مليون دولار بطاقة إنتاجية 1.5 مليون جهاز سنويًا.

 

فني تكيفات: الصحراوي عليه إقبال رغم مخاطره

يؤكد ذلك، حسن عبد الفتاح، فني تكيفات وبائع في منطقة المعادي، إذ يقول: “لاقى التكييف الصحراوي الذي يعرف بالمبرد التبخيري إقبال كبير خلال الفترة الأخيرة، إذ زادت عمليات شرائه نظرًا لسعره المناسب وسهولة استخدامه، مقارنة بأسعار التكيفات العادية فقد تفاقم سعرها بشكل جنوني”.

 ويضيف: “يعد التكييف الصحراوي من الأجهزة المميزة التي تساعد على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، إذ يتسم بعدد من المميزات والعيوب”، موضحًا أن التكييف الصحراوي تم تصميمه للعمل بفعالية في المناخ الحار والجاف معتمدًا على مبدأ التبخر لخفض درجة حرارة الهواء.  

يشرح: “التكييف الصحراوي من المبردات الصديقة للبيئة دون حدوث أي تلوث بالمواد الكيميائية، بينما تتمثل عيوبه في كونه غير مناسب للمنازل ذات الرطوبة العالية، لأنه يزيد الرطوبة داخلها كونه مخصص للأماكن الصحراوية والجافة”.

يختتم: “يحدث تلوث للمياه داخله مما يتسبب في انتشار البكتيريا والفطريات إذا لم يتم تنظيفه باستمرار”، مبينًا أن سعر التكييف الصحراوي يتراوح ما بين 3 آلاف إلى  6 آلاف وذلك حسب سعة التكييف، فيما يبدأ سعر التكييف العادي من 24 ألف جنيه، لذلك يلجأ الكثيرون لاستخدام التكييف الصحراوي.