شريف شعبان: مصر تدعم أشقاءها فى العلن ولا تحتاج إلى الخفاء (خاص)
عقب عالم الآثار الكاتب دكتور شريف شعبان، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا من أجل ضمان عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة وعدم تدفق السلاح إلى القطاع، مدعيًا أنه لم يوافق أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر أرئيل شارون مغادرته عام 2005.
مصر تدعم أشقاءها في العلن
واستهل "شعبان" حديثه قائلًا: منذ أن اندلعت الحرب البغيضة على غزة، ونحن لا نسمع أو نرى سوى قصص صمود وبطولة لشعب أعزل لا يملك سوى إيمانه بوطنه وقضيته أمام محتل غاشم قبيح، احتل الأرض والتاريخ وأباد الحاضر ويجهز على المستقبل. ولم تقف اعتداءات المحتل الاسرائيلي ونيرانه عند سرقة فلسطين فحسب، بل تعدى بتطاوله على مصر بالأكاذيب بعدما فشل في جرها إلى دائرة الحرب، لأنه يعرف أنه خاسر لا محالة كما جرّب أسلافه نار مصر في حرب أكتوبر المجيدة.
وأردف "شعبان": واليوم يخرج علينا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- وهو من سلالة عائلة تبنت الكذب والنصب والاحتيال منذ جده "ناثان ميليكوفيسكي" وأبيه "بنزيون" ليغير اسمه عائلته إلى "ناتن ياهوه" أي عطية الرب- ويدعي كعادة قومه بأن احتلاله لمحور فيلادلفيا يمنع من مساعدة حركة حماس في تهريب السلاح إلى داخل قطاع غزة أو تهريب الرهائن من خلاله إلى خارج القطاع في تلميح سخيف بتوريط مصر، وهو ما استدعى احتلاله رغم رفض كل المواثيق الدولية للوجود العسكري الإسرائيلي بهذا المحور، بل يزيد من قبح كذبه بأن الوجود الاسرائيلي بالمحور أمر ضروري لضمان تحقيق أهداف حربه الواهنة، وهو ما يعرقل وجود أي تهدئة للموقف أو يمنح أي بارقة أمل للسلام. ولمن لا يعلم فإن محور فيلادليفيا هو شريط حدودي بطول 14 كم وعرض 100 متر في المنطقة بين جنوبي قطاع غزة ومصر، تم الاتفاق على كونه منطقة منزوعة السلاح بموجب معاهدة السلام لعام 1979 بين مصر وإسرائيل.
وتابع "شعبان": وينطلق نتنياهو في تلك الأكاذيب كي يغطي على فشله المستمر في حربه بغزة، خاصة مع إصراره على البقاء الاسرائيلي بالمحور بدلًا من توقيع اتفاق هدنة أو إيجاد حل جذري في العثور على محتجزين إسرائيليين لدى حماس، وهو أمر يشير بوضوح إلى الإفلاس سواء من الناحية السياسية أو الأمنية بل والكذب على شعبه نفسه والتضحية بهم من أجل مصالح شخصية ومكاسب فردية، ولا يزيد الموقف إلا المزيد من التصعيد وسكب المزيد من الزيت على النار.
واختتم: دعوني أوجه حديثي لكل أطراف الجانب الإسرائيلي: يا هذا، لا تدخل مصر في أكاذيبك، فمصر تدعم أشقاءها في العلن ولا تحتاج إلى الخفاء أو العمل السري الذي تعودت عليه العصابات الصهيونية طوال تاريخها الأسود، ويجب عليكم الرحيل فورًا من محور فيلادلفيا وإيقاف الحرب التي لا عائد منها سوى المزيد من الدمار. فمصر مواقفها معلنة وقوية ودورها تاريخي للقاصي والداني في الحفاظ على أمن وسلامة المنطقة، ولا تختبروا قوة مصر وصبرها، فصبر مصر إن نفد عليك أن تتحمل عواقب الغضب المصري.