رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقاصد نتنياهو الكاذبة

 

ليس خافيًا على أحد فى العالم أجمع الأكاذيب التى يروجها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وكل ما يقصده من هذه الشائعات والأكاذيب أن يبعد الدور المصرى العظيم عن مساندة وتأييد القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها ودخول المساعدات إلى أهالى قطاع غزة الذى تمت إبادته على يد القوات الإسرائيلية الغاشمة.. كلنا يعلم أن العالم يعرف مكر وأكاذيب وخداع نتنياهو، وأن الهدف من هذه التصريحات المكذوبة فيما يتعلق بشأن محور فيلادلفيا هو إبعاد مصر عن دورها الريادى مع القضية الفلسطينية. وقد أدانت كل الشعوب العربية وحكوماتها هذه التصريحات الكاذبة. وأكدت أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم الحريصة على القضية الفلسطينية وعدم تصفيتها.

ولا أحد ينكر الدور المصرى الفاعل فى إيجاد حل للحرب البشعة.

وكل الجهود المصرية تمثلت فى مواقف كثيرة جدًا والريادة المصرية كانت وراء شبه تراجع المجتمع الدولى عن مواقفه الداعمة لإسرائيل، وكذلك إجبار الخارجية الأمريكية على التعهد بأنه لا يوجد تهجير للفلسطينيين إلى أى دولة عربية أو غيرها.

والجميع يعلم الريادة المصرية فى موضوع المساعدات وتوفير ممرات إنسانية آمنة لوصول المساعدات للشعب الفلسطينى، كما كان هناك دور مهم جدًا للدولة المصرية فى تحريك شعوب العالم وليس حكوماتها، ورأينا حجم التظاهرات. وهذا ما جاء من دور الرؤية المصرية التى لا تعمل بشكل عشوائى، لكن بشكل مدروس ومخطط.

الموقف المصرى ثابت لا يتغير أبدًا فيما يتعلق بدعم الأشقاء الفلسطينيين الذين يتعرضون لحربين فى آن واحد، الأولى حرب إبادة بشعة باستخدام كل الأسلحة المحرمة دوليًا وغير المحرمة، والثانية عبارة عن حرب تجويع لمن تبقى من الأشقاء فى غزة. وأمام هذا المشهد الصعب والمعقد لم تتخل مصر عن دورها المهم والرائد، وهو منع تصفية القضية الفلسطينية ووقف التهجير القسرى للفلسطينيين الذى تسعى إليه إسرائيل، بهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية. الدور المصرى ظاهر وواضح منذ نشأة الكيان الصهيونى على الأرض العربية المحتلة، حتى الحرب البشعة على غزة الآن.

ودعونا نقلها صراحة وبدون لف أو دوران: هل يوجد أى دولة فى العالم بخلاف مصر تحمل على كاهلها عبء القضية الفلسطينية؟! والإجابة ليست صعبة، وهى أن مصر الدولة الوحيدة التى تحرص على تفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ولا يحرك مصر سوى هذا الهدف العظيم، فلا حل للقضية الفلسطينية بدون إقامة دولتهم المستقلة، ومن أجل ذلك تبذل القاهرة الجهود الشاقة والمضنية منذ ما يزيد على قرن من الزمان، لوقف كل مهازل الصهيونية. ومؤخرًا منذ اندلاع الحرب على غزة، تصدت بل أحبطت كل المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.

السؤال الذى يطرح نفسه: لماذا يتم الآن التشكيك فى الدور المصرى العظيم؟! والإجابة ليست خافية على أحد، وهى أن إسرائيل والولايات المتحدة تعلمان جيدًا الدور المصرى المهم، وكيف أن القاهرة تتصدى لكل محاولات تصفية القضية، ومنع تهجير الفلسطينيين، سواء من غزة إلى سيناء، أو من الضفة الغربية إلى الأردن، كما أنه لا يخفى الدور الكبير الذى تقوم به مصر من أجل إنفاذ المساعدات إلى الأشقاء، سواء كانت غذائية أو طبية أو وقودًا، وخلافه من توفير سبل الإعاشة الطبيعية، هذا الدور المصرى المهم دفع تل أبيب وواشنطن لأن تنشرا شائعات ضد مواقف القاهرة الصلبة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى، ووقف المخطط الجهنمى لتصفية القضية الفلسطينية.

وبالتالى فإن موقف القاهرة تجاه وقف الحرب ومنع تصفية القضية الفلسطينية واضح ولن ولم يتغير أبدًا، بخلاف ما يزعم نتنياهو وتنشره وسائل الإعلام الصهيونية الأمريكية التى تنفذ سياسة نشر الفوضى والاضطراب بالأقطار العربية، واستعصى ذلك على مصر. كما أن الإجماع العربى يؤكد أنه توجد فرصة كبيرة للغاية لحل القضية الفلسطينية وتفعيل حل الدولتين، وهو ما ظهر من ردود الأفعال المؤيدة لمصر ورافضة تمامًا أكاذيب نتنياهو.

وشددت الرسائل العربية على أن مصر حريصة على توصيل رسالة حازمة حاسمة بأن القضية الفلسطينية لن تموت على الإطلاق.