كيف تحافظ مصر على "صقر الغروب" من الانقراض؟
يعتبر صقر الغروب من الطيور الجارحة في العالم، ويتواجد بمناطق محدودة من شمال شرق إفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية، يتميز بجماله الفريد وقدرته على التكيف مع البيئات القاسية، إلا أنه يواجه تهديدات جسيمة تجعله على شفا الانقراض. في هذا التقرير، نستعرض أهم التحديات التي يواجهها صقر الغروب في مصر، والجهود المبذولة لحمايته، وآفاق مستقبله.
تم رصد أول طائر لصقر الغروب وصل لجزيرة وادى الجمال، في أغسطس 2016.
منظمات لحماية “صقر الغروب” في مصر
وبالاعتماد على أداة " Copilot"، أوضحت أن هناك عدة منظمات غير حكومية تعمل في مجال حماية صقر الغروب في مصر، منها: جمعية حماية الطبيعة في مصر، التي تعمل على حماية التنوع البيولوجي في مصر، بما في ذلك صقر الغروب، من خلال برامج التوعية والمشاريع البيئية، وجمعية أصدقاء البيئة، التي تركز على حماية البيئة والحياة البرية في مصر، وتقوم بتنظيم حملات توعية ومشاريع للحفاظ على الطيور المهددة بالانقراض مثل صقر الغروب، وجمعية الطيور المصرية، التي تعمل على دراسة وحماية الطيور في مصر، بما في ذلك صقر الغروب، من خلال الأبحاث والمشاريع الميدانية، وهذه المنظمات تلعب دورًا حيويًا في حماية صقر الغروب من الانقراض من خلال التعاون مع الحكومة والمجتمع المحلي.
وإيمانًا من مصر بضرورة حماية الطيور والحيوانات المعرضة للانقراض، قامت بالتوقيع على اتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة، منفذة بنودها، التي ضمنها: وضع خطط وطنية لحماية الأنواع المهاجرة، بما في ذلك صقر الغروب، كما تتضمن هذه الجهود إنشاء محميات طبيعية، تطبيق قوانين صارمة لمنع الصيد الجائر، وتنظيم حملات توعية للمجتمع المحلي.
اتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية، والمعروفة أيضًا باسم اتفاقية الأنواع المهاجرة أو اتفاقية بون، هي معاهدة دولية تهدف إلى الحفاظ على الأنواع المهاجرة في جميع أنحاء نطاقاتها، تم توقيع الاتفاقية تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بون، ألمانيا، في عام 1979، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1983، وتستهدف الاتفاقية مجموعة واسعة من الأنواع المهاجرة، بما في ذلك الطيور، الثدييات، الزواحف، والأسماك، ويتم تصنيف الأنواع المهددة بالانقراض ضمن ملحقات الاتفاقية، مما يتيح لها حماية خاصة.
خبير طيور برية: “صقر الغروب” يقطع مسافات طويلة للتزاوج
قال إبراهيم سعد، خبير الطيور البرية بقطاع محميات جنوب البحر الأحمر، إن صقر الغروب من الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض عالميًا، يقطع مسافات طويلة للوصول إلى وادي الجمال للتزاوج وتربية صغاره قبل العودة إلى موطنه الأصلي في مدغشقر والخليج العربي.
وأضاف "سعد"، في حديثه، أن المحمية تقوم بجهود كبيرة لحماية هذا الطائر النادر من الصيد والاضطرابات، وذلك من خلال الرصد المستمر وتطبيق قوانين حماية البيئة، مؤكدًا أن وجوده في المحمية يمثل دليلًا على نجاح جهود الحفاظ على البيئة في المنطقة، ويجذب أعدادًا كبيرة من السائحين المهتمين بالطبيعة والطيور.
وفقًا لأحدث التقارير، لا توجد أرقام دقيقة حول أعداد صقر الغروب في مصر
وعن جهود مصر في الحفاظ على الطيور المهددة بالانقراض، أوضح خليل العامري، خبير بيئي، أن مصر لديها مجهودات كبيرة فيما يتعلق بالحفاظ على الطيور أو الحيوانات المعرضة للانقراض، حيث خصصت مساحات واسعة من الأراضي لإنشاء محميات طبيعية، مثل محمية وادي الجمال، والتي توفر بيئة آمنة ومحمية لصقر الغروب للتكاثر والتغذية.
وأكد "العامري"، في حديثه مع "الدستور"، أن الحكومة المصرية قامت بفرض قوانين صارمة لحماية الطيور الجارحة، بما في ذلك حظر صيد صقر الغروب وتجارة أجزاء منه، كما زادت من الرقابة على المناطق التي يتردد عليها هذا الطائر، أيضًا أطلقت وزارة البيئة حملات توعوية لتوعية المجتمع بأهمية صقر الغروب ودوره في النظام البيئي، وحث الناس على المساهمة في حمايته.
يذكر أن وزارة البيئة المصرية أعلنت عن تنظيم أول ورشة عمل للعمل على حماية صقر الغروب، أحد الطيور الجارحة المهددة بالانقراض، وأكدت الوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد، أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي، مشيرة إلى أن مصر تعمل على وضع خطة وطنية لحماية صقر الغروب بالتعاون مع شركاء دوليين.
وتضمنت الورشة مناقشة مسودة الخطة التي تهدف إلى حماية هذا الطائر من خلال التوعية المجتمعية ومراقبة هجرته، وتهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي في مصر والمساهمة في الجهود العالمية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض.