رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الرز: الإدراك المصرى لمخاطر حرب غزة شكل موقفًا دوليًا بضرورة حل الدولتين

غزة
غزة

قال المحلل اللبناني محمد الرز، إن مصر تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق أمرين يشكلان هدف سياساتها ودبلوماسيتها، أولهما انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا ومعبر رفح، وثانيهما وقف إطلاق النار في غزة، وتعتبر القاهرة أن ما عدا ذلك من اقتراحات كإقامة أبراج أو سحب كتيبتين أو أكثر محل رفض مطلق، فيما تصر مصر على أن أي توسيع للحرب على جبهات أخرى مسألة خطيرة من شأنها إشعال حرب إقليمية تطيح بكل المعادلات القائمة، وهي إن بدأت فلن يعرف متى وكيف ستنتهي؟

وأضاف "الرز"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا الإدراك المصري الواعي لمخاطر الحرب الإقليمية والمغامرة الإسرائيلية باتجاهها وسط منسوب مرتفع من التوتر العالمي، شكل موقفًا دوليًا عامًا اقتنع بأن الحل الوحيد لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل لن يتحقق إلا بحل الدولتين كخيار وحيد وعادل.

توسيع الحرب ضد لبنان 

وأوضح "الرز" أنه لا شك في إن عملية الرد من حزب الله على إسرائيل انتقامًا لاغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، والضربة الإسرائيلية الاستباقية قبل نصف ساعة من الرد، لم تنهيا القتال على جبهة لبنان مع فلسطين المحتلة وإنما أعادتا قواعد الاشتباك إلى سابق عهدها مع بعض التوسعات، خاصة أن تطمينات أمريكية أعطيت للحكومة الإسرائيلية باستبعاد حصول ضربة إيرانية في المرحلة الراهنة استنادًا لتنشيط المفاوضات بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان، وهو ما أشار إليه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال استقباله أعضاء الحكومة الجديدة في بلاده . 

وأضاف "الرز"، صحيح أن وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت رفع إلى رئيس الحكومة نتنياهو تصورًا لتوسيع الحرب ضد لبنان تحت مسمى "الوقت حان لبدء العمل في الشمال"، إلا أن التوقعات جميعًا تشير إلى أن أولوية رئيس حكومة الكيان الصهيوني الآن ليست مواجهة موسعة مع حزب الله، وهو لو أرادها لفعلها عقب الرد عليه، لكنها تتركز حول الضفة الغربية اتساقًا مع مخططه الاستراتيجي بالسيطرة العسكرية على كل فلسطين، وفي هذا المجال جاءت توصية وزير الأمن بن غفير، ووزير المال سموتريتش المؤلفة من أربع نقاط هي تدمير مناطق الضفة، وإسقاط السلطة الفلسطينية، والقضاء على المقاومة في الضفة، وتهجير الأهالي. 

وتابع الباحث السياسي اللبناني: ظهرت بدايات تنفيذ هذا المشروع العنصري في جنين وطولكرم ومخيمات بلاطة ونور شمس والعوجا بالقصف والتدمير وجرف الأراضي وحصار المستشفيات وتصعيد الاستهدافات لحرمة المسجد الأقصى بعد قرار نتنياهو بتمويل اقتحاماته، كما أن تمادي الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ هذا المشروع التدميري من شأنه إحداث انفجار كبير في مناطق الضفة ومخيماتها وقد يمتد إلى فلسطينيي العمق داخل الكيان الإسرائيلي وصولًا إلى أريحا، على أن يواكبه توسيع المساندة من جنوب لبنان ومحاور المقاومة الأخرى، خاصة أن كل الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح ستتحد في المواجهة، وهي اتحدت الآن نسبيًا.