رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صراع السنوار- نتنياهو.. حرب الألفية الثالثة!

أقرت حكومة السفاح نتنياهو، ومعه فلول التطرف الإسرائيلى التوراتى العنصرى، تمويل كل حراك الأحزاب اليهودية المتطرفة، بما فى ذلك اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك. 
بالتأكيد، وضمن القراءات اللوجستية الأمنية والسياسية، هناك روابط جد خطيرة، بين  معركة «ذكرى الأربعين»، التى قام بها يوم 25 أغسطس الجارى، حزب الله، واجتاحت مدن وأجواء دولة الاحتلال/ فلسطين المحتلة، ووصلت رميتها إلى أماكن عسكرية وأمنية صهيونية وسط تل أبيب.. وما أعلن عنه البيت الأبيض، وفق محددات الإدارة الأمريكية أن هناك معلومات بأن: إيران تستعد لشن هجوم على إسرائيل.
.. العلاقة بعد كل هذه المؤشرات ثلاثية الأبعاد، «أول» أضلع مثلثها، له أسبابه التى غيرت توجهات العنف والإبادة فى جيش الكابنيت، وبالتالى تصرفات السفاح نتنياهو، ذلك أنه عندما أعلنت حركة حماس عن انتخاب القيادى يحيى السنوار، وهو القرار الذى خلق ما يفهم فى الأوساط الصهيونية- وهذا ثانيًا- بأن التاريخ وضع السفاح نتنياهو، بمناطحة مع رئيس حماس السنوار، وهو يقود معركة طوفان الأقصى، وبدأ السفاح رحلة تحدى البحث عن السنوار، بعد أن كان قاد مجازر واغتيالات طالت رئيس حركة حماس فى وسط العاصمة الإيرانية طهران، واغتيال قيادى حزب الله فؤاد شكر فى الضاحية الجنوبية لبيروت، وأما «ثالث» الأمور، أن المعركة الكبرى فى المنطقة، غالبًا ما ستكون نتاج مخطط جديد، وفق منهج إمبريالى، استعمارى، متوسع الساحات، وقد تكون معركة الألفية الثالثة؛ غالبًا أن خطرها يحدث اليوم فى معارك جيش الاحتلال فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس. 
الاحتلال الإسرائيلى، والسفاح نتنياهو، وفريقه الوزارى المتطرف مهدا الساحات لـ«حرب غزة- الضفة والقدس».. وقاد هذا التمهيد/ المخطط السفاح بافتعال كل مسببات وأوامر وظروف خلخلة وإيقاف تعثر مفاوضات إيقاف الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وذلك سعيًا لفتح ووضع خطط تنفيذية لإنهاء حرب الإبادة فى غزة. ما يؤشر على دخول حالة من عدم الاستقرار، والأزمات أن السفاح وحكومته المتطرفة وجيش الكابنيت، والأجهزة الأمنية والإعلام الإسرائيلى، انشغلت، لتوفير أجواء الحراك العسكرى، ما قد يحول المنطقة والإقليم والمجتمع الدولى إلى حروب وانساق من الكوارث المدمرة التى قد تتجاوز منطق السيطرة، يدعم ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، ليس لديهما، خلال الأشهر المقبلة، غير الفضاء الداخلى، وأن تجربة الدول الوسطاء فى مفاوضات قطبى الحرب على غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، وصولًا إلى اقتحامات الضفة الغربية والقدس، باتتا فى حرب استنزاف، مع وجود ضربات محددة من محور المقاومة من خارج ساحة حرب السنوار- نتنياهو، انتظارًا لرد إيرانى، ورد ثان من حزب الله، وانشغالات مؤثرة من الحشد الشعبى فى العراق والحوثيين فى اليمن.

*تمويل اقتحامات المستوطنين المتطرفين.

.. لأن التوسع العسكرى الإسرائيلى الصهيونى قادم، وهناك تحركات وفق خطط أمنية ودعم معلوماتى، وتطرف له أهدافه لامتصاص حراك الشارع الإسرائيلى، فقد فرضت ضربات وشبه المعركة محدودة الأطر، التى قادها حزب الله، فوق تل أبيب، وأماكن عسكرية حساسة، وأراد كابنيت السفاح أن يخوض تجربة مخطط لها منذ عقود الحرب من جديد فى الضفة الغربية والقدس. 
لهذا، علينا الانتباه!:
لماذا قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلى تمويل اقتحامات المستوطنين المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك- الحرم القدسى الشريف فى مدينة القدس المحتلة؟

.. ويبدو أن بعضًا من الإجابة يدرك هنا:
كشفت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية فى عددها الصادر يوم الثلاثاء، أن حكومة الاحتلال ستمول لأول مرة هذه الاقتحامات من خلال ما تسمى بـ«وزارة التراث»، إذ ستخصص مليونى شيكل «نحو 545 ألف دولار» للمشروع من ميزانية وزيرها المتطرف «عميحاى إلياهو».
.. والقرار الصهيونى المتطرف يعنى، بداية معركة «غزة- الضفة الغربية والقدس»، وهى أن دولة الاحتلال والسفاح نتنياهو، اعتبرا أن: الخطة تشمل القيام بجولات «إرشادية» تهويدية للمستوطنين (..) فى الأسابيع المقبلة داخل الأقصى، بينما الحقيقة ما يفعله وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتمار بن غفير، الذى قال إنه: يريد إقامة كنيس يهودى فى المسجد الأقصى المبارك.
* مسار الحرب. والهدف منها؟! 
*تصريحات بن غفير تزيد الوضع تعقيدًا واحتقانًا. 
أدانت مصر، الإثنين، بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن وزير أمن الاحتلال القومى المتطرف إيتمار بن غفير، بشأن التخطيط لإقامة كنيس يهودى داخل المسجد الأقصى.

وحمّلت وزارة الخارجية المصرية، فى بيان لها، «إسرائيل المسئولية القانونية عن الالتزام بالوضع القائم فى المسجد الأقصى، وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية».

وطالبت الخارجية المصرية، بـ«امتثال إسرائيل بالتزاماتها، ووقف التصريحات الاستفزازية التى تهدف إلى مزيد من التصعيد والتوتر فى المنطقة».

وأكدت مصر أن «تلك التصريحات غير المسئولة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية فى الأراضى الفلسطينية تزيد الوضع تعقيدًا واحتقانًا، وتعوق الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية القائمة على أساس حل الدولتين».

ونقلت  الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الأمن القومى للاحتلال، إيتمار بن غفير، قوله إنه «ينوى إقامة كنيس يهودى فى ما سماه جبل الهيكل»، الاسم الذى يطلقه اليهود على المسجد الأقصى.

وعلّل بن غفير ما ذهب إليه بالادعاء أن «القانون يساوى بين حقوق المسلمين واليهود فى إقامة الصلوات بالمسجد الأقصى».

وقبل نحو أسبوعين، اقتحم وزير الأمن القومى للاحتلال مع عضو آخر فى حكومة بنيامين نتنياهو ونحو 3 آلاف مستوطن، المسجد الأقصى.

وفى معرض تعقيبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أن «عزم المتطرف بن غفير بناء كنيس يهودى فى المسجد الأقصى؛ إعلانٌ خطير، وعلى الأمتين العربية والإسلامية تحمُل مسئوليتهما فى حماية الأقصى والمقدسات».

وأضافت الحركة، فى بيان صحفى، أن «ما كشف عنه الوزير الإرهابى بن غفير صباح اليوم حول عزمه بناء كنيس يهودى داخل المسجد الأقصى المبارك، قد يكون بداية مؤشرات الصراع الدينى الفكرى، والأمنى، إذ يمثِّل هوى المتطرف بن غفير وحزبه إعلانًا خطيرًا، يعكس طبيعة نِيّات السفاح نتنياهو، وحكومة الاحتلال تجاه المسجد الأقصى وهويته العربية والإسلامية، وخطوات الاحتلال المبيتة، الإجرامية التى تسعى إلى تهويده وإحكام السيطرة على الأوقاف المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك».
*السفاح يفرض المواجهة.. والسنوار ينتظر 
عمليًا، لن يظهر السنوار أمام أى قوى فلسطينية أو إسرائيلية، أو دولية أممية ولا بأى ضمانات أممية أو عربية إسلامية إلا بعد إيقاف الحرب على غزة ورفح والشجاعة والنصيرات، وصولًا لإيقاف الاقتحامات اليومية فى معركة استنزاف الضفة الغربية والقدس. 
موقف السنوار قيادى أمنى، والسفاح نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب على غزة، هنا بدأت ملامح المعركة المنتظرة، كأنها فى مواقيت هيمنت على تحليلات ونذر الأحداث فى الأجواء الفلسطينية، مع ما لها من إمدادات ومناخات فرضت أزمة فى المنطقة والإقليم، وهى مكاشفة تدل على النوايا الصهيونية المعادية لحقوق الشعب الفلسطينى والأرض المحتلة. 
ووفق ما كشف الإعلام الإسرائيلى الصهيونى، والإعلام الدولى، قالت القناة 14 الإسرائيلية: «بعد انتصاف ليل الثلاثاء الأربعاء، بدأت قوات جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة فى شمالى الضفة الغربية، ورددت الخبر: لقد حان الوقت لضرب شمال (الضفة) واستئصال جذور الإرهاب كما تريد (إسرائيل)». 
.. وهكذا تبدأ فصول من معركة أرادها السفاح نتنياهو؛ «غزة- الضفة والقدس»، ويبدأ جيش الكابنيت، الضربات العسكرية الإسرائيلية، فى عملية واسعة تشمل الضفة الغربية، والقدس، بمشاركة سلاح الجو الإسرائيلى الصهيونى.

*الصراع الخفى بين السنوار والسفاح نتنياهو.

منذ السابع من أكتوبر الماضى، بداية معركة طوفان الأقصى، كان السفاح نتنياهو يخطط لحرب شاملة تمتد من قطاع غزة وصولًا لحدود فلسطين المحتلة، فى الشمال مع جنوب لبنان، حيث قوات حزب الله، وإلى الشرق، حيث الحدود الأردنية، وإلى الشمال الشرقى لشبه جزيرة سيناء، مع حدود قطاع غزة ورفح. 
.. الصراع تشكل فى تعنت وأوهام وجنون السفاح نتنياهو، الذى كان يردد أن أحداث طوفان الأقصى هى من خطط القيادى فى حركة حـماس يحيى السنوار، وطوال الأشهر من معركة الإبادة الجماعية، كان السفاح يهلوس بحثًا ليس عن الرهائن أو الأسرى الاسرائيليين الذين تم أسرهم فى يوم السابع من أكتوبر الماضى، بل كان جنون جيش الكابنيت، العثور على السنوار. 
.. بالأمس القريب، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن مئات الجنود الإسرائيليين يقودون عملية عسكرية مفتوحة  شمالى الضفة الغربية، والقدس بغطاء جوى كامل، مع دعم ومشاركة أمنية من قوات حرس الحدود وجهاز الأمن العام «الشاباك»، التى تقوم على مشهد ومراقبة من المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وما زالت المعركة مفتوحة ممتدة من غزة ورفح إلى الضفة الغربية والقدس، وقد أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلى التأكيد أنها: عملية عسكرية واسعة لـ«مكافحة الإرهاب» فى جنين وطولكرم وطوباس بالضفة الغربية، فى عملية قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها «قد تطول»، وفق دلائل ومؤشرات أكدتها الإذاعة الإسرائيلية الرسمية:
*1.:
أن العملية التى بدأها الجيش فى شمال الضفة هى الأوسع منذ عملية «السور الواقى» فى عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة.

*2.:
استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون برصاص القوات الإسرائيلية، بعد اقتحامها مدينة جنين.
.. واستشهد فلسطينيون فى غارة إسرائيلية على مخيم بلاطة بالضفة الغربية.

*3.:
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن عددًا كبيرًا من الآليات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت مدينة جنين من حاجز الجلمة العسكرى، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومى، بينما تمركزت قوة قرب مستشفى ابن سينا، وسط اندلاع مواجهات.


*4.:
يتصاعد «إرهاب المستوطنين» فى الضفة بحماية إسرائيلية عنصرية.

*5.:
إدانات أممية وأوروبية لهجوم الضفة وبوريل يلوح بمعاقبة إسرائيليين.


*6.:
جيش الاحتلال الإسرائيلى يطوق جميع المستشفيات فى جنين وطولكرم، بحجة «منع المسلحين من التوجه إليها».
.. هذه الحقائق الأولية، تكشفت بعد ما وصلت آلية مفاوضات مبادرة الرئيس الأمريكى جو بايدن، والرؤساء الوسطاء، التى توقفت وأفشل مساراتها وجهود الوفود من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية نتنياهو، ليصطدم العالم والمجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى من عدم انصياع دولة الاحتلال والسفاح نتنياهو لما قدمته الدول كافة من مساعى إيقاف الحرب على غزة ورفح، ومنع التصعيد فى الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، عدا عن التصعيد الإقليمى ما يترك المجتمع الدولى أمام نذر الحرب، التى لا رهان على صورتها ومالها وكوارثها.

.. كل هذا، يعيدنا إلى ما تشهده الضفة الغربية، والقدس التى تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدًا فى العنف منذ أكثر من سنوات، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت حرب غزة فى أكتوبر الماضى.

وفى سياسة السفاح، تلك التشاركية العسكرية الأمنية، منذ طوفان الأقصى، لم تتوقف الاقتحامات العسكرية اليومية فى الضفة والقدس، واستشهد نتيجتها 640 فلسطينيًا برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية فلسطينية، بينما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليًا من بينهم جنود فى هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقًا لأرقام إسرائيلية رسمية.

*هل هى معركة فرضت على السنوار؟!.


.. أى شكل من الاقتحامات أو المعارك فى الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، هى ساحة حقيقية لحركة المقاومة الفلسطينية وبالذات حركة حماس، التى منذ طوفان الأقصى، شرعت مسارات مختلفة عن المقاومة، وأن حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، لم تعد خفية أمام المجتمع الدولى والأمم المتحدة، وخصوصًا مجلس الأمن الدولى، وكل الوسطاء والمنظمات والقوى المختلفة فى العالم. 
بينما لا يزال السفاح نتنياهو، يلاحق بهوس وتعنت المقاومة الفصائل الفلسطينية، من غزة وحتى الضفة والقدس، ويلوح بأنه سيبى قادتها وكل أفرادها، وفق الدعم اللا محدود الذى اكتسبه من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية، ومن حكومة التطرف التوراتى التى يقودها حاميًا رأسه، مبيدًا عشرات الآلاف من الشعب الفلسطينى، ولا يريد أى اتفاق أو هدنة لإيقاف الحرب على غزة ورفح، ويفتعل الأكاذيب، نابشًا فى التاريخ الاستعمارى لكل الدول التى تدعمه وتؤيد هذه الحرب التى لن تنتهى دون رفع مستويات المسئولية الدولية الأممية، لإخضاع دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية إلى طاولة المفاوضات لإيقاف حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات التصفية الإنسانية، واللا قانونية. 
.. من هنا، يأتى جواب السؤال:
هل هى معركة فرضت على السنوار؟!. 
.. بالتأكيد لا، فهى تلك الحرب التى أرادتها دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وسايرتها ودعمتها بكل وضوح- إلى اليوم- الولايات المتحدة الأمريكية، وصاغت عبر دبلوماسيتها القذرة كل مسارات حرب الكابنيت الصهيونى المتطرف، وهى اليوم تحيل السؤال على السفاح الكاذب نتنياهو، الذى يقول للعالم إنه سينهى حماس، وسيصل لرئيس الحركة من داخل أنفاق قطاع غزة، وبالطبع يلوح بمجازر وإبادة لا حد لها.


فمن هو يحيى السنوار، الذى بات يعرف فى كل العالم بأنه: صاحب النفوذ الأكبر والرئيس الجديد للمكتب السياسى لحركة حماس؟

.. وبالرجوع لتغطية شبكة bbc يوم 6 أغسطس الماضى، التى أعلنت فيها حركة حماس الفلسطينية عن اختيار يحيى السنوار، رئيسًا جديدًا للمكتب السياسى للحركة، خلفًا للشهيد  إسماعيل هنية، الذى اُغتيل فى إيران فى 31 يوليو الماضى- تشير الاتهامات إلى تورط إسرائيل فى العملية- نجد أن الشبكة الإعلامية البريطانية، تقول:

*أولًا:
شغل السنوار منصب رئيس الحركة فى غزة، وتضعه إسرائيل على رأس مطلوبيها فى غزة، «حيًا أو ميتًا»، بحسب ما صرّح مسئولون لموقع أكسيوس الأمريكى.

*ثانيًا:
يعتقد المسئولون الإسرائيليون أن التخلص من السنوار سيعجّل بانهيار حماس عسكريًا، كما سيضع نهاية للحرب التى بدأت بهجوم حماس الدامى على جنوب إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى.

*ثالثًا:
يقول مسئولون إسرائيليون إن السنوار هو الرأس المدبر لتلك الهجمات، رفقة عناصر أخرى فى الحركة، بما فى ذلك محمد الضيف قائد الجناح العسكرى لحماس، ونائبه مروان عيسى.

 

*رابعًا:
فى السادس من ديسمبر الماضى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، عن السنوار: «يمكنه أن يهرب ويختبئ لكننا سنحصل عليه»، وذلك بعد قيام قوات من الجيش الإسرائيلى بمحاصرة منزل السنوار فى مدينة خان يونس، حيث تعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أنه هرب قادمًا من مدينة غزة شمالًا فى بداية الحرب.

*خامسصا:
رصد الجيش الإسرائيلى مبلغ 400 ألف دولار مكافأة لمن يدلى بمعلومات تساعد فى القبض على السنوار.

*سادسًا:
وصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر فى الأراضى الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.

وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم فى تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارًا بـ«مجد».

 

*التطرف التوراتى والسفاح.. وفشل الموساد.. خطر المعركة القادمة.

.. الكابنيت، عمليًا بات يعمل عسكريًا وأمنيًا وفق قيادة السفاح بين قطاع غزة ورفح.. وصولًا إلى الضفة الغربية والقدس، هنا نقرأ كيف سيكون اليوم التالى بعد اجتياح الضفة، وربما التصعيد وإعادة اجتياح القدس الشرقية،.. وهو، بالتحليل الجيوسياسى الأمنى، يعنى فتح المجال لتصعيد التطرف التوراتى وهوس السفاح.. وبالتأكيد فشل الأجهزة الأمنية الصهيونية، بالذات الموساد، والشاباك؛ ذلك أنها تخوض أسرارها فى الحرب ولن ترى خطر المعركة القادمة، وهى تدرك حتمًا معنى فشل معارك السفاح التى تحولت إلى منجزات الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهى تلك الرؤية المسمومة التى يقنع بها الإدارة الأمريكية والبنتاجون، وكل المنظمات اليهودية الصهيونية والأيباك فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وكل العالم، وهذه حقيقة أفرزتها زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وخطابه فى الكونجرس وكل اللقاءات والاجتماعات السياسية والأمنية فى واشنطن. 
.. هى نتيجة، أزمت المنطقة والعالم، بعد المجازر التى طالت غزة ورفح، والاغتيالات التى طالت أيضًا حزب الله والحرس الثورى الإيرانى، بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، والقيادى فى حزب الله فؤاد شكر، وبالتالى، دخول المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى فى انتظار ما تهدد به هذه القوى بين إيران ولبنان والمحور الذى يؤيدها فى العراق واليمن وسوريا، نحو هيمنة المعركة التى قد تدك دولة الاحتلال، أو تدك العالم، لا فرق عند السفاح نتنياهو. 
*قبل مستجدات معركة «غزة- الضفة الغربية والقدس»؛ أتاحت دراسة مهمة نشرتها صحيفة النهار اللبنانية، وكتبها المحلل الاستراتيجى والأمنى الإيرانى «سجاد عبادى»، كشف فيها العديد من الحقائق التى تحيلنا إلى الفشل المتطرف فى دولة وحكومة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وهى بحسب المصدر، تضعنا أمام ما قد تكون عليه عمليات جيش الكابنيت فى الضفة الغربية والقدس، وهى أيضًا ما زالت فاعلة فى قطاع غزة ورفح:
*الحقيقة الأولى:

تعتبر عملية اقتحام الأقصى فشلًا إعلاميًا كبيرًا للكيان الصهيونى ليس فقط لأبعادها العسكرية بل أيضًا لأبعادها الأمنية.
* الحقيقة الثانية:
بدء عملية طوفان الأقصى يوم السبت 7 أكتوبر الماضى، يعتبر العديد من المحللين العسكريين بحق أن الفشل فى اعتراض الهجوم ومنعه هو «فشل استخباراتى إسرائيلى». 
*الحقيقة الثالثة:

حاول النظام الصهيونى ترسيخ نفسه باعتباره «قوة إقليمية» فى جنوب غرب آسيا باستخدام التقنيات والأسلحة المستوردة من أمريكا ودول غربية أخرى.
إلا أن الأخبار والتقارير الواردة من هذا النظام فى الأسابيع الأخيرة تظهر أن «المظلة الدفاعية السيبرانية» لهذا النظام فى حالة فوضوية للغاية. 
*الحقيقة الرابعة:
ما قيل عن القوة السيبرانية للكيان الصهيونى «الهجوم والدفاع» يرافقه الكثير من التوابل الإعلامية، ذلك أن الهجمات السيبرانية ضد الكيان الصهيونى تزايدت بنسبة 52% منذ بدء معركة «طوفان الأقصى».
ووفقًا للخبراء، فإن هذه الهجمات غالبًا ما تكون ناجحة وتمكنت من تعطيل عمل البنية التحتية لهذا النظام.
.. *الحقيقة الخامسة:
حاول النظام الصهيونى جاهدًا منع نشر نتائج هذه الهجمات إلى وسائل الإعلام، التى عبارة عن هجمات بسيطة مثل هجمات «DoS» أو «DDoS»، أو يمكن أن تكون هجمات باستخدام برامج ضارة تخترق الأنظمة أو البنى التحتية، وتؤدى إلى انقطاعات خطيرة فى الخدمة أو حتى أزمات منها: مسألة اختراق المتسللين إلى وزارة الحرب الإسرائيلية، فقد أعلنت مجموعة قرصنة تدعى «Net Hunter» عن هجوم إلكترونى على وزارة الحرب فى النظام الصهيونى، وأنها نجحت فى اختراق أنظمة وزارة الحرب فى النظام الصهيونى والوصول إلى بنيتها التحتية.
*الحقيقة السادسة:
قامت مجموعة الهاكر بوضع الوثائق التى حصلت عليها من وزارة الحرب التابعة للكيان الصهيونى على قناتها على تليجرام، وأكدت أنها حصلت على وثائق سرية خاصة بهذه الوزارة بما فى ذلك بعض خطط تصنيع الأسلحة العسكرية وقطع غيار المعدات العسكرية وحتى الوثائق المتعلقة بنظام القبة الحديدية الدفاعى!. 
أعلنت مجموعة القرصنة هذه أن اختراق الموقع الإلكترونى لوزارة الحرب «النظام» الإسرائيلية ونشر جزء من وثائقها هو رد على جزء من جرائم النظام الصهيونى فى حرب غزة. 
*الحقيقة السابعة:

وجود نقاط ضعف واسعة النطاق فى نظام الدفاع السيبرانى للكيان الصهيونى يمكن أن تكون له آثار كبيرة على فعالية آلة الحرب لهذا النظام خاصة فى أوقات الأزمات.
* محور المقاومة وطبيعة الآتى. 
استثناءات غير واضحة عن طبيعة التحول، فى تحول المعركة إلى داخل الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وربما أبعد من ذلك، ومما رشح أن حركة حماس «ضغطت كثيرًا على حزب الله» لشنّ ضربة كبيرة وموسعة على الاحتلال الإسرائيلى، لكن، بحسب مصادر لبنانية، آثر  حزب الله الردّ المضبوط والمدروس، وفقًا لمصادر معنية بالشأن العسكرىّ، وأنّ «حزب الله التزم العملية المرسومة وفق قواعده وليس وفق قواعد حماس التى كانت ترغب فى توريط الحزب بحرب أكبر، لكن هذا الأمر لم يحصل».

كذلك، تتابع المصادر؛ فإن «حزب الله» وبرسالته من الضربة، خاطب زعيم «حماس» يحيى السنوار قائلًا له إنه «ليس كل ما يتمناه المرءُ يدركه».. فإذا كان السنوار يريد من الحزب حربًا، فإن الأخير سيكون بمنأى عنها، وعمليات لا يمكن التأكد من صحة المواقف فى داخل محور المقاومة سواء فى حزب الله أو إيران أو غيرها من القوى والفصائل، وإلى بيان حالة الحرب، التى بدأت فوق وعلى أرض وسماء الضفة الغربية والقدس. الحكمة العسكرية غالبًا لا تفصل فى المهام بين الجبهات والقيادة. المعلن فى الطرف الإسرائيلى الصهيونى أنه ينوى جمع مسارات  الإبادة الجماعية، وبالتالى استمرار رفض دولة الاحتلال أى مفاوضات، لأن المعركة دخلت فى مرحلة خلق أزمة لا تستطيع دول المنطقة، ولا الجوار الفلسطينى، ولا المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، منعها من الحل.

 

* اقتحامات المسجد الأقصى.. الخطر القادم.

الصراع بين حكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية، والسفاح نتنياهو، أفرز الخطر القادم بعد إعلان جيش الاحتلال الدخول فى معركة الضفة الغربية والقدس، وجاء بالتزامن مع اقتحامات يومية للمقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك، إلى حد تخصيص وزير التراث المتطرف فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية مبالغ مالية لدعم اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسى الشريف، ما جعل الحكومة الأردنية، ووزارة الخارجية تنبه العالم: باعتبارها انتهاكًا فاضحًا ومرفوضًا للقانون الدولى، ويتطلب موقفًا دوليًا واضحًا بإدانته والتصدى له.
وأكد الناطق الرسمى باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، إدانة المملكة ورفضها المطلق هذه الخطوة التصعيدية من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بتخصيص أموال لدعم الاقتحامات، والتى تعكس السياسة الإسرائيلية الممنهجة بتغيير الوضع التاريخى والقانونى فى القدس ومقدساتها، وفرض التقسيم الزمانى والمكانى.
كما أكد القضاة أن هذا الدعم المعلن يمثل سياسة إسرائيلية رسمية تُمعن فى تهويد المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسى الشريف، وينذر بتفجير الأوضاع فى الضفة الغربية وإغراقها فى دوامة من الفوضى والعنف، خصوصًا بعد توسيع نطاق عمليات الجيش الإسرائيلى فى الضفة الغربية، وإرهاب المستوطنين.
وجدد التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسى الشريف وبكامل مساحته البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هى الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصرى بإدارة شئون الحرم القدسى الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه.
وطالب إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسى الشريف واحترام حرمته والوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها، محذرًا من استمرار هذه الانتهاكات.
وشدد على أن الأردن سيواصل إجراءاته اللازمة لوقف الاعتداءات على المقدسات، وإعداد الملفات القانونية للتحرك فى المحاكم الدولية ضد الاعتداءات على المقدسات، التى تشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولى.

.. وأيضًا: اعتبرت حماس فى تصريحين صحفيين نشرتهما، أنّ جيش الاحتلال سيغرق فى الضفة وسيهزم حال قرر بدء عملية عسكرية، مؤكدة أنّ تمويل الاحتلال الاقتحامات فى المسجد الأقصى يهدد بحربٍ دينية، وفق كتائب القسام الجناح العسكرى المسلّح لحركة حماس، التى قالت: إن حديث الاحتلال عن قربه بدء عملية عسكرية واسعة النطاق فى الضفة لن يكون إلا مستنقعًا جديدًا سيغرق به جنود الاحتلال المنهزمون فى كل جبهات القتال، وشددت القسام، فى بيان، على أن المقاومة فى الضفة الغربية ماضية نحو تحقيق كل أهدافها من التمدد والديمومة فى كل محافظاتها، ومن الإثخان بالاحتلال بكل أنماط المقاومة ووسائلها.

.. الواقع أن الاقتحامات داخل المسجد الأقصى المبارك، مهدت من الأحزاب المتطرفة التوراتية الصهيونية ما زاد من قرارات السفاح نتنياهو، بتحريك جيش الكابنيت، من جبهة إلى جبهة وبالعكس (..)، وهو فى خطط جهنمية لفتح الطريق لظهور رئيس حركة حماس، ذلك التصور الذى يريد، وهو لا يهتم، فقد قرر تمويل الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى. 
وعمليًا: السفاح يقود التصعيد الخطير الكفيل بأن يقود المنطقة إلى حرب دينية، سياسية، أمنية، يتحمّل مسئوليتها الاحتلال، وهذا ينصب على الإدارة الأمريكية، التى فشلت فى كبح الممارسات الإسرائيلية، وفى إنجاح المفاوضات وفى كبح هوس السفاح وحكومته الإرهابية. 
.. ومن تحت اجتياح جيش الاحتلال الضفة الغربية، دعت حركة الشعب الفلسطينى (..) إلى النفير العام والحشد الواسع نصرة للمسجد الأقصى المبارك، 
أمام تصعيد حكومة الاحتلال الفاشية: كلَّ أشكال الاستهداف المُمنهج، وتنفيذ أجنداتها ومخططاتها الصهيونية ضدَ قدسية ومكانة وهُوية المسجد الأقصى المبارك، التى لم تتوقف عند الاقتحامات الاستفزازية، ومحاولات التقسيم الزمانى والمكانى، وتصريح أحد وزرائها المتطرّفين ببناء كنيس يهودى فى المسجد الأقصى، ليأتى اليوم قرارها بتمويل جولات صهيونية مصحوبة بمرشدين إلى «جبل الهيكل» لأول مرَّة، كما تزعم هذه الحكومة الصهيونازية، تنفيذًا لمخططاتهم الخبيثة فى تدنيس وتهويد الأقصى المبارك.
وأضافت حماس، فى تصريحها، أنَّ حكومة الاحتلال الفاشية المتطرّفة تلعب بالنار، ولا تأبه بتداعيات سلوكها الصهيونى فى المساس بقدسية ومكانة وهُوية المسجد الأقصى المبارك، ويأتى هذا التصعيد ضد قبلة المسلمين الأولى وثانى الحرمين الشريفين، يهدّد بنشوب حرب دينية واسعة، يتحمّل مسئوليتها ونتائجها الاحتلال وأركان حكومته المتطرّفة وكل الأطراف الداعمة والشريكة له فى حربه وعدوانه، وفى مقدّمتهم الإدارة الأمريكية.
.. قد- وهذا مؤشر أمنى عميق- لن يلتقى السفاح نتنياهو مع يحيى السنوار، ذلك أن تهور جيش الاحتلال فى الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وسط تصاعد التوترات الأمنية فى المنطقة، واستمرار الحرب العدوانية بين دولة الاحتلال وحركة حماس دون نهاية أو إيقاف للحرب، بل فى الأفق سوداوية، يعلم المجتمع الدولى من ينشرها.. وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة التحرك السياسى والدبلوماسى العربى والإسلامى والدولى، وقد سارعت الأردن ومصر، والسعودية وقطر وكل الخليج العربى، والدول الإسلامية، والأمم المتحدة إلى التنديد بهذه التصريحات وهذا التصعيد من جيش الكابنيت الصهيونى بالدخول إلى الضفة والقدس، وفى بيان مشترك، اعتبر الأردن ومصر أن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة هو السبيل الوحيد لتخفيف «التصعيد الخطير» فى المنطقة.
.. على الولايات المتحدة الأمريكية، ودول المجتمع الدولى، تقدير حجم المعركة القادمة، فالسفاح نتنياهو، يقود العالم نحو «داعشية إسرائيلية صهيونية متطرفة»، تكمل إبادة الشعب الفلسطينى.. وربما أكثر!. 
 

[email protected]