لماذا يعيق محور «فيلادلفيا» مسار مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس؟

مناقشات سياسية تُجرى الآن من أجل الوصول إلى إتفاق هدنة للحرب الدائرة في غزة التي أوشكت على إتمام عامها الأول، ويأتى في مقدمتها محور فيلادلفيا الذي تحاول إسرائيل السيطريه عليه كأحد شروط تنفيذ الهدنة.

وتُتهم إسرائيل بأن تمسك بوجود 5 نقاط لها على المحور ما هي إلا محاولات لإفشال المفاوضات التي تسعى إليها مصر في الوقت الحالي، إذ يمتد المحور بين غزة ومصر، والتي ترفض أن يكون هناك أي تواجد عسكري في تلك المنطقة العازلة أو الشريط الحدودي فيلادلفيا.

محور فيلادلفيا

واتساقًا مع ذلك، قالت القناة 12 الخاصة، إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أبدى مرونة للرئيس الأمريكي جو بايدن، بخصوص محور فيلادلفيا، والمواقع العسكرية في قطاع غزة خلال إتفاق الهدنة.

وأشارت القناة إلى أن نتنياهو قبل طلبًا من بايدن بإخلاء كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا من طريق البحر، والاكتفاء بالحد الأدنى من المواقع العسكرية هناك، مبينة أنه تعهد لـ«بايدن» بأنه إذا وافقت حركة حماس على بقاء إسرائيلي في فيلادلفيا بالحد الأدنى، فإنه لن ينسف الصفقة.

وأعلنت القناة أن بنيامين نتنياهو يصرّ على مواصلة الحرب على القطاع دون الهدنة، وتمسكه باستمرار السيطرة العسكرية على محوري فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وممر «نتساريم» الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.

فما هو محور فيلادلفيا المتنازع عليه وتتمسك به إسرائيل لفرض السيطرة أو نشر بعض القوات العسكرية؟

 شريط حدودي بين مصر وغزة بطول 14.5 كيلومتر ومئات الأمتار من العرض، ويبدأ من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم في الداخل الفلسطيني أي بين سيناء وقطاع غزة، ولكنه يعتبر منطقة عازلة وفق إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل خلال العام 1979.

بموجب كامب ديفيد فأن القوات الإسرائيلية عليها الانسحاب من المحور، على أن تنشر مصر وإسرائيل قوات محدودة العدد وبأسلحة معينة، لتأمين الحدود ومنع التهريب، وهو ما تم توقيعه على محور فيلادلفيا.

إتفاق فيلادلفيا

في عام 2005، وقعت مصر وإسرائيل إتفاقية فيلادلفيا التي أصبحت ملحقة بمعاهدة السلام، جعلت من المحور منطقة عازلة وفاصلة، ولكن يحق لمصر نشر 750 جنديًا على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة لتأمين حدودها، ومن أجل مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الأنفاق.

وأصبحت المنطقة عازلة وحدودية ولها خصوصية أمنية، لكونه يمثل معبر ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة، في وقت تعتقد فيه إسرائيل أن المحور بوابة حماس من أجل تهريب السلاح لذلك تحاول طوال الوقت فرض سيطرتها عليه وفي نفس الوقت عدم عقد الهدنة إلا بذلك الشرط.

ما بعد حرب 7 أكتوبر

بعد معركة طوفان الأقصى، سقط قطاع غزة في حصار مشدد من قبل قوات الاحتلال، ليكون محور فيلادلفيا هدفا لإسرائيل لعزل قطاع غزة بالكامل.