جدرى القرود.. بين قلق محلى وتحذيرات دولية من سيناريو "حجر صحى" محتمل
تخوفات دولية وترقب عالمي لتحركات فيروس جدري القرود وعبوره الحدود الدولية من بلد لآخر، بالشكل الذي بات يهدد العالم بتكرار مأساة جائحة كورونا مرة أخرى وما تبعها من إغلاق عالمي وحجر صحي لجميع سكان العالم، خاصة بعدما قالت وزارة الصحة العالمية إن السنوات القليلة المقبلة ستشكل اختبارًا حاسمًا لأوروبا والعالم في كيفية التعامل مع مرض جدري القرود.
وبموجب اللوائح الصحية الدولية، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، عن طارئة صحية عالمية، مؤكدًا أن الزيادة الكبيرة في تفشي جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية وعدد متزايد من البلدان في إفريقيا تثير قلقًا دوليًا.
وقال الدكتور تيدروس، في إعلانه عن الطارئة الصحية العالمية: "إن ظهور سلالة جديدة من فيروس جدري القرود وتفشيه السريع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والإبلاغ عن حالات عدوى في العديد من البلدان المجاورة هو أمر مقلق للغاية، وهناك حاجة ماسَّة إلى استجابة دولية منسقة لوقف هذا التفشي وإنقاذ الأرواح".
وأودى جدري القرود بحياة 548 شخصًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ مطلع العام وهو منتشر الآن في كل مقاطعاتها.
ودعا مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إلى ضرورة تعاون البلدان المتضررة من فيروس جدري القرود، وتعزيز المراقبة وتبادل البيانات بين الدول حول المرض للحد من انتشاره.
وكتب أدهانوم في تغريدة عبر صفحته الرسمية بمنصة X: "إن إعلان أول إصابة بجدري القرود في السويد، يؤكد ضرورة تعاون البلدان المتضررة معًا من أجل التصدي للفيروس".
وأضاف: "نحن نشجع جميع البلدان على تعزيز المراقبة ومشاركة البيانات، والعمل على فهم أفضل لكيفية انتقال المرض؛ ومشاركة اللقاحات؛ وتطبيق الدروس المستفادة من حالات الطوارئ الصحية العامة السابقة التي تثير قلقًا دوليًا في معالجة تفشي المرض الحالي".
وأكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش، أن المنظمة تعمل حاليًا من أجل توفير بعض المضادات للوقاية من فيروس جدري القردة، مطمئنًا جميع الدول بأن الوضع الصحي الحالي لا يستدعي القلق أو اتخاذ أي إجراءات احترازية مثل التي اتخذت في السابق خلال فترة كورونا، إلا أنها تتطلب فقط مراقبة الوضع وتحديد مواقع انتشار هذا الفيروس.
من جهته، أوضح الدكتور محمد تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة في تصريحات تليفزيونية، أن مصر قد اتخذت إجراءات وقائية شديدة واحترازية، وأن هناك مُراقبة جيدة بشأن الحالات خاصة القادمة إلى مصر، وإذا تم الاشتباه في أي حالة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
كما لفت مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة إلى أن المرض ينتقل من الإنسان إلى الإنسان عن طريق اللمس والعلاقات الوثيقة واستخدام المتعلقات الشخصية، ولكن حتى الآن لم يرصد أي حالة في مصر، وأن هناك رقابة شديدة.
فيما قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إنه حتى اللحظة لم يتم رصد أي حالات اشتباه أو حالات مؤكدة لمرض جدري القرود، مؤكدًا أن الأجهزة المختصة في جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية تعمل بأعلى درجات الاستهداف، للتعامل مع أي احتمالات للوصول إلى حالات محتملة، لتقليل احتمالات دخول أي عدوى إلى الأراضي المصرية.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن"، والمذاع عبر فضائية "الحدث اليوم"، أن الكوليرا تنجم عن تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة، موضحًا أن الوزارة تقوم بمتابعة دورية للأطعمة ومياه الشرب من خلال هيئة الغذاء المصرية، كما تراقب المصارف المائية لضمان عدم وجود تلوث.
وكشفت وزارة الصحة والسكان عن تعريف للجدري القرود، مؤكدة أنه يعد الفيروس المتسبب في جدري القرود، وهو قريب جدًا من الفيروس المسبب للجديري الذى يصيب الإنسان ولكنه أقل فتكًا وأقل قابلية للانتقال.
كما قالت وزارة الصحة والسكان، إن مرض جدري القرود تم اكتشافه لأول مرة في قرد المختبرات عام 1958، ومن هنا جاءت تسمية المرض بجدري القرد.
وتابعت وزارة الصحة والسكان أن فيروس جدري القرود مشابه لطبيعة فيروس كورونا موضحة أن فيروس كورونا كان غير معروف تمامًا عند ظهوره لأول مرة، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين، مضيفة أن جدري القرود معروف وهناك خبراء في التعامل مع حالاته.
وأضافت: "جدري القرود لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروسات لفترات طويلة، وهو ما يرجح عدم تحوله لجائحة، ويسبب المرض أعراضًا تشمل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدى، آلام العضلات والظهر، القشعريرة، والشعور بالتعب".
كما علق الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الأوروبية الشرق أوسطية، على انتشار فيروس جدري القرود في عدد من الدول.
وقال خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، مساء اليوم الأحد، إن فيروس جدري القرود يسبب ارتفاعًا في درجات حرارة الجسم ووجعًا في العضلات والعمود الفقري والغدد الليمفاوية يزداد حجمها.
وأضاف: "بعد أيام من ظهور المرض من أسبوعين لثلاثة أسابيع، لا بد من أخذ علاج ومنظمة الصحة العالمية تحدثت عن تحورات من الفيروس سببت إصابات من ممارسة الجنس بين الرجال وخاصة في إفريقيا، واليوم نتحدث عن متحور به طفرات وهو سريع في الانتشار ويسبب أعراضًا خطيرة".
وأشار إلى أن هذا الفيروس الجديد يصيب الشباب أقل من 15 سنة والنساء الحوامل ويسبب نسبة وفيات 10%، والمتحور الحالي ظهرت حالات في باكستان بأعراض خطيرة ويسبب الوفاة، وسجل العالم في آخر أسبوع أزيد من 1600 حالة حتى الآن في إفريقيا سجلنا أكثر من 19 ألف حالة إصابة وأزيد من 600 وفاة، وبنسبة 10% وفيات بين الشباب.