رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيا الشعب

لا يوجد شعب فى العالم لديه قدرة على الصبر أكثر من الشعب المصرى.. هذا الشعب يتحمل الكثير من الأعباء، إما بسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة، والارتفاع الجنونى فى الأسعار، وإما بسبب قسوة نتائج الإصلاح الذى تقوم به البلاد، وإما بسبب تعرضه للأزمات المتلاحقة على مدى العصور.. ولكن رغم ذلك، لدى هذا الشعب العظيم إصرار شديد على أن تكون دولته قوية متينة لا تتأثر بأى شىء. كما أن هناك ميزة فى المصريين ولا تتوافر فى أى شعوب الأرض، وهى عندما تتعرض دولته أو مؤسسات الدولة لأى خطر نجدهم ينتفضون ويكونون على قلب رجل واحد من أجل التصدى لكل التحديات والأخطار التى تواجه هذا البلد.

الحقيقة أن الشعب المصرى الصابر على كل البلاء لديه حكمة فى ذلك، تتمثل فى أنه يسعى إلى الأمن والأمان والاستقرار. وكما قلت من قبل فإن هذه النعم لا تعادلها أى نعمة على الإطلاق.. والدليل ما يفعله أعداء الأمة من نشر شائعات وأكاذيب وخلافه، نجد المصريين أشداء فى الحق لا تؤثر فيهم من قريب أو بعيد هذه الشائعة وتلك الأكذوبة.. وكم من شائعات وأكاذيب نشرتها جماعة الإخوان الإرهابية من أجل إصابة المواطنين باليأس والإحباط، إلا أن المصريين فوتوا كل هذه الألاعيب، ويؤكدون لأنفسهم أنه لا يستطيع أحد أن يخدعهم من هذا المدخل على الإطلاق.

وقد قلت مرارًا وتكرارًا إن الشعب المصرى يتمتع بصفة «العند» وهى ليست مذمومة، وإنما هى «ممدوحة» فهو عنيد فى الحق ولديه القدرة الفائقة على التمتع بإرادة حديدية صلبة فى القضاء على كل ما يواجهه من أزمات، خاصة ما حدث مع الإرهاب واقتلاع جذوره خلال الفترة الماضية، رغم تزايد أعداد الشهداء من الجيش والشرطة، الذين آمنوا بقضية وطنهم وأبلوا البلاء الحسن من أجل استقرار الأمة وتمتعها بالأمان الكافى.

وهناك إصرار شديد من هذا الشعب العظيم على نسف جماعات التطرف والتخلص من بقايا أعضائها ومؤيديها ومموليها والموالين لها، لأن هؤلاء جميعًا يضمرون كل شر للوطن والمواطن ولديهم أسلحة كثيرة تهدف إلى شيوع الفوضى فى البلاد، وبمعنى أدق وأوضح هناك حالة تربص شديدة بالمصريين الذين لديهم القدرة الفائقة على تحسس المؤامرات التى تحاك ضد البلاد، وما أكثرها حاليًا فى ظل عمليات البناء التى تتم من أجل تأسيس الدولة الحديثة.

المصريون فى عيونهم الفخر الشديد الذى يعكس حالة العزة والكرامة ولديهم الإصرار الشديد على التصدى لأشكال الإرهاب المختلفة التى تريد النيل من الوطن والمواطن.. والمصريون يتمتعون بقدرات أكثر من رائعة على تحمل الصعاب من أجل تحقيق النصر الكامل لرفعة الوطن وتحقيق الكرامة الإنسانية للمواطن.. مصر بمفردها قادت الحرب على الإرهاب وبعظمة هذا الشعب الرائع قادرة على مواصلة التصدى للتحديات مهما طال الوقت. كما أن الميراث الحالى ثقيل بعد الفوضى العارمة التى خلفتها جماعة الإخوان الإرهابية التى اعتلت سدة الحكم لمدة اثنى عشر شهرًا فى غفلة من الزمن.

ومليارات الدولارات تم ضخها لجماعة التطرف، وجلبت «الجماعة» الإرهابية كل متطرفى العالم فى محاولة رخيصة لإسقاط مصر، ولولا ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لكانت مصر قد تحولت إلى الحالة الحالية فى العراق واليمن وليبيا وسوريا والسودان.. وبقدرة وعبقرية المصريين المحروسة بعناية الله تم تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتآمرين والمتربصين سواء من الخارج أو الداخل، وحفظ الله البلاد وتم إفشال كل مخططات الإسقاط المرسومة وبقيت مصر تحارب الإرهاب حتى كتابة هذه السطور، ولن تفلح أبدًا مخططات السوء المرسومة.

فعلًا مصر عظيمة بشعبها الذى يسعى، بكل قوة، إلى أن يفوت كل الفرص على المتربصين بالبلاد. ولديه قدرة فائقة على تحمل التحديات الصعبة رغم كل المعاناة فليحيا هذا الشعب العظيم.