رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير تكنولوجي: تعرض الأطفال للإنترنت أوقات طويلة سبب في الكوارث

استخدام الأطفال للإنترنت
استخدام الأطفال للإنترنت

استخدام نسبة ٧٩% ممن أعمارهم بين ١٥ و٢٤ عاما في مصر منصات التواصل عبر الإنترنت  عام ٢٠٢٣، مقارنة بنسبة ٦٥% مقارنة ببقية سكان العالم، كانت النسبة التي أعلنتها الأمم المتحدة، والتي حملت في طياتها كارثة محققة خاصة مع تزايد أعداد الجرائم التي تنتج عن هذا الاستخدام وتنوعها، وهو ذلك الاستخدام الذي وصف بأنه الأطول للأطفال من أي وقت مضى.

إذ أشارت بيانات الأمم المتحدة أن الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، وهو ما يزيد من أخطار تعرض الأطفال لهذه الشبكة العنقودية والتعامل معها.

 سبب في الكوارث 

 

الدكتور محمد سعيد خبير التكنولوجيا قال في حديثه لـ الدستور إنه في البداية لابد من الاعتراف بأن استخدام الإنترنت له العديد من الإيجابيات في جميع مناحي الحياة، ومثل طفرة من الكفرات التي حدثت في تاريخ البشرية.

واستطرد سعيد موضحًا أن ما أظهر السلبيات الكثيرة للإنترنت هو استخدامنا الخاطئ له خاصة استخدام الأطفال، والذي يبدأ بالسماح لهم بالتعرض له أوقات طويلة.

وأوضح أنه بدلًا من اقتصار السماح لهم بالتعرض له بهدف التعليم أو الترفيه الهادف ولأوقات محددة، أصبح يتعرض له الأطفال لفترات طويلة جدًا والمحتوى تافه بل وضار مما يؤثر عليهم سلبيًا خاصة أنهم مازالوا لم يصلوا إلى مرحلة النضج بعد، سواءًا كان نضجًا عقليًا أو اجتماعيًا.

وأصبح مع طول المدة الزمنية التي يتعرض لها الطفل للإنترنت حسب سعيد ينبهر بهذه الشبكة العنقودية وكل ما تقدمه له من محتوى، وتصبح الجانب الأكثر إبهارًا له، وينعزل بهذا العنصر المبهر"الإنترنت"، مما يخلق أولى السلبيات وهي العزلة المرضية عن الناس، ومن ثم الانخراط في عالم خيالي مزيف، وهو ما يؤثر على باقي النواحي الخاصة به سواءًا كانت عقلية أو عاطفية وغيرها.

وتابع أن تعرض الطفل الطويل للإنترنت مع تلك العزلة يجعله يتأثر بالشخصيات الوهمية التي تقدمها له تلك الشبكة، وهو ما يؤثر بعد ذلك على اتجاهاته التي قد تتوحد مع هذه الشخصيات، والتي في الغالب ماتكون نماذج لشخصيات سيئة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وأضاف أن هذا التعرض كذلك يجعل الطفل يتعرض كذلك إلى كم هائل من المعلومات، والتي في الغالب ماتكون مضللة، خاصة أنه لا يمتلك بعد في سنه التمييز بين المضلل والصحيح، وهو ما يؤثر في النهاية على تشكيل آراؤه العقلية والدينية والاجتماعية، والتي تأتي في ضوء تلك المعلومات المضللة، وتشابهها في الضلال.

وضرب الخبير التكنولوجي المثل بمسببات الجرائم البشعة التي ارتكبها الأطفال في الفترة الأخيرة تأثرًا بشبكة الإنترنت، والتي نتجت عن تعرضهم الطويل له، في معزل عن رقابة الآباء والأمهات، المواقع المشبوهة عليه، وكذلك مايعرف ب "الدارك ويب" أو"الديب ويب" وهو الموقع الملئ بكافة الجرائم التي قد لايصدقها عقل، والمروج الرئيسي لارتكابها، والذي يمثل فيه الأطفال أحد الفئات الأساسية المستهدفة.

لذا وجه سعيد بضرورة رقابة الآباء والأمهات على المحتوى الذي يتعرض له أبنائهم أمام هذه الشبكة العنقودية "الإنترنت" مؤكدًا أن المنع ليس الوسيلة الصحيحة بل التوجيه الى المحتوى الهادف والمراقبة الدائمة وغير المباشرة هي السلوك القويم لمواجهة هذه المشكلة.