رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ردا على تطاولات أدون موشيه أبو مرزوق!

هذا تاريخكم مع فلسطين ومصر «1»

أبدأ حديثى بالمثل المصرى العامى البليغ.. «رضينا بالهم والهم مش راضى بينا» فهكذا جاءت أكاذيب وتطاولات موشيه أبومرزوق ضد مصر مؤخرا، فكم من غصة ابتلعتها مصر فى الأعوام المنقضية، خاصة فى الأشهر الحادية عشرة الأخيرة فقط من أجل الشعب الفلسطينى انطلاقًا من إحساسها بالمسئولية الأخلاقية والتاريخية، واقتناعًا منها بأن هؤلاء الصغار من أمثال موشيه أبومرزوق لا يمثلون الشعب الفلسطينى ولا المقاومة الوطنية المشروعة الشريفة، ولا حتى الإسلام، حتى بلغ الكذب والدجل والتضليل ذروته مع ما صدر مؤخرًا عن هذا الموشيه أبومرزوق.. وأنا لا أخطئ فى اسمه، لكننى أراه جديرًا بذلك لسبب واقعى وحقيقى، هو أن ما اكتسبته إسرائيل بوجود هذه الجماعة وبمسلكها منذ تأسيسها وحتى جريمتها الأخيرة ربما يفوق ما كانت تتمناه رغم خسائرها البشرية.
موشيه، كجماعته، له تاريخ طويل من عدم الإحساس بأى مسئولية أخلاقية تجاه الشعب الفلسطينى، وتجاه مصر..لكن أكتفى من مواقفه الأخيرة بذلك التصريح الوثيقة حين سُئل عن مسئولية الجماعة تجاه أهل القطاع وهم يواجهون هذا الاعتداء الغاشم جراء ما فعلته الجماعة، حيث أجاب، بسماكة وجه وتبلد مشاعر يُحسد عليها، أن أهل القطاع لاجئون تقع مسئولية حمايتهم على عاتق الاحتلال، أما الأنفاق فهى لحماية المقاتلين، أى دين هذا الذى تدعون كذبًا أنكم تمثلونه، وأى مقاومة هذه التى تتمسحون بثوبها الشريف، بل أى إنسانية تلك؟! لا مسئولية على عاتق من يحكمون القطاع حين اتخذوا قرارهم فى الظلام دون أى اكتراث بحياة مليونى فلسطينى؟
موشيه أبومرزوق لا ينطق بحرف من تلقاء نفسه، فما هو إلا دمية هناك من يحركها.. فلا عجبَ حين نراه ينطق بالشىء اليوم ثم ينطق بعكسه غدًا، فما هو إلا أداة فى أيدى قوى أخرى لا علاقة لها لا بالقضية الفلسطينية ولا بالحفاظ على الشعب الفلسطينى.. منذ أسابيع لهج بالشكر والثناء لمصر وقيادتها.. ثم بعد أن صدرت الأوامر له تطاول وحاول ترويج الباطل رغم أن العالم بأسره يشهد على ما قامت به مصر منذ اليوم الأول لفعلتهم المنكرة يوم السابع من أكتوبر..

«2»
إن كثيرًا من صغارنا وربما كبارنا لا يعلمون يقينًا ما هى حماس، وكيف نشأت، وتاريخها تجاه فلسطين، وتجاه مصر.. مصريون كثر لا يعرفون سوى ما عاصروه منذ عام 2008م تحديدًا وما تلاه من أعوام حتى اليوم.. لذلك فمن الواجب أن نكشف تاريخ هذه الجماعة للمصريين حتى يضعوا الأمور فى نصابها الصحيح، وحتى لا يلقى الإعلام الموجه بما يريد من أكاذيب فى عقولهم. فكثيرون أصابتهم فتنة المشهد وألقت بالغمام على عيونهم فصدقوا ما يتم بثه فى آذانهم عبر تلك المنصات الموجهة.
اتخذت المقاومة الفلسطينية شكل مجموعات صغيرة منذ قيام الدولة الصهيونية وحتى نهاية ستينيات القرن الماضى تحديدًا. حين تبنت مصر تنظيم نضال الشعب الفلسطينى ومساندته بشكل جديد، وتكوين أول بذرة مقاومة حقيقية منظمة فى القاهرة وهى حركة تحرير فلسطين «فتح» من عرفات وبعض رفاقه. منذ ذلك التاريخ أصبحت المقاومة الفلسطينية حقيقة واقعة تضم أطياف الشعب الفلسطينى تحت راية وطنية موحدة رغم خروجها عن النص أحيانًا.. حتى كان عام 1970م حين طلب الشيخ أحمد ياسين تصريحًا من الإدارة العسكرية الإسرائيلية لإنشاء «منظمة» فى قطاع غزة، لكن طلبه قوبل بالرفض وقد كان أحد كوادر جماعة الإخوان. ثم عادت بعد ثلاث سنوات وسمحت له بتكوين مركز إسلامى بمسمى «المعهد الإسلامى» وبجواره جماعة إسلامية، وحضرت حفل الافتتاح بعض الشخصيات الإسرائيلية الرسمية. بدأ ياسين ومعهده وجماعته فى السيطرة على مساجد غزة والإكثار فى بنائها حتى ارتفع عددها من 200 مسجد عام 1967م إلى 600 مسجد بعد عشرين عامًا معظمها تحت سيطرة الجماعة والمركز.
فى عام 1976 انفصل مركز ياسين عن الجماعة الإسلامية أو الجمعية الإسلامية المشهرة، وأصبح مستقلا وله فروع فى كل قطاع غزة. فى عام 1978 منحته إسرائيل اعترافا آخر للضغط على منظمة التحرير. فى تلك السنوات تفتق الذهن الصهيونى عن فكرة تتلخص فى مصطلح «انتحار المقاومة» بدفعها للتناحر الذاتى الأيديولجى ورأى مفكروهم أن «الإسلاميين» هم مفتاح نجاح الخطة أو الفكرة، وكانت ما فعلته المخابرات البريطانية فى مصر بالموافقة وتمويل جماعة حسن البنا هو الملهم لمن فكر فى ذلك لأول مرة فى إسرائيل.
ففى كتابه «لعبة الأمم» يقول الباحث روبرت دريفوس إنه التقى شارلز فريمان، سفير واشنطن الأسبق بالرياض، الذى أخبره بأن حماس هى مشروع «الشين بات» جهاز الأمن العام الداخلى لمواجهة منظمات المقاومة الفلسطينية الوطنية. وأن صاحب الفكرة هو «موشى إيرنز» الذى عمل سفيرًا لإسرائيل فى واشنطن، ثم وزيرًا للخارجية، وأخيرًا وزيرًا للدفاع. فهو الذى تفتق ذهنه عن ضرورة تفتيت الصف الفلسطينى بإنشاء «منظمة عميلة» تتشح بالنضال بينما تعمل لصالح إسرائيل وتنفيذ بطريقة مباشرة صريحة أو غير مباشرة، ولتكسير قوة منظمة فتح. 
كتب المراسل السابق لصحيفة «نيويورك تايمز» ديفيد سبلر: «الحاكم العسكرى الإسرائيلى فى غزة تباهى بإعلان أن إسرائيل قد مولت الإسلاميين ضد منظمة التحرير». وأخبر الحاكم العسكرى لقطاع غزة «إسحاق سيجييف» نفس الصحفى كيف موّل الحركة الإسلامية لتكون ضد منظمة التحرير والشيوعيين قائلًا: «لقد أعطتنى الحكومة الإسرائيلية ميزانية وأعطتها السلطات العسكرية للمساجد التابعة لهم فى القطاع».
أول ثمار هذه الفكرة الشيطانية كان حدوث أول اشتباكات وأعمال عنف فلسطينية فى الجامعات الفلسطينية بين الأعضاء المنتمين للجماعة الجديدة وشباب حركة فتح فى بدء الثمانينيات. وفى عام 1983م ألقت إسرائيل القبض على الشيخ أحمد ياسين وتم ضبط أسلحة فى منزله وحُكم عليه بالسجن 30 عامًا، لكنه خرج بعد عام واحد حين تأكدت إسرائيل أن خطتها تسير كيفما وضعتها وأن السلاح المضبوط كان لمواجهة حركة فتح، لقد نجحت إسرائيل فى فلسطين فيما فشلت فى فعله إنجلترا فى مصر عام 1919م بالتفريق بين المصريين على أساس دينى لإفشال حركة المقاومة المصرية وثورة الشعب المصرى.
فى عام 1986م أعلن عن مسمى جديد لنفس الكيان وهو مسمى «حماس» بمعرفة ومباركة من إسرائيل. يقول «فيليب ويلكوكس»، قنصل أمريكا الأسبق فى القدس، إن بلاده قد تعاونت مع حماس واستخدمتها لضرب المقاومة التاريخية المتمثلة فى منظمة التحرير الفلسطينية. ومع بدء تدشين «حماس» تغيرت المعادلة، فبعد أن كانت حركة «فتح» حركة مقاومة مشروعة ضد قوة احتلال، أصبحت إسرائيل تروج إلى أنها قوة ديمقراطية تحارب الإرهاب ممثلًا فى دميتها «حماس»، تمامًا كما فعلت أمريكا باستخدام حركات مثل «القاعدة» وغيرها لضرب دول بعينها واحتلالها.
بعض قادة «حماس» التاريخيين أعتقدوا أنهم يستطيعون تغيير قواعد اللعبة وأن يحوّلوا الحركة لتكون مقاومة إسلامية بشكل حقيقى ضد الاحتلال، فقامت إسرائيل باغتيالهم عن طريق عملاء فلسطينيين. اغتالت الشيخ ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى وغيرهما، وأبقت على من استكمل معها الدور المرسوم له.
لم يحدث قبل وجود هذه الحركة سواء فى مسماها القديم أو الجديد أن تم توجيه السلاح الفلسطينى للصدر الفلسطينى. لكنها فعلت ذلك فى أكثر من حدث كبير بدءًا من اشتباكات الجامعات وصولًا للمشهد الأخطر وهو فصل قطاع غزة عن الضفة عنوة لكى يكون ذلك أول مسمار ضخم فى جسد القضية الفلسطينية الوطنية. حدث ذلك ونفذته (حماس) بالدم الفلسطينى عام 2007م. ونتذكر جميعًا مشاهد القتل من فوق أسطح البنايات بما فيها أسطح بعض المساجد.
أما ما حصدته القضية الفلسطينية على أيدى جماعة «حماس» يتلخص فى الآتى:
«سفك الدم الفلسطينى بأيدٍ فلسطينية للمرة الأولى منذ النكبة.. إهدار طاقة المقاومة فى التناحر الذاتى أو (انتحار المقاومة) كما خططت إسرائيل.. فصل القطاع عن الضفة.. محاصرة أهل القطاع وحكمهم بالدم والنار وإطلاق النار على كل معارض.. المتاجرة بالدم الفلسطينى منذ سيطرتها على القطاع عن طريق إطلاق بعض الصواريخ الهزلية على إسرائيل فتقوم الأخيرة بدك القطاع ويختفى قادة وأعضاء (حماس) ثم بعد أن تقتل إسرائيل من تريد يظهرون لجنى أموال إعادة الإعمار.. كرروها عدة مرات منذ عام بداية الألفية الثانية.. أو خطف جندى للمساومة على إطلاق سراح أعضائها.. لم تحرر شبرًا واحدًا من أرض فلسطين.. كل ما حصل عليه الفلسطينيون بعد اتفاقات أوسلو كان عن طريق مفاوضات المنظمة الفلسطينية.. وكل مشهد خاضته (حماس) منذ تدشينها رسميًا وحتى السابع من أكتوبر لم يكن يحتوى فكرة تحرير أرض، إنما لتحقيق مكاسب خاصة بالجماعة سواء مكاسب مالية مباشرة، أو تحرير أعضائها من الأسر، أو تنفيذ أوامر لقوة إقليمية تعمل لصالحها.. وفى كل مشهد لم يكن فى حسبانها الحفاظ على الأرواح الفلسطينية»

«3»
أما تاريخها مع مصر فهو تاريخ ملوث بمشاهد الانتهازية والابتزاز ومحاولات الاعتداء المتكررة على الحدود، وأخيرًا ارتكاب أكبر المحرمات وهو استباحة الدم المصرى.. وضعت إسرائيل «حماس» كقطعة شطرنج قررت استخدامها فى محاولة تنفيذ مشروع الوطن البديل.. وهو جزء متمم لمشروع برنارد لويس الذى وافقت عليه الولايات المتحدة 1983م، والذى يعمل على تقسيم دول الشرق الأوسط إلى دويلات. يشمل مشروع برنارد لويس خريطة لمصر مقسمة إلى خمس دويلات، منها دويلة سيناء.. مشروع الوطن البديل تم طرحه بشكل رسمى بأشكال مختلفة على حكومات مصر المتعاقبة وكلها تدور حول عرض منح قطعة من سيناء لتوطين سكان غزة مقابل قطعة بديلة فى صحراء النقب، أو مقابل اقتصادى، قوبلت كل هذه العروض برفض قاطع وصارم من حكومات مصر، باستثناء حكومة الإخوان المسلمين التى قبلته بشكل رسمى معلن، وحالت دون البدء فى تنفيذه القوات المسلحة المصرية وثورة 30 يونيو. 
لقادة «حماس»، التى تمثل فكر جماعة الإخوان، عدة تصريحات معلنة عن قبولهم فكرة توطينهم فى سيناء. وأشهرها ما نطق به أسامة حمدان بأن سيناء سيمكنها وقتها، حين تصبح فى حوزتهم، أن تمثل نقطة إنطلاق قوية للمقاومة، وهذا التصريح بشكل خاص هو صورة طبق الأصل لما تريده إسرائيل.. فزحزحة منظمتها التى أنشأتها إلى أرض سيناء لحكمها بعد تهجير أهل القطاع إليها سيعنى البدء على الفور فى الجزء التالى وهو استهداف سيناء تحت زعم محاربة الإرهاب وتهديد حماس لأرض إسرائيل التى ستضم قطاع غزة، أى أن الوطن البديل ليس حلًا أبديًا، إنما قفزة إسرائيلية غربا تجاه مصر فى مخطط أكبر، و«حماس» هى حصان طروادة الذى صنعته إسرائيل لاستخدامه خطوة تلو الخطوة.
وأهم وثيقة فى هذا الصدد هو ما صرح به محمود عباس عن عرض رسمى تلقاه من محمد مرسى. وتصريحات مرشد الإخوان عن البدء فى وضع مخيمات فى سيناء لتوطين فلسطينيين.
فى عام 2008م كان أول مشهد يراه المصريون بعد واحدة من لعبة المتاجرة بالدم الفلسطينى، فبعد أن اعتدت إسرائيل على القطاع كانت هناك محاولة لاقتحام الحدود المصرية تمت بالفعل، وتم تفجير بوابة المعبر، واستشهاد بعض رجال قوات الأمن المصريين، وتزامن ذلك مع توجيه حملة إعلامية ضد مصر فى عدة دول عربية لابتزاز القيادة المصرية ودفعها لقبول الأمر الواقع.
شهدت أحداث يناير 2011م عدة مشاهد تم توثيقها فى محررات قضائية مصرية ملخصها تورط قيادات وأعضاء من حماس فى محاولة نشر الفوضى فى سيناء ومصر. تورطهم فى عمليات اقتحام السجون المصرية. تم نشر وثائق من «خ. م» القيادى الأكبر للجماعة وقتها ومقيم خارج فلسطين إلى «إ. هن» المغتال مؤخرًا، تاريخ وثيقة منهم يوم 28 يناير 2011م بها توجيهات لمجموعات اقتحمت الحدود المصرية بالتنسيق مع «م. ع» القيادى الإخوانى المصرى. عمليات نهب واسعة النطاق قام بها أعضاء من حماس.. دفع مقاتلين من كتائب القسام بجانب داعش فى سيناء ومواجهات ضد القوات المسلحة المصرية. ضبط أسلحة ممهورة بشعار القسام فى سيناء. وتم ضبط قتلى من القسام منضمين لداعش بين قتلى الميليشيات التى واجهتها القوات المسلحة فى سيناء ودحرتها.
أسست «حماس» ما يسمى بوزارة أو مصلحة الأنفاق، وهى المنوط بها الموافقة لغزاويين على عمل أنفاق تهريب مقابل أموال وذلك بعد استيلائهم على القطاع، وبالأخص فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك وحتى قيام القوات المسلحة بتطهير الحدود، وتدمير الأنفاق، وإنشاء وتأسيس حدود آمنة. ما أغضب قادة «حماس» من مصر لحرمانهم من موارد مالية غير مشروعة. وبعد آخر محاولة متاجرة، عن طريق إلقاء بعض الصواريخ التى لا تصيب أحدًا، وتبعها عدوان إسرائيلى، تقدمت مصر لإعادة الإعمار، لكنها اشترطت عدم تقديم أموال لـ«حماس»، وإنما القيام بأعمال الإعمار بكوادر مصرية وكيانات هندسية مصرية لضمان وصول مردود ذلك لأهل القطاع، ما ألقى بمزيد من الحنق على مصر من جانب هؤلاء المتاجرين.
رغم كل هذا التاريخ المشين الذى يربط بين مصر وتلك الحركة، فلم تقم مصر فى أى وقت بمحاولة عقاب الفلسطينيين، بأى مشاهد أو مواقف تخلى عنهم وعن قضيتهم سياسيًا أو فى أى محافل دولية، ردًا على ما تقترفه حماس.. مصر لم تتخل فى أى وقت عن القيام بدور الشقيقة الكبرى لأهل القطاع، ومنحتهم دائمًا استثناءات واعتبرتهم مصريين تمامًا. فمصر تدرك أن المقاومة الحقيقية الوطنية تشمل أكثر من خمسة عشر فصيلًا، وهؤلاء هم الذين يقاومون الآن رغم ما لاقوه من قبل «حماس» سابقًا، لكن شرف المقاومة والذود عن شعبهم هو فقط من يحكم سلوكهم. 
ولم يكن موقف مصر نابعًا، كما يروج البعض كذبًا وإفكًا، لأن القطاع وأهله وفصائل المقاومة هم حائط الصد بين مصر وبين إسرائيل، لأن مصر قادرة على حماية أمنها القومى، وحماية أرضها، ولقد أثبت التاريخ القريب ذلك، لكن كان ذلك بدوافع الإخوة والشرف فقط لا غير.. فحين يقول موشيه أبومرزوق إن مصر هى التى خسرت قطاع غزة، وحين يقول هو أو غيره إن المقاومة تدافع عن الأمن القومى المصرى، وحين يقول هذا اللواء المهرج الدويرى إن مصر قد فرطت فى أمنها القومى، حين يسمع أى مصرى ذلك يصيبه العجب الشديد حقًا، فجوار غزة لمصر لم يمنع من احتلال سيناء سابقًا، وطوال التاريخ القديم والحديث لم يمنع هذا الجوار أى خطر عن مصر، بل على العكس، ويحزننى ويؤسفنى قول ذلك، لكن هذا هو واقع التاريخ.. فسابقًا وقبل خلق هذا الكيان قد عانت مصر كثيرًا من هذا الجوار، ولطالما جاءتها طعنات غادرة من تلك الجهة، مصر لا تنسى، لكنها تتعامل بقيمها وقدرها لا بقيم وقدر الآخرين.

«4»
يقول موشيه أبومرزوق، وغيره قد قالوا قولته، إن مصر يمكنها وقف العدوان فى يوم، حسنًا فهلا أخبرتنا كيف يمكنها أن تفعل ذلك عزيزى أدون موشيه؟!
مائة وثلاثون دولة اجتمعت وتبارت فى إعلان وإدانة جرائم العدوان وفشلت جميعها فى وقف العدوان، فهلا أخبرتنا كيف لمصر أن تفعل ذلك؟! 
محاكم جنائية دولية جمعت الأدلة وأدانت إسرائيل باقتراف جرائم حرب، لكنها فشلت فى وقفها أو وقف الحرب والعدوان، فهلا أخبرتنا يا أدون موشيه كيف تفعل مصر ذلك؟ 
دولة واحدة من القوى العظمى تملك حق «فيتو» هزمت العالم بأسره وقررت استمرار العدوان ببساطة لأن الحرب حربها، فهلا أخبرتنا يا أدون موشيه؟!  
إننى أتحداه أن يخرج علينا ويخبرنا كيف يمكن لمصر أن تفعل ذلك لأنه لا يجرؤ.. نعم فهناك فى عقل الرجل، أو بالأدق فى عقل من يستخدمه، طريقة يمكن لمصر من خلالها ليس فقط أن توقف الحرب والعدوان، بل أن تُفتح لها خزائن الأرض، وأن تتحول آلاف الصفحات التى تسبها صباح مساء إلى صفحات تسبيح وحمد وثناء وشكر على حكمة قيادتها، وأن نستيقظ صباحًا لنفاجأ بأن كل مشاكل مصر الاقتصادية قد حُلت، وأن مرتزقة باب المندب قد تلاشوا أو أصبحوا خفراء سواحل لحراسة بوابة الملاحة الجنوبية الدولية للبحر الأحمر.. وأن إيران قد عفت وصفحت وأعلنت عن أن بنى صهيون أهل كتاب وأنها عفت عنهم، وأن حزب الله قد غيّر شعاره بعد أن أمّهم حسن الصباح، عفوا حسن نصرالله فى صلاة الفجر،  إلى اللون الأبيض ترفرف عليه حمامة زرقاء رمزًا للمحبة والسلام والتوأمة مع العلم الصهيونى، هذه الطريقة ببساطة ووضوح ووقاحة.. أن تقوم مصر ببيع شرفها. 
هذه هى الكلمة السحرية التى قصدها أدون سمحون، وقصدها معه من فُتن فى عقله وشرفه الوطنى ممن جعل بروفايله فى مصر عبارة «افتحى المعبر يا مصر».. وهذا هو المطلب والمطلوب.. أن تبيع مصر شرفها بإرادتها، وأن تفتح حدودها دون أن تطلق طلقة رصاص دفاعًا عنها.. وأن تبيع جزءًا من أرضها، هذا هو الشىء الوحيد الذى تملكه مصر ولا يملكه العالم فيما يخص هذا الصراع العبثى.. أن يستيقظ نتنياهو فيجد القطاع فارغًا يفعل به كما يشاء ويبنى مستوطنات ويتفق على مشاريع إقليمية.. وأن يستيقظ السنوار ومن معه ليجدوا أنهم يحكمون قطعة من أرض مصر وتتدفق عليهم أموال إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وأن يتم استقبالهم كرؤساء ووزراء وسفراء ويتم تركهم يتنعمون قليلًا قبل أن يحين وقت الخطوة التالية فنستيقظ صباحًا على هجوم آخر من سيناء على غرار النصر المبين فى السابع من أكتوبر تمهيدًا لقفزة صهيونية مباشرة فى أرض سيناء.
لكنهم أصبحوا الآن يدركون أن مصر لن تفعلها.. إذن فليكن البديل الآخر.. أن تُجبر مصر على ما لا تقبله.. أن يتم جرها عنوة لكى تواجه بمفردها كل قطع الأسلحة الرابضة فى المتوسط لكى تدير هذه الدول فجأة  ظهرها لإيران وتتقاسم الجائزة الكبرى.. مصر! حملة شرسة منحطة تملأ آلاف الصفحات مدفوعة الأجر يحمل أصحابها هويات دول عديدة، وغالبًا كلها هويات وهمية وما هى إلا كتائب مخابراتية، تزامنت مع تصريحات موشيه.. كلها هجوم منحط موجه للرئيس المصرى والجيش المصرى.. لم يصبح الهجوم على السياسات الاقتصادية يجدى.. تثوير المصريين لم يجدهم نفعًا.. فأصبح الهدف واضحًا.. اتهامات من الدرك الأسفل للكذب والدجل للقوات المسلحة المصرية ولابتزاز القيادة المصرية لجرها عنوة للفخ، إن لم تقم مصر ببيع شرفها فليتم إجبارها على الانتحار، حتى يتم عنوة مشروع برنارد لويس ويصبح خونة القضية الفلسطينية حكامًا، محاولة استفزاز الشرف العسكرى المصرى وكأن مصر دولة ساذجة تتخذ قرارها من صفحات العبث الافتراضى الموجه أو استجابة لتصريح وتطاول من شخصيات مشتراه بالكامل وتعرف عنهم مصر ما لا يعرفه ذووهم.
يقول موشيه إن مصر لا يجب أن تكون محايدة.. مصر منذ اليوم الأول لم تكن محايدة.. مصر استبقت الجميع وأفسدت المخطط على الهواء مباشرة.. أول من نطق بعبارة نرفض تصفية القضية الفلسطينية ونرفض التهجير القسرى للشعب الفلسطينى وأول من أجبرت الدبلوماسية الدولية على تذكر مصطلح قانونى اسمه القانون الإنسانى الدولى.. مصر لم تكن محايدة وهى تلقى  على مسامع زعماء دول عظمى وممثليها محاضرات فى التاريخ والشرف والحق وأيضًا على الهواء مباشرة مما فضح تلك الشخصيات أمام شعوبها وهى الشعوب التى ضجت بالتظاهرات بعدها ألقت على مسامعهم دروسها أولًا قبل أن تلقى عليهم قرارها.. لن يخرج أجانب من القطاع قبل أن يتم إنفاذ المساعدات ولا تهجير لأرض مصر والأردن.. ولن نسمح بتصفية القضية، وفى كل الأحوال لن نسمح بتصفيتها على حساب مصر.. هل هذه مواقف دولة محايدة أيها الوقح؟!
تعرضت مصر لضغوط، وما زالت تتعرض لضغوط ومحاولات خنق اقتصادية فقط من أجل موقفها الذى يصفه الآن السفهاء بأنه محايد، هناك فارق بين أن تطلب من مصر مساندة القضية بطرق تتفق والقانون المصرى والدستور المصرى والمنطق والبديهيات، وبين أن تقوم جماعة، قامت بشق الصف الوطنى لشعبها ودفعت بعض فصائله لاقتتال داخلى واعتدت على مصر ذاتها، صباح أحد الأيام باتخاذ قرار بأن تجرها، أى تجر مصر، وتورطها فى حرب مسلحة من أجل استعادة معتقليها من سجون إسرائيل التى صنعتها، فهذا التصور الذى تتم محاولة استدراج بعض العوام لتصديق منطقيته ومشروعيته، لو تخيل أدون موشيه أو أى أدون آخر من أدونات الجماعة، أن مصر ستنزلق إليه فسوف يكون هذا الأدون مجرد رجل أهطل أو كما قال رحمه الله متآمر وأهبل.  
بعيدًا عن توضيح موقف مصر الذى يسطع كسطوع الشمس فى شهور صيفنا، هل لنا أن نتساءل جدلًا لو أن موقف مصر حقًا كان محايدصا.. لماذا يتوجب عليها ألا يكون كذلك وبأى شرعية يطالب موشيه بذلك؟ أمن أجلكم أنتم جماعة الإفك والضلال.. أم من أجل القضية.. أم من أجل أهل القطاع؟

لو من أجلكم فنحن بالفعل لسنا محايدين، نحن نختصمكم أمام الله والتاريخ.. لو من أجل القضية فمصر هى التى حفظت تلك القضية من الاندثار.. لو فعلتها مصر يوم السابع من أكتوبر واستقبلت أهل القطاع لانتهت تلك القضية تمامًا.. لو من أجل أهل القطاع فالأجدر لك أن تستحى قليلًا فلا هم ولا كل أهل فلسطين يمثلون لك شيئًا لقد قدمتهم الجماعة فداءً لأعضائها المعتقلين، وتنفيذًا لأوامر الملالى فى طهران، هذه هى الحقيقة القاسية التى يرفض بعض الموهومين تصديقها،

«5»
موشيه يقارن موقف مصر بموقف ملالى إيران، إن شر البلية ما يضحك.. الدولة التى قضت سنوات فى محاربة دولة عربية هى العراق، والتى لا تزال تحتل بعضًا من أراضى هذه الدولة العربية أو تلك، أصبحت فجأة الدولة المثل فى المقاومة، أن تصنعوا الكذبة ثم تحاولون ترويجها، فهذا مفهوم.. تقومون بمقابل من دفع لكم.. لكن أن تصدقون الكذبة وتصدقون أكذوبة «محور المقاومة» فهذا هو الهراء بعينه.. إن ما خربته إيران بعد ثورتها فى الدول العربية يفوق ربما ما خربته إسرائيل فى نفس الدول.
مصريون كثيرون لا يعرفون القدر الكبير عن طبيعة الشعب الإيرانى وكيف يفكر ومعتقداته، ويعتقدون أن الشعب الإيرانى صورة من هؤلاء أصحاب العباءات السوداء.. هذا ليس حقيقيًا.   
فإيران، حتى الرسمية رافعة لواء ثورة الخمينى، لا تهتم بالمقدسات الإسلامية خاصة تلك التى تعتبر رموزًا للإسلام السنى، ولقد حاولت مرارًا إفساد أقدس مناسبات وعبادات المسلمين وهى عبادة الحج، غالبية الشعب الإيرانى لا يأبه بالأقصى ولا غيره.. هذه كلمات إيرانيين، يقولون إن كثيرًا منهم لا يزالون يؤمنون بكثير من معتقداتهم القديمة، ويعتزون بإرثهم القديم، كان ذلك واقعًا حتى ثورة الخمينى، وحين يسقط يومًا هذا النظام سيفاجأ العالم بردة فعل الشعب الإيرانى فى الشوارع، ستكون هذه المشاهد مفاجأة حقيقية للجميع فى الدول العربية والغربية.
لكن دعنا نراجع تاريخ هذه الدولة مع القضية.. متى قدمت شيًئا؟ قبل عصر الخومينى إيران لم يكن لها علاقة بقصة فلسطين، أما بعد ثورتها فقد كان كل ما يشغلها هو تصدير تلك الثورة ومحاولة تشييع كل ما تستطيع تشييعه من مسلمين، دولة مهترئة عسكريًا واقتصاديًا.. فزاعة استخدمتها الولايات المتحدة لابتزاز دول عربية بعينها، إيران ليست فى عداء مع إسرائيل هذه هى الحقيقة الكبرى.. بل على العكس فتاريخيًا هناك ود تاريخى قديم، الفرس كانوا دائمًا محبين بنى صهيون.. بنو صهيون يشعرون تجاههم بامتنان تاريخى لأنهم أول من أعادوهم من السبى وسمحوا لهم ببناء هيكلهم.. رد بنو صهيون الجميل عبر فترات تاريخية كثيرة وأهمها فى صدر الإسلام وحدث تحالف مهم فكرى بين الفريقين لنشر الفرقة والتشكيك والتقسيم بين المسلمين.. بل إن علاقتهم بالقدس والأقصى لا تحمل أى قداسة أو يمكنها أن تدفعهم لتقديم أى تضحيات لأن الأمر باختصار لا يعنيهم.. ومسجد قبة الصخرة الشهير يمثل لهم فترات تاريخية غير طيبة وهى الحكم الأموى، وبعضهم من متشددى الفكر الخومينى يتمنى لو أن تم هدمه، أما مسجد الأقصى ذاته المسجد القديم فإننى أراهن لو أنه حدث فى يوم من الأيام، وهذا محض افتراض وهمى، وكان لإيران الكلمة العليا هناك فإنها سوف تقدمه طائعة راضية لبنى صهيون لإقامة هيكلهم، اقرأوا التاريخ أثابكم الله.
أما على النطاق السياسى النفعى المجرد، فعلاقة إيران بـ«حماس» مجرد راعٍ مع أحد من يستخدمهم لتحقيق غايات بعينها. مجرد ذراع تمنح إيران بريق كلمة المقاومة لتكتسب مزيدًا من السذج والموهومين وتدفع فى مقابل ذلك دون زيادة ولن تدفع يومًا أكثر من مجرد أن «حماس» بوق وقطعة تجميل تضعها إيران فى عباءة المرشد أمام العالم الإسلامى، «حماس» لإيران تمامًا كلاعب قامت دولة ما بمنحه الجنسية مقابل أن يحصد لها مكاسب معينة، تدفع له طالما قدم المطلوب.. وفى أى لحظة قد تلفظه تمامًا.. فلا الدولة المانحة للجنسية مهمومة بما يريده اللاعب لنفسه، ولا اللاعب مخلص فى ولائه.
مصر قدمت شهداء.. بخلاف الحروب المعروفة، فهناك شهداء لا يعرف كثير من المصريين عنهم شيئًا.. هناك حرب كاملة منسية خاضتها مصر فى قطاع غزة أثناء حكم الزعيم عبدالناصر كان بطلها ضابط مصرى اسمه مصطفى حافظ.. عام كامل من التضحية والدم وتشكيل كتائب مقاومة حتى تم اغتياله بعبوة ناسفة فى خطاب سلمه له فلسطينى دون أن يعرف ما به.. كان أهل القطاع يعرفونه ويسمون كثيرًا من أطفالهم باسمه مركبًا.. مصر هى أم هذه القضية بشكل حقيقى واقعى.. أى إنسان سوف يفكر مجرد تفكير فى وضع مصر مقابل أى دولة أخرى فى رواية دعم فلسطين هو إما أن يكون جاهلًا تمام الجهل أو مستخدمًا أو مجنونًا.. أما من سيضع مصر فى جملة واحدة فى مواجهة إيران ويحاول مجرد المحاولة مقارنة الدورين فهو شخص فاقد الأهلية العقلية، هذا الحق يعرفه موشيه ورفاقه، لكن منذ متى هؤلاء يفكرون فى الحق أو يجعلونه نصب أعينهم حين تنطق ألسنتهم أو يتخذون قرارًا.. إن هؤلاء قوم مستخدمون تمامًا منذ ظهورهم على سطح الأحداث وحتى يوم اختفائهم حتى لو قُتل منهم كثيرون.

«6»
أخيرا يقول أدون موشيه إن مصر هى من سمحت لإسرائيل بالوجود فى محور فلادلفيا. إن لم تستح فقل واكذب كما تشاء.. رسميًا وفعليًا اقتطعت «حماس» قطاع غزة وحكمته وتمكنت منه تمكنًا أتاح لها حفر هذه الكيلومترات من الأنفاق وإعداد هذه القوة العسكرية التى كانت تستخدمها أساسًا فى فرض حكمها ومحاربة الفصائل الفلسطينية الأخرى وفى تنفيذ عمليات نوعية معينة لتحقيق أهداف تخص «حماس» وكسب مصالح خاصة لها ولا علاقة لها بتحرير أرض أو دفاع عن شعب.. وأول استخدام جدى ضد الاحتلال كان مؤامرة كبرى للقضاء على ما تبقى من شعب فلسطين وأرض فلسطين.. تمكنت «حماس» من القطاع تمكنًا لا يجرؤ معه أى فلسطينى من غير أعضائها على الجهر بكلمة معارضة واحدة لها، لأن القتل سيكون مصيره والاتهام جاهز.. العمالة لإسرائيل والعمل ضد المقاومة وتنفيذ الحكم فورًا، وأحيانًا بأيدى كبار قادتها، إذن فـ«حماس» كانت الحاكمة والمسيطرة على القطاع وعلى المحور لأنه بين مصر وغزة.. محور فلادلفيا هو واقع تمامًا فى نطاق سيطرة حماس.. غير معالمه وقوانينه ووضعه ما تم الاتفاق عليه فى اتفاقيات المعابر بعد اتفاقات أوسلو.. فمن سلم الجانب الفلسطينى من المحور هو حركة «حماس» تمامًا كما سلمت القطاع بأكمله.. ولن أذيع سرًا بأن دخول القوات الصهيونية محور فلادلفيا لم يلق أى مقاومة من كتائب القسام وكأن ذلك مقصودًا لاستخدامه فى توقيت معين هو الذى استخدمه أدون موشيه، كانت «حماس» تدير المعبر وتحكمه وتملك قوة عسكرية للحكم.. فقامت بعمل عسكرى ترتب عليه احتلاله، فكيف تكون مصر هى من سمحت؟! 
المحلل العسكرى السفيه أو المتواطئ يعرف قطعًا كل ذلك، لكنه قام بدوره بكل دقة.. عرّض بموقف مصر وأكمل موشيه المشهد بمحاولة تحريض المصريين على قيادة بلادهم بالإيحاء بأنها تفرط فى أمنها القومى، وبتحريض غير المصريين أن مصر تخلت عن أهل القطاع.. كل هؤلاء يعملون بقوة ونشاط وإخلاص شديد للوصول للهدف الأكبر.. مصر وتحطيمها عسكريًا. 
منذ أن كانت القوات المسلحة تحارب الإرهاب فى سيناء وقد استخدمت ما يلزمها من قوات دون تقيد أو شرط وفى نطاق القانون وما يستدعيه ذلك من تنسيق أو إبلاغ الطرف الآخر حسبما اتفقا عليه علنًا.. أما بعد السابع من أكتوبر فمصر تتعامل على أرضها تمامًا كما يتعامل الطرف الآخر على الأرض التى عاود احتلالها بتواطؤ مباشر أو غير مباشر مع حكام القطاع حتى يوم السابع، مصر تتعامل ندًا بند.. وهناك يعرفون تمامًا ذلك.. لكن أدون موشيه ينفذ أمرًا محددًا.
فى النهاية أود أن يكون واضحًا لأدون موشيه أن كل ما سبق لم يكن اهتمامًا به أو وضعًا له فى مكان مناطحة للدولة المصرية.. بل إن الحديث بالكلية ليس موجهًا له، لأنه أقل من ذلك كثيرًا جدًا.. إنما كان حديثى موجهًا بالأساس للمصريين خاصة الصغار أو من لم يكونوا مهتمين بالشأن العام ولم يعرفوا كل صفحات وماضى هذه الجماعة المنفذة كل أجندة إسرائيل منذ نشأتها وحتى اليوم.. وليعرف المصريون قدر بلادهم جيدًا وألا يهتزوا رغم كل ما يتعرضون له من سيل من الهجوم الإلكترونى والتليفزيونى.. قد يُفتن البعض ويُختطف عقله فى لحظة تموج مشاعره تأثرًا بمشهد إنسانى، وتلتقط أذنه هذا التصريح من هذا الموشيه أو ذاك، فنحتاج من وقت لآخر أن نعيد التأكيد على المؤكد، فقط من أجل بلادنا ودفاعًا عنها.. ضد نتنياهو أو أبناء عمومته من موشيه أبومرزوق وزمرته.