رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لم تنتقم إيران حتى الآن من إسرائيل بعد مقتل زعيم حماس؟

ايران واسرائيل
ايران واسرائيل

سلطت صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على الرد الانتقامي الإيراني ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن طهران تتعرض لضغوط للانتقام لاغتيال إسماعيل هنية، لكن محللين قالوا إنها توازن بين عوامل متعددة في الوقت الذي تدرس فيه الرد.
وبحسب الصحيفة فقد تعهدت إيران بالانتقام في نهاية الشهر الماضي بعد مقتل أحد كبار قادة حماس في طهران، مما دفع الكثيرين في إسرائيل إلى الخوف من هجوم وشيك. 

وذكرت: لقد مر ما يقرب من أسبوعين دون أن يحدث أي رد فعل واسع النطاق، مما ترك إسرائيل والشرق الأوسط على نطاق أوسع على حافة الهاوية.

لحظات حساسة بشكل خاص في إيران 

 

وتأتي الأزمة في لحظة حساسة بشكل خاص في إيران، التي يقول المحللون إنها تحاول صياغة رد فعل لا يسمح لأي اغتيال على أراضيها بالمرور دون عقاب، مع تجنب حرب شاملة ضد خصم قوي. ويأتي ذلك أيضًا مع تولي حكومة جديدة في طهران السلطة، مما قد يؤدي إلى إبطاء اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.

لماذا توعدت إيران بالانتقام؟

ووفقا للتقرير فقد وعد المسئولون في إيران وحماس بالانتقام لمقتل إسماعيل هنية، أحد كبار قادة حماس، الذي قُتل في طهران يوم 31 يوليو بعد أن حضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان. واتهمت إيران، التي تدعم حماس، إسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال، ولم يعلن الزعماء الإسرائيليون مسئولية قواتهم عن الهجوم.

وقبل يوم واحد، قُتل فؤاد شكر، القائد الكبير في حزب الله، الذي تدعمه إيران أيضًا، في غارة جوية إسرائيلية على إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت. 

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن الغارة جاءت ردا على صاروخ أطلق من لبنان وأصاب ملعبا لكرة القدم في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل، معظمهم من المراهقين والأطفال، ونفى حزب الله تنفيذ هذا الهجوم.

لكن مقتل هنية كان يُنظر إليه على أنه الضربة الأكبر لطهران لأنه حدث على الأراضي الإيرانية. رداً على ذلك، أصدر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أمراً لإيران بضرب إسرائيل مباشرة، وفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر. 

وقال محللون إن الفشل في متابعة هذا التهديد قد يشير إلى أن نظام الردع الإيراني، الذي تم بناؤه على مدار سنوات وبتكلفة باهظة، كان في الواقع أجوفًا.

-لماذا لم ترد إيران حتى الآن؟

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إنه “من الضروري معاقبة إسرائيل”، مرددا تصريحات مسئولين إيرانيين كبار آخرين. لكنه قال أيضًا إن «طهران ليست مهتمة بتصعيد الصراعات الإقليمية».

وبحسب التقرير . علاوة على ذلك، لم تتم الموافقة بعد على حكومة الرئيس الجديد، بما في ذلك وزير الخارجية، الأمر الذي من المرجح أن يؤدي إلى تباطؤ المداولات الداخلية، كما قال سنام فاكيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس، وهي مجموعة بحثية في لندن.

وفي الوقت نفسه، قد يحاول السيد بيزشكيان، الذي يُنظر إليه على أنه إصلاحي، الموازنة بين الحاجة الملحوظة لإظهار القوة ومصلحة حكومته الأوسع في تخفيف آثار العقوبات الاقتصادية الغربية ومنع إيران من أن تصبح أكثر عزلة دوليا، كما تقول السيدة بيزشكيان .

وقالت فاكيل: "يجب معايرة الرد بعناية حتى لا يغلق باب المفاوضات مع الغرب مما قد يؤدي إلى تخفيف محتمل للعقوبات".
وبدوره، قال علي فايز مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات، وهي مؤسسة بحثية، إن الرد العسكري الذي يُنظر إليه على أنه رمزي إلى حد كبير يعد أيضًا محفوفًا بالمخاطر من وجهة نظر طهران، لكن من غير المرجح أن يردع إسرائيل عن شن المزيد من الهجمات.

وأضاف فايز أن ذلك يترك خيار الرد الموضوعي، لكن هذا بدوره من شأنه أن يثير على الأرجح رد فعل إسرائيلي أكبر – ولن تتمكن طهران من السيطرة على دائرة التصعيد التي يمكن أن تتبعها.

وتابع فايز: "لقد تغلبت إسرائيل على إيران في هذا الوضع لأنه لم يتبق لإيران أي خيارات جيدة".