فاينانشيال تايمز: حكومة الوحدة فى جنوب إفريقيا لا تزال متماسكة

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن حكومة الوحدة في جنوب إفريقيا لا تزال متماسكة بعد ستة أسابيع من تشكيلها، مما يعزز ثقة الشركات ويرفع الآمال في أن يتمكن الحزبان الرئيسيان في الحكومة من صياغة علاقة عمل طويلة الأجل.

وقال زعيم التحالف الديمقراطي جون ستينهويزن الذي انضم إلى الائتلاف بعد الانتخابات العامة في مايو- في تصريحات لصحيفة "فاينانشال تايمز"- "أنا في الواقع مندهش تمامًا من مدى نجاح الأمر، كنت أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من العقبات".

لقد خسر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أغلبيته في الانتخابات لأول مرة منذ عام 1994، وشكل حكومة الوحدة مع التحالف الديمقراطي وتسعة أحزاب أصغر.

وقال ستينهويزن "إن التحالف الديمقراطي أصبح الآن جزءًا من مجلس الوزراء وقد فوجئت بعدد الأشخاص الأذكياء الذين يعملون بجد لتحقيق نفس الأشياء التي نريدها".

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من بعض علامات التوتر ومنها الخلاف العلني مع هيلين زيل رئيسة التحالف الديمقراطي التي يكرهها بعض مسئولي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي فإن البداية السلسة نسبيًا لعمل الحكومة شجعت المستثمرين.

وفي هذا الصدد أشارت بوسي مافوسو الرئيسة التنفيذية لشركة (بيزنس ليدرشيب ساوث أفريكا) التي تمثل أكبر شركات جنوب إفريقيا إلى أن الزخم شجع الشركات، وقالت "لقد انخفضت بالفعل عائدات السندات بشكل كبير، ويمكن للحكومة الآن الاقتراض بمعدلات أقل بنسبة 10 بالمائة مما كانت عليه قبل الانتخابات".

ورفع بنك جي بي مورجان الأمريكي تصنيف جنوب إفريقيا إلى "زيادة الوزن" على أمل زيادة الاستثمار في البلاد، في حين ارتفعت بورصة جوهانسبرج بنسبة 5ر6 بالمائة في الشهرين الماضيين، كما ارتفعت قيمة الراند بأكثر من 2 بالمائة مقابل الدولار.

كما استمدت الشركات العزاء من حقيقة أن انقطاع التيار الكهربائي لم يعد منذ الانتخابات، ما أضاف ثقلًا إلى مزاعم شركة إسكوم، وهي شركة الطاقة المملوكة للدولة، بأنها أنهت بشكل نهائي انقطاع التيار الكهربائي الذي ابتلي به الاقتصاد الجنوب إفريقي لعدة سنوات، وقد أضاف هذا التحسن إلى الثقة في قدرة الحكومة على حل مشكلات أخرى طويلة الأمد، وخاصة في الموانئ والطرق.

وأشاد جوني كوبلين الرئيس التنفيذي لشركة استثمارية مملوكة للسود ولديها حصص في قطاعات تشمل البث والفنادق والطاقة بالتطورات التي جوت منذ تولي الحكومة قائلًا "الفرق الذي رأيناه في غضون أسابيع قليلة هائل، فقبل الانتخابات كانت العديد من الإدارات الحكومية تتجاهلك، الآن يتم الرد على المكالمات الهاتفية ويتم إنجاز الأمور". 

وقال ستينهويزن الذي تولى منصب وزير الزراعة إن الخلافات لم تمنع الحكومة الجديدة من إنجاز الأمور، وذكر أن وزير الداخلية في التحالف الديمقراطي ليون شرايبر أصدر تمديدات تأشيرة للأجانب ذوي المهارات النادرة، بينما فرض وزير الأشغال العامة دين ماكفيرسون حظرًا على استئجار الحكومة لمكاتب جديدة كوسيلة للحد من الإنفاق الباهظ.

وقالت المحللة في وكالة (ستاندرد آند بورز جلوبال) للتصنيف الائتماني زهابيا جوبتا إنه من السابق لأوانه رفع مستوى ديون جنوب إفريقيا رغم أنها شعرت بالتشجيع من البداية المبكرة، وتابعت بقولها "هذه الحكومة لا تزال جديدة، لذلك لا تزال هناك تساؤلات بشأن مدى استقرار هذا الائتلاف عندما تظهر نقاط الخلاف، نود أن نرى زخمًا في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية".

وتتوقع وكالة التصنيف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.9 بالمائة خلال العام الجاري ويرتفع إلى متوسط 1.3 بالمائة على مدى السنوات الثلاث المقبلة.