رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيسة حنّة فرنسيسكا دي شنتال

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيسة حنّة فرنسيسكا دي شنتال، الراهبة، وكانت حنّة فرنسيسكان ابنة أحد القضاة، وقد تزوّجت من بارون شانتال حين أصبحت في العشرين من العمر. أنجب الزوجان أربعة أولاد، وعاشت العائلة ثماني سنوات من السعادة الفائقة. لكّن الوضع انقلب رأسًا على عقب نتيجة حادث صيد مؤسف (سنة 1600). أُصيب البارون بجروح خطيرة، وتوفِّي بتقوى بعد أيّام قليلة.

كانت حنّة فرنسيسكان في الثمانية والعشرين من العمر؛ وسط حزنها الكبير، اتّكلت بشكل كامل على لله. حينها، وضع الربّ فرانسوا دو سال على دربها. ومنذ ذلك الوقت، وضعت نفسها بتصرّفه. في العام 1610، حان وقت الوداع البطولي من السيّدة دو شانتال لوالدها وأولادها.

أصبحت مؤسِّسة رهبانيّة "زيارة العذراء"، وهي جمعيّة كانت تركّز على التأمّل وعلى خدمة المرضى. بعد ذلك، بدأت الرحلات المتكرِّرة إلى كلّ أنحاء فرنسا لتأسيس المراكز.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: أيُّ إنسان يمكنه أن يُفتدى بواسطة دمه الخاص في حين أن المسيح قد أهرق دمه لافتداء جميع النّاس؟  هل يوجد إنسانٌ واحد يمكن أن نقارن دمه بدم الرّب يسوع المسيح... الّذي هو وحده قد صالح العالم مع الله بواسطة دمه؟ هل هناك من تقدمة أو تضحية أسمى، أو هل هناك من محامٍ أفضل من ذاك الّذي جعل من نفسه متضرعًا من أجل خطايا الجميع وأعطى حياته من اجل خلاصنا؟

يجب علينا إذًا ألا نفتّش عن تكفيرٍ أو خلاصٍ شخصي، لأن الدّم الّذي أُهرِق كفداء عن الجميع هو دم المسيح. بهذا الدم فدانا المسيح، هو وحده الّذي قد صالحنا مع الآب. لقد أتمّ عمله الخلاصي إلى النّهاية لأنّه أخذ على عاتقه عملنا، وهو القائل: "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" ... ليس على الإنسان أن يعطي أي شيء مقابل خلاصه لأنّه قد غُسِل مرّة واحدة من الخطيئة بدم المسيح غير إنّه لم يُعصم من الألم لكي يتأمّل في مفاهيم الحياة ولكيلا يبتعد عن وصايا الرّب. فطالما هو على قيد الحياة، فإنّ الإنسان سيبقى يعمل ويثابر من أجل أن يحيا في الحياة الأبديّة خوفًا من أن يموت بسبب الموت علمًا إنّه قد افتُدي من الموت.