رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ليس جديدا".. لماذا اجتمعت الصحة العالمية حول مرض "جدري القرود"؟

جدري القرود
جدري القرود

اجتماع طارئ عقدته منظمة الصحة العالمية بشأن مرض جدرى القرود، أثار مخاوف الكثير حول عودة مخاطر هذا الفيروس ومدى تأثيره على المستوى العالمي، ليتساءل الكثيرون هل سيسبب حدوث جائحة دولية؟

ما عزز المخاوف بشأن هذا الفيروس ظهور سلالة جديدة له أكثر شراسة مسببة الوفاة بنسب مرتفعة، وهو ما جعل العلماء يعيدون التحذير منه واعتباره واحدًا من الأمراض التي يجب الانتباه إلى انتشارها، والتأهب لها.

إذ أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، أن مسؤولي الصحة العامة يشعرون بالقلق من أن الفيروس لديه إمكانية انتشار دولي أكبر داخل أفريقيا وخارجها، مؤكدًا أنه تم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتابع أنه الآن انتشر المرض خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى استدعاء خبراء الصحة العامة لتقديم المشورة "حول ما إذا كان تفشي المرض يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا".

أستاذ علم الفيروسات بجامعة زويل: له لقاحات وليس له علاج 

الدكتور أيمن الشبيني أستاذ علم الفيروسات بجامعة زويل يقول إن فيروس جدري القرود ليس فيروس جديد، ولكنه قد انتشر في الولايات المتحدة منذ عامين، وهو حاليًا انتشر في دولة الكونغو بشكل كبير إذ يصيب 1 من كل عشرة أشخاص، وتسبب إلى الآن في وفاة أكثر من 500 شخص.

وتابع أن الفيروس له عدد من اللقاحات المتوفرة حول العالم، مشيرًا إلى أن هذه اللقاحات علاج وقائي فقط موضحًا أن المرض ليس له علاج ولكن يتم تناول الأدوية لعلاج الأعراض فقط.

وأضاف أن من أعراض المرض ارتفاع درجات حرارة الجسم، والهرش، كما أنه يتسبب بصورة أساسية في وجود بثور على الجلد، كما قد يسبب إصابات في الحلق وكذلك في العين.

موقف مصر

أما عن موقف مصر، أوضح الشبيني أنه لم يسبق وأن سجل بها إلا حالة واحدة فقط عام 2022 وكانت لأحد القادمين من المملكة العربية السعودية، وتابع أن فيروس جدري القرود ينتقل عن طريق الحيوانات لذا، فإنه من الوارد انتقاله من شخص مصاب إلى شخص سليم خاصة من القادمين من إحدى الدول التي ظهرت بها حالات إصابة وخاصة دولة الكونغو.

وكان الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أوضح أن الفيروس انتشر الآن إلى مقاطعات لم تكن تتأثر به من قبل، لافتًا إلى أنه تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 50 حالة إصابة بمرض الجدري القرود في 4 دول أخرى مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية - وهي دول لم تشهد انتشار الفيروس من قبل وهي بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، و تابع أن السلالة الجديدة من جدري القرود مثلها مثل السلالة السابقة تؤثر بشكل رئيسي على الرجال الذين يمارسون الجنس بطرق غير طبيعية.

يذكر أنه قد تسبب مرض الجدري القرود في حدوث وباء عالمي عام 2022 عندما انتشر في أكثر من 100 دولة وأودى بحياة مئات الأشخاص - بما في ذلك 58 أمريكيًا.

وحدث هذا التفشي بسبب سلالة من المجموعة 2 أكثر اعتدالا، وهي سلالة نادرا ما تكون قاتلة، ومنذ أكثر من عام، تكافح جمهورية الكونغو الديمقراطية لاحتواء النسخة الأكثر فتكاً من الفيروس والتي تعرف باسم "كلاد 1أ"، وهي التي قتلت ما يصل إلى 10% من المصابين بها، ويبدو أن السلالة المتحولة الجديدة، التي أطلق عليها اسم "clad 1b"، قاتلة بنفس القدر، وذلك سب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.

رغم أن جمهورية الكونغو الديمقراطية شهدت تفشي جدري القرود لعقود من الزمن، قال الدكتور أدهانوم جيبريسوس، أن عدد الحالات ارتفع في عام 2024 - مع تسجيل المزيد من الحالات في الأشهر الستة الأولى من هذا العام مقارنة بعام 2023 بأكمله.

ومن ناحيتها تقدم منظمة الصحة العالمية مليون دولار لزيادة استجابتها لانتشار المرض، كما تنسق مع المجموعات الإنسانية للحصول على اللقاحات وتوزيعها على المناطق المتضررة، وقد اعتمدت المنظمة لقاحين للوقاية من الإصابة بمرض جدرى القرود.