رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس سيكتُس الثاني

 الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس سيكتُس الثاني، البابا ورفقائه الشهداء الذي  انتخب اسقفاً على روما عام 257. وفي العام التالي، فيما كان يحتفل باليتورجيا الإلهية في مقبرة القديس كالستوس، القى الجنود عليه القبض بأمر من الامبراطور فاليريانس، مع أربعة شمامسة من كنيسة روما، وقُتلوا معاً في اليوم السادس من شهر آب. ودفنوا في المقبرة نفسه.

كما تحيي الكنيسة ايضا تذكار القدّيس البار في الشهداء ضومط وهو فارسي الأصل. انتحل الحياة الرهبانيّة واستشهد في عهد الإمبراطور يوليانوس الجاحد، رجمًا بالحجارة، سنة 362.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: على جبل طابور أتاح المسيح أمام تلاميذه أن يشهدوا تجليًّا ربّانيًّا رائعًا، كصورة رمزية مسبقة عن ملكوت السماوات، تمامًا كما لو قال لهم، "الحَقَّ أَقولُ لكم: مِنَ الحاضِرينَ ههُنا مَن لا يَذوقونَ الموتَ حتَّى يُشاهِدوا ابنَ الإِنسانِ آتِياً في مَلَكوتِه".

 هذه هي روائع هذا العيد الإلهية... ذلك أن موت المسيح والاحتفال به هما ما يجمعنا في آنٍ معًا. وحتى ندخل في هذه الأسرار مع التلاميذ المختارين، دعونا نُصغي إلى الصوت الإلهي المقدّس الذي يدعونا بإلحاح كما من الأعالي، "تعالوا واصرخوا نحو جبل الربّ في يوم الربّ ونحو مكان الربّ وفي بيت إلهكم". دعونا نُصغي حتى نطلب هذا النور وقد تنوّرنا بهذه الرؤيا وتحوّلنا وانتقلنا، ونقول: "ما أَرهَبَ هذا المكان! ما هذا إِلاَّ بَيتُ الله! هذا بابُ السَّماء!". 

علينا إذًا أن نُسرِعَ نحو الجبل على غِرار المسيح الذي هو دليلنا والسائر أمامنا هنا كما في السماء. وسوف نتألّق معه أمام النظرات الرُّوحية، وسوف نتجدّد ونتألَّه في بناء نفسنا، ونحن الذين تشكّلنا على صورته كمثاله ستُحيطنا هالة من المجد – سنُرفع إلى الألوهية إلى الأبد وسننتقل إلى الأعالي... 

هلّم نُسرع إذًا ومِلؤنا الثقة والبهجة ولنخترق سحابة الغيم مثل موسى وإيليا قبلنا، ومثل يعقوب ويوحنا. وعلى غِرار بطرس ليخطفك هذا التأمل الإلهي وهذا الظهور الإلهي، ولتتبدّل بكل جلال ولتنتقل إلى خارج العالم، بعيدًا عن هذه الأرض. اتركه هنا هذا الجسد، وتخلّى عن الخليقة وتحوّل نحو الخالق الذي قال له بطرس، وهو في حالة انخطاف، "يا مُعَلِّم حَسَنٌ أَن نَكونَ ههُنا". نعم يا بطرس، الحقّ أنّه من الجيّد أن نكون هنا مع المسيح، وأن نبقى معه دومًا.