رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس كيتانُس

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس كيتانُس، الكاهن الذي  ولد في مدينة فيشنسا في شمال ايطاليا، عام 1480. درس الحقوق في بادوفا ثم استعد للكهنوت. عمل في الدوائر الرومانية. لكنه اهتم أيضاً بالعمل الرسولي، فأسس مع صديقه الكاهن "كَرافّا" جمعية رهبانية تتخصص في الوعظ والصلاة الليتورجية. وعرف الرهبان باسم Theatini نسبة الى اسم الأبرشية التي أصبح "كارافا" أسقفاً عليها. كان موظباً على الصلاة وممارسة المحبة تجاه القريب. توفي في نابولي عام 1547.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:  إخوتي وأخواتي دعونا ألا نفقد أبدا الثقة في رحمة الله الحليمة! لنتذكر لتلميذي عماوس: أصحاب الوجه الحزين، والخطى الفارغة، بلا رجاء. لكنّ المسيح لم يهملهما: سار معهما على الطريق، وليس ذلك فقط! إنّما بصبر فسّر لهما الكُتب المقدسة وكل ما قيل عنه فيها وتوقّف ليتقاسم معهما الطّعام . هذا هو أسلوب الله: فهو لا يفقد صبره كما نفعل نحن، راغبين في الحصول على كلِّ شيءٍ سريعًا، حتى مع الأشخاص. إن الله صبور معنا لأنه يحبنا، ومّن يُحب يتفهم، يرجو، يثق، ولا يهمل، ولا يقطع الجسور، ويعرف أن يغفر. دعونا نتذكر هذا في حياتنا كمسيحيين: إنّ الله ينتظرنا دائما، حتى عندما نبتعد عنه! فهو قريب دائما، وإن عدنا إليه فهو دائمًا مستعدٌ لاحتضاننا.

إن قراءةُ مَثَل الأب الرحيم تترك فيَّ دائما تأثيرا كبيرا، تؤثر فيَّ لأنها تمنحني دائما رجاءً كبيرًا. فكروا في ذاك الابن الأصغر الذي كان يحيَا في بيت الأب، كان محبوبا؛ وبرغم ذلك أراد نصيبه من الميراث؛ ذهب بعيدًا، وأنفق كل شيء، فوصل إلى الحد الأقصى في البُعد عن أبيه؛ وعندما لمس القاع، شعر بالحنين لدفء البيت الأبوي وقرر العودة. والأب؟ هل كان قد نسيَّ الابن؟ لا، مطلقًا. كان هناك، يراه من بعيد، كان ينتظره كل يوم، وكل لحظة: فقد بقي دائما في قلبه كابنٍ، حتى وإن كان قد تركه... وعندما لمحه من بعيد ركض نحوه للقائه وعانقه بعطف، عطف الله، ولم يقل له حتى كلمة عتاب: إنه عاد! إن هذه هي فرحة الأب. ففي عناق الابن هذا توجد كل فرحته: لقد عاد! فالله ينتظرنا دائما، ولا يتعب ابدا. لقد أظهر لنا المسيح أناة الله الرحيمة هذه لكي نستعيد دائمًا الثقة، والرجاء.