رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلات أشبه بيوم الحشر.. حكايات فلسطينيين نزحوا أكثر من مرة خلال الحرب

فلسطينيين
فلسطينيين

للمرة السادسة على التوالي، حزمت نور الهدى، فلسطينية، أمتعتها المتبقية خلال الحرب، للنزوح مجددًا من خان يونس إلى مخيم النصيرات، فمنذ بدء الحرب وهي تُجبر كل فترة على النزوح من منطقة إلى آخرى أحيانًا بلا وجهة محددة ترتكن فيها بجانب نازحين آخرين.

تقول نور: "الحرب شديدة وتحديدًا في خان يونس وكأن الحرب ما تزال في أولها، الكل يموت في كل مكان، والجميع خائف ومترقب دوره مع نقص في الطعام والشراب أثناء رحلات النزوح فلا أحد يعلم أين يذهب".

وتصف رحلة آخر نزوح بأنها كانت تشبه يوم الحشر، موضحة أنه رغم تكراره ثلاثة مرات إلا أنهم لم يعتادوا المشهد، بل كانت الرحلة صعبة وسط نقص الطعام والشراب وارتفاع درجات الحرارة.

وتضيف: «نعاني أشد المعاناة، فكلما استقرينا في مكان ووضعنا الخيم والأمتعة، صدح الاحتلال ليجبرنا على النزوح من جديد إلا ونتعرض للقصف ونضطر للنزوح وترك كل ما نملك، لا سيما أنه لا يوجد أي مكان آمن في غزة بأكملها».

نزوح الآلاف من الشمال

واتساقًا مع ذلك، بدأ آلاف الفلسطينيين النزوح من شمالي قطاع غزة اليوم بعد تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعملية عسكرية واسعة بذريعة إطلاق صواريخ من المنطقة، في وقت أوقع القصف المتواصل مزيدًا من الشهداء الفلسطينيين.

وبالفعل نزح آلاف الفلسطينيين من مناطق شمالي القطاع وتوجهوا إلى جباليا ومدينة غزة ومن مناطقهم سيرًا على الأقدام ويحملون أمتعتهم في ظل عدم توفر وسائل نقل، مما يجعل عملية النزوح صعبة للغاية.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة شرق خان يونس وفي حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، إذ تسببت الاجتياحات الإسرائيلية لرفح وخان يونس في تهجير أكثر من مليون فلسطيني، وفقًا لأرقام نشرتها الأمم المتحدة.

«الدستور» تحدثت مع عدد من النازحين الذين تم تهجيرهم أكثر من مرة خلال حرب السابع من أكتوبر المستمرة إلى الآن.

هاجر: «تهجرنا 4 مرات في أوضاع غير إنسانية»

هاجر الباجي، فلسطينية وإحدى النساء التي عانين من النزوح القسري والتهجير الجبري، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي لأربعة مرات منذ بدء الحرب وحتى الآن، توضح أنها كل مرة تتسأل أين نذهب وكل الأماكن في غزة معرضة للقصف الإسرائيلي.

تؤكد أن في كل رحلة نزوح جديد يزيد عدد الجائعين والمشردين من أهالي غزة وكذلك الشهداء بسبب تعرضهم للقصف المستمر حتى في أثناء عمليات النزوح: «أصبحنا نطلق عليها رحلة الألف ميل التي لا تنتهي بحثًا عن مأمن، لكن لا يوجد في غزة أي مأوى».

ووفقًا للأونروا فأن نحو 1.4 مليون نازح يقيمون في 155 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات القطاع الخمس، وأن 160 ألفا منهم شمال القطاع ومدينة غزة، ونحو 500 ألف نازح يعيشون قرب المنشآت التابعة لها ويستفيدون من مساعداته.

تضيف: «خرجت تصريحات كثيرة بأن للأهالي حق المكوث في منازلهم المهدمة ولكن على الفور تنسحب تلك الوعود بتهديدات بأن هناك عمليات اجتياح بري ستحدث، وتتساوى المنازل والأهالي بالأرض».

تختتم: «مع كل عملية نزوح نتسائل متى النزوح الأخير وهل سنجد خيام تكفينا أم نبات في العراء؟، كلها أسئلة لا تتوقف لا يعرفها سوى من جرب النزوح أكثر من مرة في أوضاع غير إنسانية».