رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحرك إيجابى.. مكاسب مبادرة تحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية

مزارع الدواجن
مزارع الدواجن

تحتل مزارع الدواجن مكانة مهمة فى الاقتصاد الزراعى المصرى، حيث تلعب دورًا حيويًا فى تحقيق الأمن الغذائى وتوفير فرص العمل لمئات الآلاف من المصريين، وفى هذا السياق برزت مبادرة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، لتحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية، كخطوة إيجابية تهدف إلى تعزيز هذا القطاع الحيوى وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.

وقال خبراء، لـ«الدستور»، إن هذه المبادرة تعد حلًا مبتكرًا لتحديات تكاليف الإنتاج العالية التى تواجه المربين، موضحين أن استخدام الطاقة الشمسية سيؤدى إلى تقليل هذه التكاليف بشكل كبير، ما يسهم فى استمرارية الإنتاج وزيادته، ويعزز من قدرة المربين على المنافسة فى السوق، مشيرين إلى أن هذه الخطوة لن تعود بالنفع فقط على المزارع الكبيرة، بل ستشمل جميع المزارع بمختلف أحجامها، ما يتيح فرصًا متساوية للاستفادة من فوائد هذه التقنية النظيفة.

وشدد الخبراء على أهمية تقديم الدعم المالى والتشجيع الحكومى لضمان نجاح هذه المبادرة، مطالبين بتقديم قروض ميسرة بفوائد منخفضة للمربين لتكون حافزًا قويًا لهم لتبنى هذه التكنولوجيا الجديدة، لأن الدعم المستمر من الحكومة والشراكة مع البنك الزراعى المصرى لتوفير التمويل اللازم يشكلان عنصرًا أساسيًا لنجاح المبادرة.

تخفيف الأعباء عن المربين.. وتقليل تكاليف الكهرباء

قال المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إن الوزارة تعمل بشكل موسع فى كل القطاعات بهدف تقليل الأعباء على مربى الدواجن، ومن بين الأفكار التى جرى طرحها لتقليل التكلفة الإنتاجية استخدام الطاقة الشمسية فى مزارع الدواجن.

وأضاف أن هذه الخطوة ستسهم بشكل كبير فى خفض تكاليف استهلاك الكهرباء فى تشغيل أنظمة التهوية أو التدفئة، التى تمثل جزءًا كبيرًا من تكاليف الإنتاج، ما سيساعد المربين على تحقيق أرباح أفضل وزيادة قدرتهم على المنافسة فى السوق. وذكر أن المبادرة لا تستهدف المزارع الكبيرة فقط ولكنها ستشمل المزارع المتوسطة والصغيرة أيضًا، وتوسيع دائرة الاستهداف يعزز من انتشار التكنولوجيا الحديثة فى القطاع الداجنى بشكل أكبر، ويسهم فى تحقيق تقدم ملحوظ فى إنتاجية وكفاءة هذا القطاع. وأشار «الصياد» إلى أن الوزارة بصدد عقد اجتماع مع اتحاد منتجى الدواجن لعرض المبادرة عليهم خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن التعاون بين مختلف الجهات يعكس الحرص على إشراك جميع الأطراف المعنية لضمان نجاح المبادرة وتطبيقها بشكل فعال. ولفت إلى أن اتحاد منتجى الدواجن يمثل صوت المربين وأصحاب المزارع، وبالتالى فإن موافقتهم ودعمهم المبادرة سيكونان عاملين حاسمين فى نجاحها، مشددًا على أن تحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية فى مصر من خلال مبادرة تحظى بدعم قوى من وزارتى الكهرباء والزراعة، وتفتح آفاقًا جديدة لتطوير قطاع الدواجن وتخفيف الأعباء عن المربين، من خلال توفير إمدادات كهربائية مستقرة وموثوقة، تمكن المربين من تحسين جودة الإنتاج وزيادة كميته، ما يسهم فى تلبية احتياجات السوق المحلية وتحقيق الأمن الغذائى.

عودة صغار المربين للمنظومة من جديد

ذكر عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أن قرار تحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية قرار صائب، وسيكون له مردود إيجابى على صناعة الدواجن فى مصر.

وأوضح «السيد»: «فى حال تطبيق هذا القرار بنسبة ٦٠٪، سيؤدى إلى توفير نفس النسبة من تكاليف الإنتاج، ما يعزز ثقة المربين الذين خرجوا من المنظومة ويحفزهم على العودة مرة أخرى». وأضاف: «يجب التحرك السريع لتنفيذ هذا القرار بالتعاون مع كل الجهات المعنية، مثل وزارة الكهرباء والبنك الزراعى وشركات الخلايا الشمسية»، مؤكدًا أن الشركات لها دور كبير فى توفير أجهزة الخلايا الشمسية بأسعار مناسبة لأصحاب مزارع الدواجن، ما يسهل عملية الانتقال إلى الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن قرار تحويل المزارع للعمل بالطاقة الشمسية لا يقتصر فقط على المزارع الكبيرة، بل يشمل كل المزارع التى لديها القدرة على العمل بالطاقة الشمسية، ولفت إلى أن بعض المزارع بدأت بالفعل فى استخدام الطاقة الشمسية، سواء فى القطاع الزراعى أو الداجنى، ما يشير إلى نجاح هذه التقنية فى تحسين الأداء وتقليل التكاليف.

ورأى أن أسباب تذبذب أسعار الدواجن خلال الفترة الحالية تتضمن عدم وجود بورصة خاصة بالقطاع الداجنى، وهو مطلب طال انتظاره، مشددًا على أن تفعيل بورصة السلع الخاصة بالقطاع الداجنى سيسهم فى ضمان هامش ربح عادل للمربى وتحديد سعر عادل للمنتج والمستهلك.

ولفت إلى أن تراجع أسعار الدواجن خلال الفترة الحالية يعود إلى زيادة المعروض فى السوق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ما يدفع أصحاب المزارع إلى تسريع دورات الإنتاج لتقليل النفوق الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن تراجع القوة الشرائية بعد فترة عيد الأضحى ودخول فترة الثانوية العامة، التى تؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمستهلكين.

وقال إن استخدام الطاقة الشمسية فى مزارع الدواجن يمثل حلًا مستدامًا لمواجهة تحديات الطاقة والتكاليف، ويسهم فى تطوير صناعة الدواجن فى مصر، معربًا عن أمله فى زيادة التعاون بين الجهات المعنية لتسريع تنفيذ هذا القرار وتحقيق الفوائد المرجوة منه.

ونوه بأن التطبيق الفعلى لهذه المبادرة سيعتمد على التنسيق المستمر بين وزارتى الكهرباء والطاقة المتجددة والزراعة واستصلاح الأراضى، إضافة إلى تعاون المزارعين وشركات الخلايا الشمسية، وهذه الخطوات ستتطلب وضع خطة شاملة تشمل توفير التمويل اللازم للمزارعين، وتقديم الدعم الفنى واللوجستى لضمان نجاح الانتقال إلى استخدام الطاقة الشمسية.

تحقيق الاستدامة.. وتعزيز فرص العمل

أكد الدكتور ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن مبادرة تحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية قرار إيجابى يهدف إلى تخفيف الأعباء المالية عن المربين.

وأضاف أن المبادرة تأتى ضمن جهود الحكومة لدعم القطاع الداجنى الذى يعتبر ركيزة أساسية للأمن الغذائى للمواطن المصرى، إضافة إلى كونه قطاعًا كثيف العمالة، ما يعزز من فرص العمل ويحسن الظروف المعيشية للمربين.

وطالب بتقديم الدعم المالى للمربين لتشجيعهم على تنفيذ هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن تطرح المبادرة من خلال البنك الزراعى بفائدة لا تتجاوز ٥٪، ما سيشجع المربين على المشاركة فى المبادرة. ولفت إلى أن قطاع الدواجن يحتوى على نسبة كبيرة من صغار المربين الذين لا يستطيعون تحمل فوائد بنكية عالية، لذا فإن تقديم فائدة منخفضة سيكون له مردود إيجابى كبير على القطاع، موضحًا أن صغار المربين يمثلون نحو ٥٠٪ من القطاع، لذلك يجب تشجيعهم على الانضمام للمبادرة. وأكد «الزينى» ضرورة وضع خطة شاملة وجادة تتضمن تكاليف المبادرة ومواعيد البدء فى التنفيذ على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن المربين فى انتظار تفاصيل واضحة حول كيفية تطبيق المبادرة، مع التأكيد على ضرورة التنفيذ السريع لضمان الاستفادة القصوى من هذه الخطوة الإيجابية، مشددًا على أهمية استمرار الدعم الحكومى، ليس فقط فى إطلاق المبادرات، لكن أيضًا فى توفير الخامات اللازمة للقطاع الداجنى.

وأضاف أن إطلاق المبادرة يأتى فى وقت تبرز فيه أهمية مساندة القطاع الداجنى ومده بحلول مستدامة لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف، واستخدام الطاقة الشمسية سيقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية المكلفة والمضرة بالبيئة، ما يسهم فى تحقيق وفر كبير للمربين، لافتًا إلى أن هذا بدوره سيؤدى إلى تحسين القدرة التنافسية للمربين وزيادة الإنتاج، ما يعزز من فرص التصدير وتحقيق أرباح أكبر.

وشدد على أن قطاع الدواجن فى مصر يعتبر من القطاعات الحيوية التى تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائى والتوظيف، وأنه بتحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية ستتحقق الاستدامة الإنتاجية بشكل أكبر، ما يضمن توافر الدواجن ومنتجاتها بأسعار مناسبة للمستهلكين، كما أن تحسين ظروف العمل للمربين سيسهم فى تحسين مستوى معيشتهم وزيادة فرص العمل فى هذا القطاع.

وقال إن مبادرة تحويل مزارع الدواجن للعمل بالطاقة الشمسية تعكس رؤية الحكومة نحو تحسين القطاعات الحيوية وتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية فى كيفية التعامل مع التحديات التى تواجه القطاع الداجنى، وتفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الأمن الغذائى وتحسين الظروف الاقتصادية للمربين، من خلال الدعم المالى، والتشجيع على استخدام الطاقة النظيفة يمكّن القطاع الداجنى من أن يشهد تطورًا كبيرًا ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطنى والمجتمع ككل.

زيادة حجم الإنتاج بشكل كبير

رأى محمد العنانى، أحد كبار مربى الدواجن، أن الهدف الأساسى من هذه المبادرة تخفيف الأعباء المالية على المربين، مؤكدًا: «هذه مبادرة جيدة، ولكن الأهم أنها ستقلل من التكاليف بشكل كبير، خاصة أن عدادات الكهرباء للمزارع تعتبر تجارية».

وأوضح «العنانى» أن مزارع الدواجن تعتمد بشكل كبير على الكهرباء لتشغيل المعدات اللازمة لتربية الدواجن، مثل الإضاءة والتدفئة والتهوية، لافتًا إلى أنه بتحويل هذه المزارع لاستخدام الطاقة الشمسية يمكن تقليل تكاليف الكهرباء بشكل كبير، وهذا بدوره سيؤدى إلى خفض تكلفة الإنتاج الكلية للدواجن.

وأشار إلى أنه حاليًا تصل تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من الدواجن فى المزارع إلى حوالى ٧٥ جنيهًا، ومع تقليل تكاليف الكهرباء بفضل استخدام الطاقة الشمسية يمكن أن تتراجع هذه التكلفة بشكل ملحوظ، ومن ثم يزداد العرض فى السوق، ما يؤدى إلى انخفاض الأسعار.

وأضاف أن انخفاض تكلفة الإنتاج ليس الفائدة الوحيدة لاستخدام الطاقة الشمسية فى مزارع الدواجن، فتخفيض التكاليف سيحفز المربين على زيادة حجم الإنتاج، ما يعزز من قدرة السوق على تلبية الطلب المتزايد، وهذه الزيادة فى العرض ستسهم فى تحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب، ما يؤدى إلى استقرار الأسعار فى السوق.

وتابع: «هناك أيضًا فوائد اقتصادية؛ فاستخدام الطاقة الشمسية له فوائد بيئية كبيرة، فهى تعتبر طاقة نظيفة ومتجددة، وبالتالى ستسهم فى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء».

ولفت إلى أن الكثير من مزارع الدواجن يعتمد فى الوقت الحالى على مصادر طاقة تقليدية، مثل الكهرباء من الشبكة العامة، أو مولدات الديزل، وهذه المصادر ليست فقط مكلفة بل أيضًا تسبب تلوثًا بيئيًا كبيرًا، وبفضل الطاقة الشمسية يمكن تحقيق تحول نحو استخدام طاقة مستدامة تقلل من التأثير البيئى السلبى وتسهم فى الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

وكشف عن أنه رغم الفوائد المتعددة لهذه المبادرة، فإن هناك تحديات تواجه تطبيقها، منها تكاليف تركيب أنظمة الطاقة الشمسية والصيانة الدورية لها، ولكن مع الدعم الحكومى والشراكات مع القطاع الخاص، يمكن تجاوز هذه التحديات وتحقيق نجاح المبادرة.

وقال: «تكاليف تركيب الألواح الشمسية يمكن أن تكون مرتفعة نسبيًا، لكن على المدى الطويل فإنها توفر الكثير من التكاليف التشغيلية، إضافة إلى ذلك يحتاج المربون إلى تدريب على كيفية صيانة وتشغيل أنظمة الطاقة الشمسية بفاعلية لضمان أقصى استفادة منها».

وأكد: «لضمان نجاح تطبيق هذه المبادرة، يلزم توفير دعم حكومى قوى، سواء من خلال منح أو قروض ميسرة للمربين لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، كما يمكن أن تلعب الشراكات مع القطاع الخاص والشركات المتخصصة فى الطاقة الشمسية دورًا مهمًا فى توفير الحلول التكنولوجية المتقدمة وتقديم الدعم الفنى».