رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى موسى النبيّ

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى موسى النبيّ، وحسب التوراة، هو نبي وقائد خروج بني إسرائيل من مصر "أرض العبودية"، ومشرّع هام. تأتي الوصايا العشر التي تلقفها منقوشة على لوحين في جبل حوريب في قمة الآثار المرتبطة به، والتي تشكل الأساس التشريعي الأبرز في التراث اليهودي المسيحي .

 ينتسب موسى إلى سبط لاوي بن يعقوب، وإذ ولد وقضى طفولته وشبابه في مصر في كنف آل فرعون، دعي : بالرجل المصري. كان شقيقه الأكبر هارون، نبيًا مثله، ومعاونًا له في رسالته، ومؤسسًا للسلالة الكهنوتية اليهودية التي استمرت حتى عهد الملك سليمان ثم على رتبة هارون حتى ذريته لغاية اندثار الهيكل الثاني في القرن الأول للميلاد.  إن موسى ترك خلافته في قيادة بني إسرائيل إلى يشوع بن نون بناءً على أمر إلهي. تنسب التوارة إلى موسى عددًا وافرًا من المعجزات، كشقّ البحر الأحمر، والعصا التي تحولت إلى أفعى، وضرب مصر بالضربات العشر. توفي موسى ابن مئة وعشرين سنة.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: في أثناء عملنا الرّعويّ اليوميّ، كثيرًا ما نسمع ما يخدّش آذاننا، عندما نسمع ما يقوله البعض، من الذين تشعلهم الغيرّة الدينية وبالرّغم من ذلك هم بعيدون عن الصواب، ويعوزهم سداد الرأي والتوازن في خضم الأحداث حيث يعيشون ويتألبون. إذ لا يرون في الوضع الحاليّ للمجتمع إلا خرابًا ودمارًا ومصائب. ولا ينفكون يقولون بأنّ مجتمعنا أسوأ بكثير من العصور الخوالي؛ يتصرّفون كما لو التاريخ، سيّد الأزمنة، لم يكن بوسعه أن يعلّمهم شيئًا وكما لو كانت المجامع السابقة كاملة ولا غبار عليها فيما يتعلّق بالعقيدة المسيحيّة والمسائل الأخلاقيّة وحرّيّة الكنيسة.

يبدو لنا من الضروري التأكيد على عدم موافقتنا على ما يقوله أنبياء الشؤم هؤلاء، الذين ينذرون دائمًا بالمصائب، كما لو أنّها نهاية العالم.

في سياق الأحداث الحاليّة، وبينما يمرّ المجتمع في منعطف، من الأفضل لنا، أن نتعرّف على المخططات السرّية للعناية الإلهيّة، التي تبلغ ذروتها من خلال تعاقب الأزمنة والأعمال البشريّة وتنظّم كلّ شيء بحكمة، وحتى الأحداث المضادّة، من أجل خير الكنيسة.