رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغبة فى الانتقام.. جندى إسرائيلى يعترف بنهب وسرقة منازل الفلسطينيين بغزة

حرب غزة
حرب غزة

كشف جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكات وتدمير زملائه منازل وممتلكات الأهالي في غزة، وسرقة المقتنيات الشخصية والتذكارية فقط بدافع الانتقام.

وقال يوفال غرين، جندي مظلي في جيش الاحتلال، قرر ترك الخدمة، إن الجنود الإسرائيليين تعمدوا تدمير ونهب منازل سكان غزة "رغبة في الانتقام"، لا في خضم العمليات العسكرية.

وتطرق الجندي الإسرائيلي، خلال تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى سلوك وأفعال زملائه أثناء خدمتهم في غزة، واليوم الذي قرر فيه إخبار قادته بأنه لم يعد بإمكانه أن يكون جزءا من وحدته.

وقال "غرين" إنه خدم في محيط غزة في نوفمبر من العام الماضي، قبل إرساله إلى داخل القطاع في الثاني من ديسمبر، حيث أمضى 51 يوما بمدينة خان يونس جنوبا.

شيطنة للفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر

وتابع غرين: "الغضب الذي شعر به الإسرائيليون بعد السابع من أكتوبر، والدعوات إلى الانتقام كانت تظهر علانية، في وحدتي كان الجنود ينتظرون إرسالهم إلى غزة"، واصفا ذلك بأنه "شيطنة للفلسطينيين".

وأردف: "في الأيام التي سبقت دخولنا إلى خان يونس كانت هناك أجواء شيطنة متنامية لسكان غزة"، مضيفا أنه سمع أشخاصا "يتحدثون عن القتل وتدمير غزة بالكامل، وأصبح محو القطاع شيئا يناقَش وكأنه فكرة مشروعة".

وأضاف الجندي الإسرائيلي أن قادة الجيش كانوا يقولون أشياء مثل: "لن تكون لدينا أي حدود في غزة هذه المرة"، وأكد أنه شهد تدميرا غير ضروري لمنازل ومنشآت الفلسطينيين.

وقال غرين: "رأينا الكثير من الدمار الذي لم يكن مرتبطا بالضرورة بأسباب عسكرية، فالجنود كانوا يدمرون المنازل لأنهم يعتقدون أنهم يجب أن ينتقموا لما حدث في 7 أكتوبر".

ولفت إلى أن أحد الأشياء التي أزعجته أكثر من غيرها كانت مشاهدة جنود في وحدته ينهبون منازل الغزاويين، قائلا: "ترى النهب من قبل أقرانك طوال الوقت، كان هذا شيئا من الصعب جدا بالنسبة لي رؤيته، كان الجنود يأخذون هدايا تذكارية من منازل الفلسطينيين، وهو ما أعتقد أنه يتعلق بشكل مباشر بالشيطنة التي رأيناها قبل دخول خان يونس".

نهب القلائد التذكارية والرسم على جدران المنازل

وأوضح الجندي الإسرائيلي أن زملاءه كانوا ينهبون القلائد ويرسمون على الجدران، ويتركون وراءهم أضرارا غير ضرورية تماما بالمنازل.

وقال غرين: "أعتقد أن القادة الأعلى رتبة في الجيش يعتقدون أنه لا ينبغي أن يحدث هذا، النهب أو الكتابة على الجدران، لكنني لا أعتقد أن الجيش لديه القدرة على وقف ذلك، وأعتقد أن الأمر كله يعود إلى الجنود في الميدان، لا يمكنك منع أي جندي من القيام بأي شيء".

وكشف عن أسبابه لمغادرة وحدته، وهو أمر من قائد له بحرق منزل كان الجنود يتمركزون به، مستدركا: "في مرحلة ما أمر قائد فصيلتي بحرق المنزل الذي نقيم فيه، ذهبت إليه واقتربت منه وسألته: لماذا نفعل ذلك؟ أعطاني بضعة أسباب، وأعتقد أن هذه الأسباب لم تكن قوية بما فيه الكفاية".

واستطرد: "كانت أسبابا عسكرية لكنها مختلطة بأسباب انتقامية، الآن أعتقد أن هذا هو ما يحدث في غزة، تفعل إسرائيل الأشياء لأنها بحاجة إلى تحقيق نوع من الغرض العسكري، لكن كل هذا يختلط بحاجتنا، أو حاجة إسرائيل، للانتقام".

وتابع: "قلت له إنني لست على استعداد للمشاركة في ذلك، أنا لا أدمر منزلا ينتمي إلى عائلات ستصبح بلا مأوى، أنا سأغادر"، ورحلت فورا مع السيارة التالية التي خرجت من القطاع.

وذكر أنه قرر التحدث علنا للضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول وقف إطلاق النار وإبرام صفقة المحتجزين، لكن إسرائيل لم تتوقف عن اتهام قيادة "حماس" بالتسبب في منع الوصول إلى اتفاق.

وأضاف الجندي السابق: "أعتقد أن هناك صفقة ملموسة على الطاولة الآن، وحماس توافق عليها، وهي منطقية.. هذه الصفقات تقول إن جميع المحتجزين سيتم إطلاق سراحهم، لكن إسرائيل لا تقبل بإنهاء الحرب، هذا جنون".

واعتبر أن رفض إسرائيل قبول الصفقة كان سببا في مقتل المحتجزين، مؤكدا أن أكثر من 10 محتجزين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي بشكل مباشر.

يجدر الإشارة إلى أن "غرين" شارك في يونيو الماضي مع 40 جنديا احتياط آخرين في التوقيع على رسالة رفضوا فيها الخدمة في رفح جنوبي قطاع غزة، وهو واحد من 3 جنود فقط كشفوا عن موقفهم علنا، وأعربت أسرته وأصدقاؤه عن قلقهم إزاء قراراته.