رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون دوليون: حماس تعافت من اغتيالات سابقة لقادتها واغتيال هنية لن يزعزع استقرارها

إسماعيل هنية
إسماعيل هنية

استبعد محللون دوليون أن يزعزع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في إيران استقرار الحركة على المدى الطويل، مشيرين إلى أن الحركة تعافت من اغتيالات سابقة لقادة سياسيين وعسكريين.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - في تقرير لها اليوم الأربعاء - أن هنية كان الشخصية الأبرز التي تدير علاقات "حماس" الدولية، وأحد الوجوه الأكثر شهرة في الحركة على مستوى العالم، وأنه من مقره في الدوحة بدولة قطر، ساعد في قيادة الحركة في مفاوضات عالية المخاطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وألقى خطابات نارية تم بثها في جميع أنحاء العالم.

ونقلت الصحيفة عن إبراهيم مدهون المحلل المقيم في إسطنبول، والمقرب من حماس، قوله "إن اغتيال هنية ضربة قوية، ولكن حماس واجهت هذا الوضع في الماضي وخرجت أقوى من تلك السيناريوهات".

 واستعرضت الصحيفة القائمة الطويلة لقادة "حماس" الذين اغتالتهم إسرائيل، وتشمل الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حماس" وزعيمها الروحي عام 2004، وصلاح شحادة مؤسس جناح الحركة المسلح عام 2002، وعبدالعزيز الرنتيسي أحد كبار قادة "حماس" في غزة عام 2004 أيضًا، وأحمد الجعبري أحد كبار القادة عام 2012.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن "اسم إسماعيل هنية كان مرادفًا على مدار عقود من الزمان لاسم "حماس"، حيث خدم في بعض أبرز المناصب في الحركة ولعب دورًا متوازنًا بين الجناحين العسكري والسياسي للحركة"، لافتة إلى تصريح مخيمر أبوسعدة أستاذ العلوم السياسية من مدينة غزة بأن اعتماد حماس على مؤسساتها، وليس على أفراد محددين، ساعدها في التغلب على عمليات اغتيال قادتها في الماضي، مشيرًا إلى أن هناك تركيزًا على أشخاص معينين في حماس، إلا أن غياب هؤلاء الأشخاص لا يؤدي إلى فراغ، لأن حماس لديها مؤسسات وهذه المؤسسات مستعدة لملء أي فراغ.

ورجحت الصحيفة أن يكون زعيم "حماس" السياسي القادم شخصية مقيمة خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، لأن المنصب يتطلب السفر غالبًا، موضحة أنه عندما انتخب هنية لأول مرة لرئاسة المكتب السياسي لحماس ظل في مدينة غزة "مسقط رأسه"، ثم انتقل لاحقًا مع بعض أفراد عائلته إلى الدوحة.

وتوقعت أن يكون خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة من بين المتنافسين على منصب هنية، مبينة أن مشعل كان مقيمًا لفترة طويلة في الدوحة، وكان غالبًا ما يجلس بجانب هنية في اجتماعات مع الوزراء وكبار الشخصيات.. كما توقعت أن تكون تداعيات خسارة هنية "قصيرة الأجل" على الحركة.

وفي هذا الصدد، رجح مخيمر أبوسعدة أن تنسحب "حماس" من محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، على الأقل لبضعة أيام أو أسابيع، لتعاود في نهاية المطاف إلى مفاوضات وقف الحرب، ومنح الفلسطينيين في غزة فترة راحة، مضيفًا أن "خيارات حماس محدودة، والجناح العسكري لها قد ضعف في غزة، وقد تقرر الرد بشن هجوم في الضفة الغربية المحتلة".

ولفت إلى أنه إذا ألقت إيران بثقلها للرد على هذه الواقعة، خاصة أن الاغتيال كان داخل حدودها، فإن ذلك قد يشكل تحديًا أكثر أهمية لإسرائيل.. فيما رأت "نيويورك تايمز" أن حماس ليس أمامها سوى القليل من الأوراق التي يمكن أن تلعب بها في الرد على اغتيال هنية بمفردها، لكونها في حالة حرب مع إسرائيل طوال 10 شهور تقريبًا.