رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سوء سلوك الجينات".. ظاهرة لدى الأصحاء تثير حيرة العلماء

الجينات
الجينات

درس فريق من العلماء ظاهرة "سوء سلوك الجينات"، حيث تحدث أخطاء في النشاط الجيني، لدى البشر الأصحاء لأول مرة.

يحتوي الجينوم البشري على حوالي 19900 جين، وتشكل هذه الجينات جزءا من دليل التعليمات لأجسامنا، حيث تقوم بتشفير البروتينات اللازمة للقيام بوظائف الخلية.

ويتضمن التنظيم الجيني السليم تفعيل هذه التعليمات الجينية وإيقافها حسب الحاجة، اعتمادا على الدور المحدد للخلية أو العوامل البيئية. وعندما يفشل هذا التنظيم ويتم تنشيط الجين غير النشط أو "التعبير عنه"، فإنه يمكن أن يعطل وظيفة الخلية الطبيعية.

وبهذا الصدد، حدد علماء معهد Wellcome Sanger وجامعة كامبريدج وأسترازينيكا، عدة آليات وراء أخطاء النشاط الجيني قد تساعد في تطوير علاجات مستهدفة لتصحيح التعبير الجيني.

واكتشف فريق البحث أن "سوء سلوك الجينات" منتشر على نطاق واسع بين الأشخاص الأصحاء، حيث تبين أن أكثر من نصف الجينات، التي يجب أن تكون غير نشطة، تعبّر عن نشاط معين غير متوقع.

وفي حين ربط العلماء "سوء سلوك الجينات" في السابق بالعديد من الأمراض النادرة، إلا أن سبب حدوث ذلك لدى عموم السكان غير معروف أو مفهوم.

وفي الدراسة، حلل العلماء عينات دم من 4568 فردا سليما، واستخدموا تقنيات تسلسل الحمض النووي الريبي المتقدمة لقياس نشاط الجينات، وكذلك تسلسل الجينوم بأكمله لتحديد التغيرات الجينية الكامنة وراء نشاط الجينات غير المنتظم.

ووجد الفريق أن "سوء سلوك الجينات" كان نادرا على مستوى الجينات الفردية، حيث حدث في 0.07% فقط من الجينات، إلا أن جميع العينات تقريبا "96%" كان بها بعض التعبير الجيني الخاطئ، حيث أظهر أكثر من نصف الجينات "غير النشطة عادة" سلوكا خاطئا.

ووجد العلماء أيضا أن هذه الظاهرة يمكن أن تكون ناجمة عن تغيرات هيكلية نادرة في الحمض النووي.

وفي حين أن الدراسة تظهر أن سوء سلوك الجينات أمر شائع، إلا أن هذه الظاهرة قد لا تؤدي دائما إلى مشاكل صحية.

وتوفر النتائج أداة قيمة لمزيد من التحقيق في تعقيدات علم الوراثة البشرية والأمراض، ما قد يساعد في تشخيص وتطوير علاجات للحالات الناجمة عن سوء سلوك الجينات.

وقال توماس فاندرستشيل، المعد الأول للدراسة: "حتى الآن، كنا ننظر إلى خطر الإصابة بالأمراض من خلال عدسة الجينات النشطة للغاية. وتكشف دراستنا عن أن النشاط الجيني "غير العادي" أكثر شيوعا بكثير مما كان يعتقد سابقا. نحن بحاجة إلى النظر في الصورة الكاملة، بما في ذلك الجينات التي لا ينبغي أن تكون نشطة، ولكنها تكون كذلك في بعض الأحيان".

نُشرت الدراسة في المجلة الأمريكية لعلم الوراثة البشرية.