رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يتنصل حزب الله من مسئولية الهجوم على مجدل شمس؟

هجوم مجدل شمس
هجوم مجدل شمس

 يتباهى حزب الله بهجماته على إسرائيل سواء خلفت ضحايا أم لا، ويقوم بنشر فيديوهات ويردد الأمين العام للحزب حسن نصرالله في خطاباته إنه هاجم إسرائيل بفخر ويعرضه كإنجاز، إلا أن الحزب ينفى ويتنصل من الهجوم على قرية مجدل شمس حيث قتل 12 طفلًا، وأصيب العشرات، أمس السبت، عندما سقط صاروخ على ملعب لكرة القدم بالقرب من ملعب في مجدل شمس، وهي قرية درزية في مرتفعات الجولان. 

وجاء الصاروخ من لبنان، حيث يقصف حزب الله إسرائيل بلا هوادة منذ اندلاع الحرب في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله هو الذي أطلق الصاروخ، ولكن للمرة الأولى، نفى حزب الله الاتهامات. 

يتنصلان من المسئولية

حزب الله ولبنان يحاولان التنصل من المسئولية عن الهجوم الذي وقع في مجدل شمس وأسفر عن مقتل 12 طفلًا، وهذا موقف نادر من جانب حزب الله، الذي عادة ما يتفاخر بهجماته. ومع ذلك، فهو يعلم أن قتل الأطفال ليس أمرًا جيدًا بالنسبة لتنظيم قدم نفسه على أنه مقاومة.

سعى حزب الله إلى التنصل من الهجوم مدعيًا ​​أن هجوم السبت على ملعب كرة القدم ربما كان بسبب صاروخ إسرائيلي مضاد للصواريخ. كما أدان رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي الحادث الصاروخي في منطقة مجدل شمس. 

نفى المتحدث الإعلامي لحزب الله محمد عفيف المسئولية عن الحادث، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية. وزعم التقرير الإعلامي نفسه أن الهجمات الأخيرة التي شنها حزب الله "ضربت ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية، شملت عشرات صواريخ الكاتيوشا بالإضافة إلى صواريخ بركان". وقالت إسرائيل إن الهجوم على مجدل شمس تم باستخدام صاروخ فلق-1 برأس حربي إيراني الصنع يزن 50 كجم.

بحسب وسائل إعلام رسمية إيرانية، فإن "لبنان رفض رسميًا ادعاء إسرائيل وبعض التقارير الإعلامية الغربية التي ألقت اللوم على حركة المقاومة حزب الله في هجوم صاروخي قاتل على مرتفعات الجولان السورية أمس السبت.

فيما رفض رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري الادعاءات بأن حزب الله متورط في الهجوم. بل زعم بري أن حزب الله يلتزم "بقوانين الحرب ولا يستهدف المدنيين". 

فيما صرح مسئول أمريكي لقناة العربية بأن الصاروخ الذي أطلق على مجدل شمس كان من حزب الله. وأضاف المسئول: "من غير الواضح ما إذا كان ذلك عن طريق الخطأ، لكن التقديرات تشير إلى أن الحزب هو الذي أطلقه".

محاولة منع حرب أكبر

تكاتف القوى في لبنان مع حزب الله في التنصل من الهجوم على مجدل شمس، والتفسير هو أن الإنكار في لبنان يهدف إلى منع اندلاع حرب أكبر، من ناحية أخرى، فإن حزب الله يدرك أن هذا الهجوم قد يثير غضب الدروز في لبنان وسوريا.

كانت جميع الهجمات الأخرى التي تُشن من الأراضي اللبنانية تُنسب بسرعة كبيرة إلى حزب الله، ولم تلق أي إنكار من جانبه، لكن لأن مجدل شمس هي قرية درزية، ويسكنها في المقام الأول فرع من الإسلام الشيعي، ما دفع حزب الله إلى نفس الهجوم ما يتناقض تمامًا مع أفعاله السابقة، كما هو واضح أن قتل الأطفال الصغار من الدروز في مرتفعات الجولان، الذين لا تقبل الغالبية العظمى منهم الجنسية الإسرائيلية، كان خطأً لا يريد حزب الله تحمل مسئوليته، الذي يتفاخر بقتل اليهود وليس الدروز.

وهناك أكثر من سابقة على هجوم حزب الله على قرى عربية درزية ومسلمة ومسيحية في شمال إسرائيل. فقد قصف ملعب كرة قدم في حرفيش في الخامس من يونيو. كما استهدف بلدة عرب العرامشة العربية البدوية عدة مرات على الحدود. كما تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في الجش وفي فسوطة، وهما بلدتان مسيحيتان في شمال إسرائيل.