أى هدنة لإيقاف حرب غزة.. مؤجلة إلى ما بعد "روما"!
لماذا "روما".. والسفاح في بيتهم؟
سؤال يشغل الإعلام ومراكز الدراسات الجيوسياسية الأمنية، فكما تناقلت شبكة "رويترز" عن الإعلام الغربي، تأكد عن مصدر مطلع، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه" وليام بيرنز يلتقي مطلع الأسبوع المقبل، الأحد غالبا، في العاصمة الإيطالية روما مع مدير جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ورئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فيما لم يتضح إن كان الاجتماع سيشمل مشاركة وفد من حركة حماس (..) بهدف استكمال حيثيات النتائج التي تجري عليها دراسة ومقارنة الردود من أطراف الصراع، بما في ذلك الخلافات الأمنية، بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
ما رشح ان اجتماع روما، يبدو كأنه مثل أي اجتماع تفاوض، من ضمن مفاوضات الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة ورفح وإطلاق سراح الأسرى والرهائن والمساجين الذين تحتجزهم دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، وأيضًا من هم عند حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.
.. اعتمد في نشر الخبر، ما أحيط به من تكهنات، تناقش: لماذا روما؟ ولماذا لم تقنع المخابرات الأمريكية نتنياهو السفاح، وهو في عقر دارهم، بمجمل ظروف المفاوضات؟ وماذا سيضيف اجتماع روما من جديد في ملف المفاوضات، الذي عملت عليه طويلا وفود أمنية مصرية وقطرية وأوروبية، عدا عن دور الوسيط الأمريكي والضغوط الظاهرة على ومع الوفد الأمني الإسرائيلي؟
هذا ما كشفه موقع "أكسيوس" الأمريكي، وهو أول من أورد، أن روما تستقبل اجتماعات نوعية بين الأطراف كافة، الوسطاء وغيرهم من الدول الأوروبية والعربية.
.. إن طبيعة الأسئلة ذات بعد سياسي أمني، وهو يأتي في وقت يتداول فيه الإعلام الإسرائيلي والدولي، ما أوردته صحيفة "معاريف" التي كشفت عن أنه: من الناحية الاستراتيجية، ليس لدى "إسرائيل" اتجاه أو طريق أو هدف واقعي بالنسبة لإيقاف الحرب على غزة ورفح، وما قد - في التحاليل الجيوسياسية الامنية- ينعكس على التصعيد في الحدود اللبنانية في شمال فلسطين المحتلة.
* السفاح نتنياهو ووفد روما
مسار روما، يتفاوض بمرونة شبة معدومة، فالوضع سياسيًا متعلق بفشل نتائج زيارة السفاح المهرجانية.. وكيف وقف المرشح الجمهوري الرئاسي ترامب، الذي قدم دعمًا لدولة الاحتلال، يقصد منه التلويح السياسي ضد كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي.
وقد اتخذ السفاح نتنياهو، ذات المواقف وقال:
1: إن إسرائيل سترسل فريقًا للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، إلى روما.
2: إن هناك بعض التقدم في المحادثات بفضل الضغط العسكري، وأن "الوقت سيظهر ما إذا كنا قريبين من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار".
موقع "أكسيوس" الأمريكي أكد أن مدير "سي آي إيه" وليام بيرنز، سيلتقي الأحد في روما، رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ورئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
الاجتماع، بحسب مصادر أمريكية؛ لا يتوقع أن يتضمن مفاوضات مفصلة حول نقاط الخلاف المتبقية، إزاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الأسرى، ولكنه سيركز بشكل رئيسي على:
* أولًا: وضع استراتيجية المضي قدمًا في المفاوضات.
* ثانيا: تعهد، من السفاح، خلال اجتماع مع الرئيس جو بايدن، بإرسال "اقتراح محدث خلال يومين" إلى الولايات المتحدة والوسطاء القطريين والمصريين، لتسليمه إلى حركة حماس.
* ثالثًا: إن بايدن ومستشاريه غير متأكدين مما إذا كان نتنياهو يريد حقًا التوصل إلى اتفاق، أم أنه يماطلُ لمنع حكومته من الانهيار.
* رابعًا: إن السفاح نتنياهو يريد صفقة من المستحيل الحصول عليها، وهو ما يعني أن مفاوضات وقف إطلاق النار تتجه نحو أزمة بدلًا من التوصل إلى صفقة.
* خامسًا: قال السفاح نتنياهو، في تعنت واضح ينذر بالعودة إلى نقطة الصفر، وهدم مسار المفاوضات- لشبكة "سي إن إن": "حسنًا، نحن نحاول الحصول على اتفاق، إلى الحد الذي تفهم فيه حماس أنه لا يوجد خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة من شأنه تسريع التوصل إلى اتفاق".
وقال إنه يأمل أن تكون الأمور بعد هذه الزيارة أقرب إلى وقف إطلاق النار، لكن "الوقت سيخبر"، وحدد التوجه السياسي والأمني لدولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية بالقول: "إذا فزنا، فسيكون الأمر بسيطًا للغاية. كل شيء سينجح بسرعة كبيرة. إذا لم نفعل ذلك، فقد ينتهي الأمر بحروب كبرى في الشرق الأوسط وربما حرب عالمية ثالثة".
*
معطيات اجتماع روما، تأتي- عمليا- في الوقت الذي تريد فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي، خلط أشهر من المفاوضات بين عواصم صنع القرار واشنطن وتل أبيب، القاهرة الدوحة، إلى إدخال تعديلات على خطة للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن لدى حماس، مما يعقد التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح، والمجازر اليومية، المجاعة والإبادة الممنهجة منذ أكثر من تسعة أشهر، التي دمرت قطاع غزة ورفح والشجاعة والنصيرات وتواصلت إلى اقتحامات في الضفة الغربية والقدس.
* روما فيني.
انتقال مفاوضات إيقاف الحرب على غزة، تعيد إلى الذاكرة فيلم (8½)، الذي أخرجة المخرج الإيطالي العبقري "فيديريكو فيني". وهو شارك في تأليف السيناريو ليفوز بجائزتي أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية وأفضل تصميم أزياء "بالأبيض والأسود". اعتُرف به فيلمًا طليعيًا ومؤثرًا بشدة،
. 8½ فيلم قد يكون معتبرًا عن جدوى اجتماع روما، كوميديا سريالية درامية إيطالية من إنتاج عام 1963 ومن عمقة السياسي، في حبكة تتحدث عن التشتت في الواقع الإنساني لسنوات الضياع والحروب،
يحكي قصة مخرج سينمائي إيطالي شهير، يعاني "قفلة المخرج". متعطلًا خلال فيلم الخيال العلمي الجديد خاصته، الذي يتضمن إشارات مبطنة لسير ذاتية واقعية، يفقد اهتمامه وسط صعوبات في حياته الشخصية والفنية. خلال محاولته التعافي في منتجع صحي فاخر، ما يهدد فكريًا وسياسيًا حياة البشرية... وفي محاولة، قد لا تكون أخيرة، لحمله على العمل على الفيلم، إلا أنه يتجنب موظفيه، ويتجاهل الصحفيين، ويرفض اتخاذ القرارات، ولا يخبر الممثلين بأدوارهم حتى. مع تزايد الضغط لبدء التصوير.
.. فيلني روما، وضع ما يحدث لتكوين فكرة ورؤية، وفي اجتماع روما، عودة لفهم فكرة المقاومة، وموقف الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني من حركات المقاومة في قطاع وبلد وشعب محتل، تمارس عليه كل صنوف الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية قضيتة، بحثا عن سيادة إسرائيلية، عنصرية يقودها سفاع العصر نتنياهو، في وقت ضياع للمجتمع الدولي، متاهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وغيرها من منظمات وقوى العالم التي تنادي بالسلم العالمي!