رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدعم المطلق لـ«إسرائيل».. ثابت لا يتغير فى سياسات الديمقراطيين والجمهوريين

بايدن وترامب
بايدن وترامب

أشعل إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل التكهنات حول فرص منافسه الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض مرة أخرى.

ودخل الديمقراطيون منطقة مجهولة وغير مؤكدة يوم الأحد بعد إعلان بايدن أنه ينهي حملته لإعادة انتخابه قبل أسابيع فقط من ترشيح الحزب الديمقراطي له رسميًا.

وسارع الديمقراطيون، بما في ذلك بايدن وبيل وهيلاري كلينتون، والكتلة السوداء في الكونجرس، إلى توحيد الصفوف حول نائبة الرئيس كامالا هاريس كمرشحة للحزب. 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن ترامب قد يواجه انتقادات من حيث العمر وسلامة القوى العقلية، لا يمكن استخدامها ضد هاريس، فقد يكررها الديمقراطيون ضده باعتباره الآن، أكبر المرشحين سنًا.

ويتابع سكان الشرق الأوسط السباق نحو البيت الأبيض وتأثير وصول أي من المرشحين للمنصب على قضايا وأوضاع الشرق الأوسط، والملفات الشرق أوسطية التي تشغل الرئيس الأمريكي المرتقب.

الدعم المطلق لإسرائيل

وقال المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، إن دور الرئيس في الولايات المتحدة مهم في صناعة السياسة الخارجية، ودور الحزب أيضا مهم، ولكل حزب رؤيته الخاصة تجاه القضايا الدولية والإقليمية والصراعات والعالمية، لكن سياسة الولايات المتحدة سياسة دولة تجاه هذه القضايا.

وأضاف الحوارات لـ"الدستور"، أن سياسة واشنطن تجاه الشرق الأوسط واضحة، وهي تدعم إسرائيل مهما تغير الحزب الحاكم، وموقفها من صعود الصين واحد، لكن يمكن أن يتغير مثلا بالنسبة لروسيا. فالحزب الديمقراطي مختلف تماما عن رؤية دونالد ترامب الذي يرى أن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي ومع حلف الناتو يشوبها غبن كبير بحق الولايات المتحدة.

وتابع بقوله: بالنسبة لمنطقتنا، نجد أن الثابت الرئيسي بين الحزبين هو دعم إسرائيل، ولكن كيفية وماهية هذا الدعم هي التي تتغير، لافتا إلى أن ترامب لا يميل إلى الحروب ونشر القوات الأمريكية كثيرا، بينما الحزب الديمقراطي عموما ربما يتوجه باتجاه الشرق نحو الصين، لكنه ليس ميالا لترك فراغ في القوة.

وشدد الحوارات على أن أهم قضية في الشرق الأوسط هي القضية الفلسطينية. وترامب يدعو لجعلها قضية محلية، وليست قضية دولية، وبالتالي هي قضية التزامات مالية حقوقية تتعلق بكتلة سكانية وليست بحقوق سياسية، لكن الحزب الديمقراطي يرى أهمية للالتزام بالقرارات السابقة والمتعلقة بالسير في عملية سلام تؤدي إلى اعتراف متبادل بين الطرفين.

تهديد مصالح واشنطن

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، أن تغير الرئيس ليس له علاقة بتغير السياسة الأمريكية، وإنما آلية تنفيذ تلك السياسة هي التي تتغير.

وأضاف الصوافي لـ"الدستور"، أن الفرق بين الجمهوريين والديمقراطيين هو طبيعة السياسة المعروفة عن نهج الجمهوريين بالتدخل المباشر لحماية مصالحها الاستراتيجية التي تعبث بها بعض دول المنطقة وأذرعها السياسية.

واستطرد: أما نهج الديموقراطيين فيكون أكثر ليونة مع إيران مثلا، ولكن الاثنين سياستهم واحدة هكذا. ولذا على دول المنطقة وخاصة العرب عدم الرهان كثيرا على الشخص الذي سيسكن البيت الأبيض.

وتابع بقوله: ترامب معروف بمواقفه تجاه الملفات التقليدية مثل إسرائيل وإيران، حيث سيكون الدعم الواضح لإسرائيل عنوانه، خاصة أنه في الفترة الرئاسية الأولى له هو من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أما ما يخص أمن المنطقة فهو يتعامل بمنطق التاجر؛ المال مقابل الدفاع، أما كامالا هاريس من وجهة نظري ستستمر بنفس سياسة بايدن وأوباما من قبل، دعم إسرائيل وليونة مع إيران وارتفاع حدة الخلافات مع الدول العربية.

وأوضح أن قضية أمن إسرائيل أهم الملفات التي تشغل أي رئيس أمريكي في الشرق الأوسط، والحد من استمرار إيران في سياستها لتهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة للقضايا الإنسانية التي يركز عليها الديمقراطيون مثل الحريات الشخصية والديمقراطية وغيرها، والتي تجعلها تتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وغيرها من دول المنطقة.