رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقص أدوية الأورام والمفاصل.. حكايات من دفتر آلام المرضى

أدوية
أدوية

يعاني هشام الشامي، 30 عامًا، من مرض النقرس (صورة معقدة من التهاب المفاصل)، منذ عامين، وكتب له الطبيب فوار Urivin الذي يدعم المفاصل والالتهابات الشديدة لديه إلى جانب منع بعض المأكولات عنه.

منذ عام ونصف ويعيش هشام على ذلك الفوار وبعض الأدوية الأخرى التي تقيه نوبات الألم حين يشتد النقرس عليه، إلا أنه مؤخرًا بدأ يواجه صعوبات في الحصول على الأدوية على رأسها الفوار: «تخيلت أنها فترة لن تزيد عن أسبوع وتنتهي».

يقول: «تفاجئت باستمرار الأزمة لمدة ثلاثة شهور لا أجد فيه الأدوية الخاصة بالمفاصل والعظام وأولها الفوار الذي يتناوله مرضى النقرس، كل الصيدليات أخبرتني أنه يعاني من نقص شديد لكونه مستورد وليس محلي الصنع».

عاد هشام للطبيب ليكتب له بدائل أخرى تارة يجدها متوفرة ومرات أخرى لا يجدها، وحين يجدها ليست فعالة مثل الأدوية التي إعتاد عليها منذ مرضه وحتى قبل حدوث أزمة نقص الأدوية إلا إنه أصبح مضطرًا لتناولها لعدم وجود بدائل.

هشام أحد مرضى العظام الذين يعانون في الوقت الحالي من نقص أدوية المفاصل، وبعض المضادات الحيوية لكونها مستوردة وليست محلية الصنع وتعتمد على العملة الصعبة في شرائها مما أدى إلى حدوث نواقص في بعض الأصناف.

انفراجة خلال 3 أشهر

واتساقًا مع ذلك، كشف الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، آخر مستجدات ملف نواقص الأدوية بالأسواق، بإن ملف الدواء وحجمه في مصر يتحكم القطاع الحكومي في 30% منه و70% للقطاع الخاص بجميع أشكاله.

وأوضح أن قطاع الصحة في الفترة الماضية يحتاج إلى 350 مليون دولار شهريًا أدوية ومستلزمات للقطاع الطبي في مصر وفي ظل الظروف الماضية نظرًا للظروف الاقتصادية العالمية ونقص العملة تم العمل علي مدار الساعة من جهات الدولة كاملة علي هذا الملف من أجل توفير الأدوية والمستلزمات الطبية.

كما أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن أزمة نقص الأدوية ستنتهي تدريجيًا خلال 3 أشهر، قائلًا: «نعمل على استقرار الأسعار وأن تتخذ مسارًا هبوطيًا في الفترة المقبلة، وعام 2025 سيكون عام التعافي من الأزمة الاقتصادية».

«الدستور» تحدثت في التقرير التالي مع بعض المرضى الذي يعانون من نقص الأدوية باختلاف أمراضهم لمعرفة أبرز النواقص في قطاع الدواء خلال الوقت الحالي.

سميرة: «المضادات الحيوية مختفية في الصدليات»

سميرة يونس، 29 عامًا، تعاني من نقص المضادات الحيوية، إذ أنها مريضة صداع نصفي وتعتمد على أدوية متعددة وفي بعض الأحيان تلجأ إلى مسكنات المضادات الحيوية إذ لم تفلح معها الأدوية المخصصة لعلاج الصداع النصفي إلا إنها لا تجدها مؤخرًا.

تقول: «أنا مريضة صداع نصفي ولدي أدوية خاصة به أتناولها دومًا، إلا أن بعض النوبات لا تتسكن إلا بالمضاد الحيوي فيكون الالتهاب شديد والألم أشد، إلا أن الفترة الأخيرة كلما اشتد الألم وبحثت عن مضاد حيوي لا أجده، لذلك لجأت للاعتماد على البدائل فلا يوجد حل الآن سواها».

بلغ حجم مبيعات الأدوية في مصر خلال الربع الأول من العام الحالي أكثر من 40 مليار جنيه، مقارنة بنحو 29.3 مليار في الفترة نفسها من 2023، و26.8 مليار في ذات الفترة من 2022.