عمرو البطا: وصولي للقائمة القصيرة لجائزة خيري شلبي منحني الثقة
عبر الكاتب عمرو البطا عن سعادته للوصول إلى القائمة القصيرة لـ جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول بدورتها الخامسة لعام 2024، عن روايته "الحياة في الأبراج الرملية"، قائلا: عندما ينتهي أي كاتب من عمله الأول يمتلئ بالإعجاب به حتى يظن نفسه أعظم من تولوستوي، وهذا شعور طبيعي، فلو لم يؤمن بنفسه لما خط حرفا. لكن بمجرد أن يقرأه يتحول ذلك الإيمان المطلق إلى شك مطلق قد يدفع به إلى تمزيقه.
وهكذا يظل الكاتب متأرجحا بين الإيمان المطلق والشك المطلق طالما بقي العمل حبيس درجه ورهن يديه، ولن يمكنه معرفة قيمته الحقيقية إلا عندما يخرج إلى النور ويأخذ حقه في القراءة الواعية. وهذه الجائزة قدمت لي اختبارا لروايتي على مستوى رفيع منحتني الثقة بسمعتها المرموقة، لا سيما وأنها باسم "خيري شلبي" أحد رواد الرواية العظماء في الأدب العربي. لقد تقدمت بروايتي إلى الجائزة بأصابع مرتعشة وأنا أشك في قيمتها، أما الآن فيمكنني القول بكل ثقة: لدي رواية تستحق القراءة.
وكشف البطا في تصريح خاص لـ"الدستور": عن أن رواية "الحياة في الأبراج الرملية" هي حلم استغرق التفكير فيه عشر سنوات من عمري. طوال هذه المدة ظلت الرواية تنمو في داخلي وتمتلئ تدريجيا بالتفاصيل وتسكنني شخوصها. وخلال تلك المدة كنت أكتب بين الحين والآخر بعض القصص القصيرة استطعت من خلالها تجريب السرد وتقنياته وأنا واضع نصب عيني الرواية. وفي الصيف الماضي ٢٠٢٣ شعرت أن الرواية نضجت تماما بداخلي ولو لم أكتبها الآن فربما ستعطب ويزول سحرها عني، وهكذا كتبتها في مدة استغرقت نحو شهرين عشت خلالهما داخل عالمها وصادقت شخوصها لدرجة أنني عندما انتهيت من كتابتها لم أشعر بالسعادة التي كنت أتوقعها بقدر شعوري بالحزن لفراق شخوصها وعالمها.
وعن بداية التحاقه بعالم الكتابة، قال: مبدئيا أنا أعتبر نفسي متطفلا على عالم الرواية، فأنا بالأساس شاعر صدر لي قبل عامين ديوان عن المجلس الأعلى للثقافة ولدي ديوانان تحت الطبع أحدهما على وشك الصدور من الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو الديوان الفائز بمسابقة المجلس الأعلى للثقافة قبل عامين، والآخر سيصدر بإذن الله من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد كان الشعر أول ما بدأت به الكتابة منذ كنت تلميذا في المرحلة الإعدادية حتى الآن، ثم بدأ السرد يستهويني في المرحلة الجامعية فكتبت عددا من القصص القصيرة، وقد سبق لإحدى تلك القصص الفوز بمسابقة "قصص على الهواء" المقدمة من مجلة العربي الكويتية وإذاعة مونت كارلو، كما فازت قصة أخرى بمسابقة تلك القصص الصينية. وعندما أحسست أنني امتلكت ما يكفي من أدوات السرد قررت خوض مغامرة الرواية التي أحلم بها.
وأضاف: من حسن حظ جيلنا أننا في عصر الإنترنت، ولولا الانترنت ربما لما خرجت من عزلتي، فأنا شخصية تقدس العزلة. قرأت إعلان الجائزة عبر صفحات الجوائز الأدبية على الفيسبوك ووجدت الشروط منطبقة علي فتقدمت على الفور عبر البريد الإلكتروني. تقدمت من باب تجربة الحظ، ولم أكن أعتقد أن الحظ سيبتسم لي.
جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول
وكان مجلس أمناء جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول، قد أعلن أمس الأحد عن القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الخامسة 2024، وتأهلت للقائمة روايات: أسماك الزينة، للكاتبة مروى علي الدين ــ الحياة في الأبراج الرملية، للكاتب عمرو البطا ــ أمسيات أطول من اللازم، للكاتبة نسرين زغلول ــ شباك المنور، للكاتبة فاطمة الشرنوبي ــ نسل شهاب الدين، للكاتب أحمد حسني وديع ــ وجوه من هذا البر، للكاتب بلال مؤمن.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز في 9 سبتمبر 2024، بالتزامن مع ذكرى رحيل الروائي خيري شلبي، على أن تقوم دار الشروق بنشر العمل الفائز.
يذكر أن فكرة جائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول، كما أعلنت عنها إيمان خيري شلبي عام 2020 تأتي تخليدًا لذكرى الكاتب الكبير خيري شلبي (1938 – 2011)، وتستهدف تقديم الوجوه الإبداعية الجديدة في عالم الرواية ومساعدة الكتاب الذين لم تتح لهم فرصة النشر من قبل لنشر عملهم الروائي الأول، وتنشر القائمة القصيرة بالتزامن مع ذكرى ميلادها في 21 يوليو.