رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثقب أسود في السودان.. قتلى بالآلاف وخزائن رصاص لا تنفد

الحرب السودانية
الحرب السودانية

فما بين المجاعة والنزوح الجماعي وخزائن الرصاص التي لا تنتهي، يواجه السودانيون كل يوم خيارات مؤلمة في الحرب المندلعة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.

ففي حرب السودان، يجب على الأب أن يقرر ما إذا كان سيترك أطفاله الآخرين خلفه ويحاول إنقاذ ابنه المحاصر خلف الخطوط الأمامية في محاور القتال. ويجب على الطبيب أن يختار بين الهروب إلى المنزل لإنقاذ والديه، اللذين تعرضا للقصف، أو البقاء مع الأطفال في المستشفى الذين تعتمد حياتهم عليه.

والآن، وهي في شهرها الخامس عشر، تزداد الحرب سوءًا. وتتقدم مليشيا الدعم السريع، وتستولي على المزيد من الأراضي وتتسبب في نزوح ملايين السودانيين، مما يؤدي بدوره إلى تأجيج أكبر أزمة جوع في العالم.

أرقام صادمة لحصيلة القتلى المدنيين جراء الحرب السودانية

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 750 ألف شخص على شفا الموت جوعا. فيما قدرت الولايات المتحدة أن الحرب أسفرت بالفعل عن مقتل 150 ألف شخص.

وكشف "مرصد شباب من أجل دارفور" (مشاد) لحقوق الإنسان في إحصائية جديدة، أول أمس، أن ما يقرب من 49 ألف مدنيًا قتلوا أو جرحوا منذ بدء الحرب في أبريل 2023، على يد قوات الدعم السريع.

وأشار المرصد إلى أن من بين القتلى نساء وحوامل وأطفال، في حين أن هناك أكثر من 3496 مدنيًا تعرضوا لإصابات متفاوتة، بينهم 794 شخصًا بترت أطرافهم.

واتهم المرصد قوات الدعم السريع بالقصف المدفعي العشوائي، الذي أدى إلى تدمير المنازل والمرافق الخدمية في مختلف الولايات السودانية.

وأدان بشدة تصرفات قوات الدعم السريع، ووصف استهداف المدنيين بأنه "مؤسف". وحث المجتمع الدولي والمدافعين عن حقوق الإنسان على رفع صوتهم ضد هذه الانتهاكات والجرائم المروعة المرتكبة ضد المدنيين أثناء الحرب.

ودعا المرصد الهيئات القضائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى تكثيف الجهود لمحاسبة قوات الدعم السريع على أفعالها. ويطالب مشهد بمحاكمة قيادات الدعم السريع ومناصريها وتوقيع "عقوبات رادعة" على تلك الانتهاكات. 

يشتد القتال في الخرطوم بحري والفاشر وسنار والنيل الأزرق

وتنتشر قوات الدعم السريع بشكل مكثف الآن في مدينة بحري، التي تُصنف كضلع ثالث للعاصمة الخرطوم. وأصبحت تسيطر عليها بشكل شبه كامل، باستثناء بعض المواقع العسكرية التابعة للجيش السوداني، الذي يسيطر بدوره على مقر سلاح الإشارة وقاعدة حطاب في شرق النيل وسلاح الأسلحة بالكدرو.

ووفقا لما أوردته صحيفة سودان تربيون في تقرير اليوم الأحد، فقد نفذت قوات الدعم السريع أكثر من 30 موجة هجومية على سلاح الإشارة في مدينة بحري، وحاولت أكثر من مرة اقتحام قاعدة حطاب، كما توالي الهجمات على سلاح الأسلحة في منطقة الكدرو شمال المدينة.

 في المقابل، قصف القوات السودانية باستخدام الطائرات المسيّرة، السبت، مواقع تتبع الدعم السريع في جنوب الخرطوم، وسُمع صوت قصف متفرق بينما تصاعدت أعمدة الدخان من منطقة سلاح المدرعات في الصحافة وجبرة والخرطوم بحري.

وأشار الإعلام المحلي إلى أن قوات الجيش تواصل تقدمها غرب أم درمان واستحوذت على أسلحة وذخائر من قوات الدعم السريع.

وفي ولاية النيل الأزرق، تفرض قوات الدعم السريع حزاما عرضيا استراتيجيا يهدف إلى خنق قوات الجيش، ويمنع عنه الإمدادات عبر مفاتيح السيطرة على مدينة "الدمازين".