إسرائيل تستهدف الصرافين فى غزة ولبنان لاتهامهم بتمويل حزب الله وحماس
كشفت مصادر مطلعة عن استهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي الصرافين وأصحاب مكاتب الصرافة ورجال أعمال في قطاع غزة وخارجه، لاتهامهم بتمويل حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكذلك حزب الله اللبناني.
وبحسب قناة “العربية” قتل الصراف تحسين عماد النديم، الخميس الماضي أثناء قيادته سيارته في منطقة دير البلح، وسط قطاع غزة، بواسطة غارة للطيران الإسرائيلي.
إسرائيل تلاحق الشبكات المالية لفصائل المقاومة
وبينت المصادر للقناة، أنه قتل مع النديم، صرافان آخران، يعملان معه في محل صرافة يحمل اسم "القاهرة للصرافة" التابع لعائلة الدن التي لديها عدة فروع في غزة وخارجها.
ويأتي الاستهداف، بحسب المصادر، بسبب تورط هؤلاء الصرافون في تحويل أموال إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وتم تصنيف مكتب صرافة الدن، كمنظمة إرهابية من قبل دول غربية، لتورطه في تحويل أموال ضخمة إلى حركات مسلحة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هؤلاء الصرافين الذين تم استهدافهم في القطاع أو خارجه، إذ نفذت إسرائيل عمليات مماثلة ضد صرافين آخرين في لبنان وسوريا أيضًا.
وبينت المصادر أنه في الأشهر الأخيرة، تم استهداف صرافي عملات وعاملين ماليين آخرين في قطاع غزة، ضمن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وجرى العديد من عمليات الاغتيال للصرافين ورجال أعمال ينشطون في تمويل حركة حماس في القطاع أو تديرها حركة حماس التي تتولى السلطة في غزة.
واستهدفت إسرائيل خمسة مكاتب صرافات تابعة لحركة حماس في القطاع، بزعم تمويلها كتائب القسام، كما ضربت اثنين آخرين تملكهما شخصيات قريبة من حركة حماس.
من بين الشخصيات البارزة في المجال الذين تم استهدافهم، يبرز صبحي فراونة وشقيقه وشخصان آخران، كانوا يديرون مكتب صرافة يحمل اسم "الماسات"، ويزعم أن هذا المكتب حول عشرات الملايين من الدولارات إلى الجناح العسكري لحركة حماس. وقتل فراونة في وسط رفح بواسطة غرة إسرائيلية.
كما استهدف طيران الاحتلال، ناشطا ماليا آخر، تم قتله وهو محمد جودة، وهو ناشط عسكري متورط بشكل مباشر في تهيب المعدات القتالية ومعدات إطلاق الصواريخ التي تستخدمها حماس في قصف الداخل الإسرائيلي. وقالت المصادر للعربية إن جودة لعب دور مركزي في تحويل مبالغ كبيرة من مختلف الصرافين في القطاع، وجمع الأموال وتوزيعها على المقاتلين.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، قتل رجل الأعمال ناصر يعقوب جابر ناصر، الذي كان يدير مكتب "ابن خلدون للصرافة" في رفح الفلسطينية، زاعما أنه كان ممولا لحركة حماس وحول لها آلاف الدولارات، كما ساعد مكتب صرافة آخر في تحويل هذه الأموال.
وتعد مكاتب الصرافة، هي شركات للمبادلات المالية بشكل غير قانوني، وتنتشر في جميع أنحاء القطاع، لتسهيل تحويل الأموال بين المواطنين في قطاع غزة، ولتوفير عملة الشيكل التي تستخدم في عمليات الشراء، غير أن إسرائيل تتهم هذه المراكز بأنها أداة لتمويل حركة حماس في الحرب، وقامت باستهدافها، سواء عبر المداهمات أو الضربات الجوية.
وبحسب المصادر الحملة ضد الصرافين لم تقتصر على غزة، إذ عثر على الصراف محمد إبراهيم سرور، المتهم بتحويل أموال لإيران وحماس، مقتولًا بالرصاص في بيت ماري شمال لبنان مطلع أبريل الماضي.
ولقى سرور، الذي كان يبلغ من العمر 57 عامًا، حتفه في منطقة بيت ماري في المتن شمالا، وعثر على جثته بعد انقطاع الاتصال، بعدما أجرى عملية سحب مالي داخل محل صرافة.
وبعد تتبع هاتفه تبين أن الجهاز موجود في بيت ماري. وأظهرت كاميرات المراقبة أنه دخل إلى إحدى الفلل في المنطقة، لكنه لم يخرج.
وتسبب مقتل هذا الصراف في جدل واسع في لبنان، خاصة لأنه كان قريبا من حزب الله وأجرى عمليات تحويل أموال للحزب لمرات عديدة، كما كان على لائحة المستهدفين التي وضعها جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد، وفق وسائل إعلامية لبنانية.
وقالت السلطات اللبنانية في مؤتمر صحفي، إن سرور قتل بسبع رصاصات أطلقت عليه من مسدسين تم العثور عليهما في الفيلا. كما تم العثور على أموال إلى جانب جثته، لتؤكد أن الحادث لم يكن سرقة وإنما استهدافا من الموساد.