رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمانى فؤاد: الأحداث الواقعية أكثر غرابة من المتخيَّل فى كثير من الأوقات

الدكتورة أماني فؤاد
الدكتورة أماني فؤاد

تحدثت الدكتورة أماني فؤاد، أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون عن كتابها الجديد "سرديات الحروب والنزاعات.. تحولات الرؤية والتقنية"، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، في حوار أجرته معها جريدة "حرف" الإلكترونية وسوف ينشر الحوار قريبًا.

سرديات الحروب والنزاعات

تقول الدكتورة أماني فؤاد: "لا يمكن أن يكون هناك كتاب حاوية كاملة لما كتب عن أدب الحرب، فالموضوع شديد الاتساع والتنوع، لكن شاءت ظروف اشتراكي في معظم لجان تحكيم الأعمال السردية في العقد الأخير أن تتسع قراءتي، وتمتد لتشمل معظم المشهد الروائي في أقطار الوطن العربي، وخاصة التي خاضت الحروب بعد ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي، ولقد لاحظت أن رواية الحرب والنزاعات صارت الأكثر حضورا عدديا، والأكثر وقعا وتأثيرا في الكتابة".

السمات السردية 

وتضيف: "ومع توسع القراءات لاحظت مجموعة من السمات السردية الفنية التي تختص بها هذه السرديات، ولم تكن بهذا الشكل في سرديات الحروب ما قبل الثورات والحروب الأخيرة في الإقليم العربي وشمال إفريقيا، لذا رصدت لهذه السمات رؤية وتقنيات؛ وقدمت الكثير من الشواهد لهذه الخصائص الجديدة في سرد الحروب، ثم اكتشفت أنني بدأت العمل متصورة أنني أعد دراسة نقدية لرواية أقرب للمنظور السياسي، لكن مع استمرار البحث واتساع الرؤية اكتشفت العمق الاجتماعي، والديني الثقافي الذي اعتبرته أصل هذه الثورات التي خضناها، حيث رفض الكثير من الموروثات الثقافية العامة في مصر والمجتمعات العربية الأخرى".

رؤى مغايرة

كما توالى في التجارب الروائية- التي تعالِج الحروب والثورات الأخيرة- العديدُ من الرؤى المغايرة عمَّا كان في صراعات الحروب السابقة، ومن هنا انطلقت تلك السرديات المعاصرة لتفصِح عن وجود إنساني عَدَمي، تهدَّمت يقينيَّاته كافة، سرديات تجسِّد حالة من الضياع غير المسبوق والتشظي، حالة من السيولة الدامية واللا يقين في أيِّ شيء.

وتواصل الدكتورة أماني فؤاد: "ولقد تم استحداث طرائق وآليات للسرد لتشكِّل نهجًا مركَّبًا في مسار الحكي وتقنياته، معقَّدًا كما الواقع المركَّب والغرائبي، حيث السرد المفتوح على مسارات جحيمية، حكْي أحداث ومَشاهد تستطيع أن تترك في وعي القارئ بصماتٍ وآثارًا لا نهائية من الغضب، والشعور بالقهر والامتهان، بالضياع، بالرفض الشامل للحياة، علامات لا تنمحي، وهو ما أوجد بنية اللا بطل التي أشرت إليها بالسرديات".

وتتابع: "لقد باتت الأحداث الواقعية أكثر غرابة من المتخيَّل في كثير من الأوقات، لذا يبحث الروائيون عن بِنًى فنية مغايرة، غنية باكتنازها بالمتناقضات والحيرة والشعور بالعبث؛ لتجسيد واقع يتوازى فنيًّا مع الحقيقة، واقع غير نمطي، أحيانًا يتفوق على الخيال؛ لخلْق نَص فني يعادل ويحمل في بنيته أحداث حياة يمكن توصيفها بلعبة نَرْد متروكة للعبث، للفوضى".

القوى المتصارعة

وتختتم: "في مستوى آخر تحاول بعض النصوص السردية استيعاب وكشْف أنواع القُوى المتصارعة في المنطقة، داخليًّا وخارجيًّا، وفضْح توجُّهاتها وأطماعها، ليس طلَبًا لتغيير مأمول في القريب، قدْر ما يجسِّد السرد صرخة، صرخة ربما من شأنها تنبيه المعنِيين بحماية الأجيال القادمة".

غلاف الكتاب