الأعمال الفائزة في مسابقة "روايات مصرية للجيب" على مائدة النقاد
نظمت المؤسسة العربية الحديثة بالتعاون مع منصة "إقرأ لى" صالونها الثقافي السادس والذي ناقش الأعمال الفائزة بجوائز روايات مصرية للجيب في فرعي الرواية والقصة القصيرة، وذلك بمبنى قنصلية بوسط القاهرة مساء أمس الأحد..
نوال مصطفى
في البداية قالت الكاتبة الصحفية والروائية نوال مصطفى مستشار النشر الثقافي للمؤسسة: "في نهاية ٢٠٢٠ أطلقت المؤسسة مسابقة هدفها البحث عن مواهب أدبية في الفروع الأدبية المختلفة وشهدت إقبالًا كبيرًا جدًا من أقطار عربية مختلفة، وتم تشكيل لجان تحكيم على مستوى عال من الخبرة في الفروع الأربعة، وأعلنت النتيجة في ٢١ ديسمبر ٢٠٢٣ وهذا التاريخ تم اختياره لأنه يواكب ذكرى رحيل الرائد حمدي مصطفى والذي رحل عن عالمنا في ٢٠١١ وكان اختيار التاريخ والاحتفال بالفائزين دلالة علي حفاظنا للهدف وامتداد لرسالة حمدي مصطفي.
وأضافت: "بداية المؤسسة كانت قبل 104 عام وتحديدا عام 1920 من القرن الماضي، وأسسها الجد سيد مصطفى ومن بعده حمل الراية ابنه حمدي ومن بعد حمدي الابن مصطفى، واتخذ الجد الأكبر سيد مصطفى من اسم سعد زغلول عنوانا تيمنا به فأسماها دار سعد مصر.
وانتقلت نوال مصطفى للحديث عن حمدي مصطفى: “الحقيقة كان لديه شغف لتطوير المحتوى والفكر حتى يتواكب مع القارئ الجديد وأطلق المسابقة الأم عام ١٩٨٤ أي منذ ٤٠ عاما وكان هدفها البحث عن المواهب الجديدة وخرج أدباء منهم نبيل فاروق واحمد خالد توفيق”.
واختتمت: “أما مصطفى حمدي الذي يمثل الجيل الثالث في المؤسسة وحامل الراية الآن فقد أعاد إنتاج نفس المسابقة في محاولة لمواكبة العصر بأدواته المختلفة وبأفكار أكثر شمولية وحداثة”.
نهى داود
وانتقل الحديث للأدباء لعرض قراءاتهم عن الإصدارات التي فازت بمسابقة روايات مصرية للجيب، فقالت الروائية نهى داود عن رواية "طعام الآلهة": “ذكرتني هذه المسابقة ببداياتي في عالم الكتابة، حين كنت أحاول إيجاد الفرصة لنشر أعمالي، وأنا سعيدة بهذه الفرصة واتمني استمرار مسابقة روايات مصرية للجيب كل عام”.
وتابعت: "بدأت الرواية بالإهداء لكتاب المؤسسة العربية الحديثة، والحقيقة لقد أحببت فكرة الإهداء، وأحببت حبكة العمل الذي لن يدعك تتركه من بين يديك إلا حين تنهيه تماما، وكان هناك غموض خاص بكل شخصية، وهناك العديد من العلاقات الغامضة، ولكن حين تبحر في العمل تتكشف المفاجآت، ولذلك فهي تحتاج إلى تركيز لمعرفة الأحداث ومراقبة الشخوص".
وتابعت: “هناك خطان في الرواية للراوي الأساسي وراو آخر من الداخل، وهذا فتح بابا للفضول، أيضا هناك دسامة في الأحداث لأن المؤلف قدم فانتازيا قوية جعلني أتساءل كيف استطاع ضم كل هذه الأحداث والشخوص والتنقلات بهذا الشكل الجميل، هناك أساطير إغريقية، وجريمة وثراء وتنوع في الحبكة”.
واختتمت: “اللغة كانت جميلة وسلسة وأنا أرى أن هناك درجة من استلهام روح الكتابة التي يحبها الكاتب لروح أحمد خالد توفيق، وكان استخدامه للفعل المضارع كثيرا على حساب الفعل الماضي”.
وصعد إلى المنصة الكاتب محمد أحمد حسين مؤلف الرواية والذي كان من ضمن حضور الصالون ورد على أسئلة القراء وقال: “أحببت أن أقدم الفعل المضارع لتسريع الأحداث والفصول التي تحدثت عن الميثولوجيا الإغريقية وهذه المشاهد تشبه ومضات أحببت أن أحافظ عليها، وأحافظ على خط البطل الرئيسي في البحث عن ذاته”.
وقالت شيرين هنائي معقبة: المفارقة بين اسم الرواية وارتباطه بالآلهة الإغريقية وليس الآلهة المصرية وذلك لأن المعبودات المصرية تميل للعدالة وصعب اتهامها انها قادرة على كل هذا الفساد.
ميسرة الدندراوي
وانتقل الحديث لرواية أخرى وكاتب آخر وهو ميسرة الدندراوي الكاتب والمترجم متحدثا عن رواية "الصلاة في الظلمات"، قال ميسرة الدندراوي: “كنت أتمنى أن أرى محمد الفاتح مؤلف الرواية وهي في الحقيقة مليئة بالمميزات مثل اللغة والفكرة ومعرفته بالجو العام المصري الذي كتب عنه، وكيف أنه كان مميزا في الحديث عن البيئة المصرية وهو سوداني يعيش في اليمن، وكيف ينتقل من مدينة إلى مدينة ومحافظة إلى محافظة عارفا تماما بكل التفاصيل”.
وأضاف: “دارت أحداث الرواية في مناطق عديدة، وهو درس كل منطقة قبل الكتابة وكتب عن غابات إفريقيا والنوبة والأقصر، وكان يستخدم تراكيب لغوية جميلة ومن ضمن مميزاته أن الإيقاع في الرواية جميل وأنهى الرواية بشكل موفق جدا، في الحقيقة أنا أحب الكاتب الذي يخدعني ومحمد الفاتح خدعني في روايته”.
وتابع: “أحب أن أشيد بمحمد الفتاح لأنه كتب الرواية قبل أزمة السودان الأخيرة، وتنبأ بالحروب، حتى أن إهداء الرواية نفسه كان الحرب، ولكنه رسم الشخصيات على القدر المطلوب”.
محمد عصمت
وانتقل الحديث للكاتب محمد عصمت والذي تحدث عن رواية "حفار القبور": “قرأت الرواية وحمستني، والحقيقة هي واحدة من أفضل ما قرأت هذا العام، وأنا لن أقدم قراءة نقدية بقدر ما سأحاول أن أشرح لماذا أعجبتني”.
وأضاف: “الرواية تدور حول شاب يجد مذكرات لحفار قبور، وأريد أن أقول إنه لكي تصل للعالمية فعليك أن تغرق في المحلية كما قالوا، ولأن الكاتب أردني فقد كانت هناك بعض المفردات التي تشير لموطن الكاتب ودارت أحداث الرواية في الأردن ولبنان وغيرها وكان الأمر عبارة عن قصص جميلة مترابطة وهذه ميزه لأنها فتحت أجزاء أخري ومن الممكن ان تكون هذه الرواية عبارة عن سلسلة وكيف ناقش الأساطير واختلق اسطورة ووظفها في الحدث”.
وانتقل الحديث للكاتب الكبير أحمد فضل شبلول والذي كان ضمن المحكمين في مسابقة روايات مصرية للجيب: “أنا سعيد بهذه التجربة لمناقشة الأعمال، لأننا هنا نكتفي بالمسابقة وإعلان الفائزين وهذه من المرات القليلة التي أجد فيها ندوة عن مناقشة أعمال فائزة”.
مصطفى منير
بينما قال الروائي مصطفى منير عن المجموعات القصصية الفائزة والتي صدرت في كتاب قصصي واحد تحت عنوان "أن تفعل شيئا": “لو أننا قررنا وضع عنوان آخر لمجموعة مجدي القوصي فهي ألاعيب التجريب في القصة القصيرة، والحقيقة هو قاص متمكن لأنه يتبع منهجية التشظي من فعل بسيط”.
وأضاف: "هناك قصة اسمها "إعلانات" وتدور حول سيدة لاقت الأمرين من زوجها لكنه عندما مات وبرغم كل المآسي التي عاشتها فقد حزنت حزنًا شديدًا، وشرح مجدي القوصي الأسباب بشكل رائع، وهذه هي عبقريته في كتابة القصة".
وانتقل للحديث عن المجموعة الثانية وهي "زجاجة عطر فرنسي"، يقول: “أشرف أيوب معوض ليس قاصا فقد قام بتعريف نفسه على أنه باحث في التراث الشعبي وأشرف يحسب له أنه دخل وسط القصاصين وهو باحث شعبي يترصد الثقافة الشفهية بين الناس وظهر هذا في إحدى القصص”.
وأكد: القاص هرب من فخ العمل الأول، والذي غالبا ما يتحدث فيه الكاتب عن نفسه، ومهنته كباحث جعلته متمكنا في السرد وهناك قصة بعنوان "رأس السيد سين" وقفت كثيرا أمامها، أعترف أن التراث الشعبي والأساطير تعلم الكاتب كثيرا وتجعله منفتح على أدوات كثيرة جدا، وحين قرات إهداء العمل وجدته لابنته وأنه يريد أن يكون مرشدا لجيلها، فتوقعت أن تكون الكتابة وعظية، وعلى العكس وجدته يقول لها كل شيء في هذا العمل، وكأنه يرشدها ألا تصدق كل شيء.
وانتقل للحديث عن المجموعة الثالثة للكاتب أحمد طوسون والتي جاءت تحت عنوان "عصافير الرغبة": “أحمد طوسون هو روائي وقاص وكاتب أدب طفل ويكتب في 3 أجناس أدبية والحقيقة أنه كاتب مخضرم ويشدك لتفاصيله وما يقوله بشكل عظيم”.
ونوه منير إلى أنه أحب كتابة أحمد طوسون: "كل قصصه جميلة وبها أفكار مختلفة وهناك قصة هي "طابور في مدينة الشمع" والقصة عن موظفين يقفون صفا لقبض مرتباتهم، لا يتأخر أحد ولا يتقدم أحد ولكن حين يأتي المدير لقبض مرتبه يخترق الصفوف، وهناك موظف لم يعجبه الأمر ذات مرة فاشتبك مع المدير، وهنا جعل الموظفون هذا اليوم عيدا لهم لأنه الموظف الوحيد الذي قال لا.
وتابع: "هناك قصة "إنسان المكعبات الحزين" وهي قصة نقل فيها الحياة وحزن الاغتراب وكيف تتعرض شخصية القصة للعنصرية، لكن اللقطة حين قبض مرتبه واشتري مكعبات وراح يتذكر أولاده وكيف كانوا يقومون بتركيب المكعبات في صور فراح يركبها بنفس الطريقة، وكيف أنه كان يعاني من عنصرية شديدة حتى حينما تعرضت السيدة التي كانت تسبه لحادث قام بإنقاذها لكنها نسيت انه منقذها وطردته خارج المستشفى".
واختتم مصطفى منير: “هذه ثلاث مجموعات أقول عنها أنها درس مهم لكل من يريد كتابة قصة قصيرة، بها التجريب والكلاسيكية، والحقيقة هي عبارة عن كورس كتابة احترافي”.
سلوى بكر
وكان من ضمن حضور الصالون الكاتبة الكبيرة سلوى بكر والتي صعدت للمنصة وقالت: “كلنا تربينا على روايات الجيب، هذه الروايات تضع اللبنة الأولى لعملية التلقي وهي المدخل الأساسي للدخول لعالم الأدب والقراءة الأدبية فأن تعود روايات الجيب بشكل جديد وبأسلوب مغاير فهذا كنز كبير”.
وتابعت: “في الماضي كانت روايات الجيب روايات مترجمة، ولكن أن تكون مكتوبة بيد شباب فهذا شيء عظيم جدا، وأنا سعيدة بهذا الصالون، وأريد أن أقول إنه لن تنهض أمة إلا بأمرين هما التعليم والثقافة، يأتي التعليم أولا ومن بعده الثقافة مباشرة، ونحن إذا لم نتعلم تعليما مستنيرا فلن ننهض”.
وواصلت: “مصر طوال عمرها مستنيرة لأن لديها تعليم ورؤية والمهم أن ننتج أفكارا جديدة والحقيقة هي مهمة المثقفين في المقام الأول، وأنا سعدت كثيرا بهذا الحشد الجميل الذي يؤكد أن مصر بخير لأن هناك من يقرأون وهؤلاء يكتبون كل ما هو مبدع وجميل”.