رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقص حقن الإنسولين يهدد مرضى السكر.. ما القصة؟

الإنسولين
الإنسولين

رحلة بحث يخوضها عبدالحميد، 30 عامًا، مريض بالسكر، كل فترة من أجل الحصول على حقن الإنسولين، إذ إنه مصاب بالسكر منذ 5 سنوات، ويأخذ جرعات من الإنسولين بانتظام من أجل عدم الدخول في غيبوية سكر مفاجئة. 

ومنذ شهر ولا يجد عبدالحميد دواه، بعدما بحث في كل مكان: «الإنسولين غير متوفر في التأمين الصحي أو الصيدليات أو المستشفيات، وكلما ذهبت أخبروني بأنه ناقص، حتى الصيدليات ليس متوفرًا بها».

ويوضح أنه بدأ في نشر استغاثات عبر صفحته على "فيس بوك"، موجهة إلى وزارة الصحة، من أجل إيجاد حل لأزمة نقص واختفاء الإنسولين، فلا بد من حل سريع لأنه يعتبر متعلقًا بحياة وصحة المريض.

ويضيف: «النقص المتزايد أدى إلى وجود سوق سوداء للإنسولين في مصر، إذ أصبح يباع في أماكن غير مخصصة وبأسعار مضاعفة، ويلجأ له المرضى لعدم وجود بديل أو غنى عن الإنسولين بالنسبة لمريض السكر».

نقص الأدوية

واتساقًا مع ذلك، قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إن صناعة الدواء في مصر تواجه تحديات كبيرة، في مقدمتها ارتفاع تكاليف الإنتاج منذ تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار، مطالبًا بتغيير ثقافة استهلاك الدواء في مصر والتوجه نحو الاسم العلمي.

وأضاف، خلال تصريحات تليفزيونية له، أن شركات الدواء تعمل بكامل طاقتها لتغطية احتياجات السوق، مبينًا أن هيئة الدواء المصرية وافقت على تحريك أسعار بعض الأصناف خلال الفترة الماضية؛ بهدف مواكبة ارتفاع التكاليف.

ونفى "عوف" وجود نقص في الاسم العلمي للأدوية في الأسوق، مشيرًا إلى أن النقص يقتصر على الأسماء التجارية، وأن جميع الأدوية المتداولة في مصر تخضع إلى رقابة صارمة من هيئة الدواء لضمان كفاءتها وجودتها.

شيماء: «الإنسولين والأقراص بهما نقص شديد»

نفس الأزمة تعاني منها شيماء، 28 عامًا، مريضة سكر، والتي منذ شهرين تبحث عن حقن الإنسولين وبعض الأدوية الأخرى الخاصة بمرضى السكر دون جدوى، إذ توضح أن مرضى السكر نوعان، الأول يعتمد على حقن الإنسولين فقط والثاني يعتمد على الأقراص، والاثنان بهما نقص.

في العام 2022 أعلنت وزارة الصحة أن الكميات المنتجة من الإنسولين محليًا تصل إلى 12 مليون فايل سنويًا، ويصل لـ18 مليون فايل، وينتج المصنع نحو 15 مليونًا من خرطوش الإنسولين.

تقول: «حقن الإنسولين تعاني من الاختفاء في التأمين الصحي والمستشفيات والصيدليات، وكذلك الأقراص الدوائية التي تخص مرضى السكر ناقصة في السوق، ويحتاج المريض عشرات الصيدليات حتى يجد النوع متوفرا».

وتضيف: «مرضى السكر في خطر شديد لأن عدم تناول حقن الإنسولين في موعده يؤدي إلى مضاعفات وتعب شديد، لا سيما أن حقن الإنسولين الأساسي مثل نوفورابيد تعاني من النقص والاختفاء أيضًا».

حسب تقرير منظمة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) خلال العام 2021، جاءت مصر بين الدول العربية الأعلى بعدد المصابين بمرض السكري الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا، بنسبة 20.9% وإجمالي عددهم يصل إلى 10.9 مليون شخص.

وتلتها في المرتبة الثانية السعودية على الصعيد العربي بنسبة بلغت 18.7%، وإجمالي 4.3 مليون شخص، ثم السودان بنسبة 18.9%، ومجموع 3.5 مليون شخص.