رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تحذير الأمم المتحدة.. الأيتام فى غزة جيل جديد مجهول المصير

غزة
غزة

لا يخفى على أحد أن الأطفال من أكثر الفئات التي تعرضت للانتهاكات في حرب غزة الحالية، بسبب تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين، على رأسهم النساء والأطفال، فكان أغلب الشهداء والمصابين من ضحايا الحرب إلى الآن من تلك الفئات منذ 7 أكتوبر الماضي واقتراب مرور عام على الحرب.

ولكن هناك جانب آخر لأزمة الأطفال في حرب غزة، وهى الأطفال الأيتام الذين استشهد والدهما أو إحداهما خلال الحرب وتركوهم فريسة لما يفعله الاحتلال من انتهاكات، وأصبح هناك عدد ضخم من الأطفال الأيتام الذين لا يعرفون مصيرهم ويواجهون المجهول كل يوم بلا أب أو أم. 

 

17 ألف طفل يواجه المجهول

واتساقًا مع ذلك، تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف إلى أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم، وتصنفهم على أنهم يتامى أو يعتبرون مجهولي الهوية والمصير.

وأشارت إلى أن هناك 10 آلاف أم استشهدت في الحرب نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين، تركن وراءهن حوالى 19 ألف طفل يتيم، أما النساء الناجيات من القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية البرية يواجهن تحديات في توفير الطعام لأطفالهن.

وأكدت أنه يعاني طفل واحد من كل 6 أطفال تحت سن السنتين من سوء التغذية الحاد في الشمال، يموت الأطفال ببطء تحت أنظار العالم، لا سيما الأطفال الأيتام الذين تُرِكوا بمفردهم.

 

فما وضع الأيتام في غزة الذين فقدوا الأب أو الأم أو كليهما؟ «الدستور» في هذا التقرير رصدت ذلك المصير المجهول الذي يواجههم.

 

ندى: «لا أستطيع تدبير الطعام والشراب للأطفال»

ندى، فلسطينية، وأم لثلاثة أبناء، أصبحوا يتامى بعد 6 أشهر من الحرب، حين استهدفت غارة إسرائيلية مخيم النصيرات الذي نزحوا إليه رفقة زوجها، لكنه استشهد في تلك الغارة وترك الأم والأبناء الثلاثة لمصير مجهول.

تقول: «لم يتبق من عائلتي أنا وزوجي سوى أبنائي الثلاثة وشقيقتي لكنها مريضة بالسرطان لا تستطيع رعاية الأبناء معي، كل يوم أخوض معارك متفرقة لرعاية الأطفال وتوفير الطعام والشراب والمسكن والملابس وكل أمورهم بمفردي بعد وفاة والدهم».

أكثر ما تخشاه ندى في الوقت الحالي هو أن تستشهد هى الأخرى في إحدى الغارات الإسرائيلية وتترك أطفالها الثلاثة بلا مأوى أو معيل، في وقت تشتد فيه الحرب كل يوم ولا يفرق فيه الطيران الإسرائيلي بين المدني وغيره أو بين الأطفال والكبار.

 

كما استشهد قرابة 5 آلاف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما يعادل 40% من الضحايا، في حين أصبح الآلاف يتامى نتيجة لوفاة والديهم جراء القصف.

 

إيمان: «أطفال كثيرون يعيشون مع عائلات لا ينتمون لها»

إيمان، فلسطينية، تعيش في مخيم النصيرات، وشاهدة على الأطفال الذين لم يعد لهم مأوى أو أهل بسبب الحرب على غزة: «الكثير من الأطفال داخل الخيم يعيشون مع عائلات لا ينتمون لها والأسر تحاول بقدر الإمكان احتضانهم».

تضيف: «هؤلاء استشهد أباؤهم أو أمهاتهم أو الاثنان معًا وباتوا بلا أسرة لذلك أخذناهم معنا داخل الخيم وفي المخيمات من أجل رعايتهم، لكن بالتأكيد لا غنى عن الأسرة بشكل كامل».