رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذ بداية الحرب.. سلسلة من الاستهدافات الإسرائيلية لمدارس النازحين

حرب غزة
حرب غزة

منذ بداية حرب غزة والعدوان الإسرائيلي على القطاع، يستهدف مراكز الإيواء للنازحين الذين فروا من بطش القصف وأصبحوا يعيشون في مدارس منظمة الأونروا، إذ يعلم الاحتلال جيدًا أن تلك المدارس لا تضم سوى المدنيين.


وكل فترة يعمد الاحتلال إلى قصف إحدى مدارس الإيواء التي تضم النازحين، سواء أثناء عملية النزوح أو بعد اكتظاظها بالأطفال والنساء من رجال غزة، في وقت ضاق عليهم فيه القطاع وعانى من نقص الخدمات بشدة.

 

استهداف مدرسة للنازحين

اتساقًا مع ذلك، أصدر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إدانة شديدة، عقب الهجوم الإسرائيلي على مدرسة تابعة للوكالة تؤوي ما يقرب من 2٫000 نازح في وسط غزة، ما أدى إلى مقتل 16 فلسطينيًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.


وسلّط "لازاريني" الضوء على المخاوف المستمرة بشأن الهجمات المتكررة على منشآت الأونروا خلال الصراع الذي دام تسعة أشهر، حيث تعرض أكثر من نصف منشآت الأونروا للقصف، مما تسبب في مقتل 520 شخصًا وإصابة حوالي 1٫600 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال الذين يبحثون عن الأمان.


وردًا على ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن منشآت الأمم المتحدة تستخدم من قبل الجماعات الفلسطينية المسلحة، أكد لازاريني على الحاجة إلى إجراء تحقيقات مستقلة للتأكد من الحقائق ومحاسبة المسئولين عن الهجمات على مباني الأمم المتحدة أو إساءة استخدامها. مضيفًا: "هذه مزاعم آخذها على محمل الجد".


فكيف استهدف الاحتلال منذ بداية الحرب مراكز الإيواء منذ بداية الحرب؟. "الدستور" تحدثت مع عدد من النازحين داخل تلك المدارس تعرضوا للقصف الإسرائيلي.

 

عائشة: "الحياة غير آدمية داخل المدارس ونتعرض للقصف"


في بدايات الحرب اضطرت عائشة، فلسطينية إلى الرحيل من منزلها برفقة زوجها وابنها لتسكن في مخيم النصيرات، بعدما بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في تحذير أهالي القطاع القاطنون في الجنوب من التحرك نحو مخيمات الشمال بدعوى أنها آمنة.


بالفعل حزمت عائشة ما هو ضروري في منزلها وبدأت رحلة النزوح هي وأسرتها نحو مخيم النصيرات التابع للأونروا، إلا أنها وجدت الحياة غير آدمية هناك بسبب عدم توافر الطعام والشراب.


تقول: "الطعام لا يكفي أحدا في المخيم والمساعدات لا تستوعب حجم الكارثة، وكذلك الحمامات مشتركة بين الرجال والنساء وليست نظيفة ولم يعد هناك مياه صالحة للشرب، لذلك نعيش أياما صعبة في المخيم".


توضح عائشة أنها رغم تلك الصعوبات داخل الحياة في المخيم لم يتركهم الاحتلال في حالهم بل تتعرض النصيرات للقصف العشوائي الإسرائيلي كل فترة وفي أحد المرات استشهد ابنها أثناء وقوفه في مخبز العيش للحصول على الخبز.


وتشير تقديرات الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية لشئون اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص في غزة قد نزحوا داخليًا- حوالي 90٪ من سكان القطاع، الذين تقدر الأمم المتحدة بحوالي 2.1 مليون شخص.

 

القصف مستمر كل يوم


نفس الأزمة عاشتها إيمان إسماعيل، فلسطينية تعيش في مخيم النصيرات، والذي نزحت له عقب بداية حرب غزة مرغمة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وظنًا منها أن مراكز الإيواء آمنة وبعيدة عن القصف.


تقول: "كنت أظن أن المخيمات ومراكز النازحين التابعة للأونروا بعيدة عن القصف الإسرائيلي، ولكن أتضح أنهم يستهدفون المدنيين عن عمد من خلال الطيران وقصف مخيمات تعج باللاجئين".