«البرث».. ما الأهمية الاستراتيجية لـ«كتيبة الشهداء»؟
"البرث" هذه الشوكة في عنق الجماعات الإرهابية، تقف في الطريق حائلًا بينهم وبين تمرير عملياتهم الإرهابية، التي يرغبون في تنفيذها وتحويل سيناء الأمنة المطمئنة إلى بقعة من النار المشتعلة التي لا تهدأ ولا تنطفأ، بينما في كمين البرث، رجال أبطال الكتيبة 103، لم يسمحوا يوميًا بمرور تلك العمليات حتى في اليوم الذي فارقوا فيه الحياة.
أين تقع منطقة "البرث"؟
البرث إحدى قرى مركز رفح، شمال سيناء وتقع بالقرب من المنطقة الحدودية بين الشيخ زويد ورفح، ضمان نطاق المنطقة (ج).
تكمن أهمية منطقة البرث أو مربع البرث فيما تمثله من ثقل على المستوي الأمني واللوجيستي، وفقا لما جاء في بنود اتفاقية كامب ديفيد، إنها نقطة الاتصال بين وسط سيناء من ناحية والشيخ زويد ورفح من ناحية أخرى.
ماذا تعني "البرث" بالنسبة للجماعات الإرهابية؟
جنوبي رفح يظهر مربع "البرث" الذي ترصده أعين الإرهابيين في كل وقت وحين، كان أحد أهم الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم، إن يتمكنوا من الاستيلاء على البرث فإنهم بذلك يكونوا استولوا على المنطقة التي تمر من خلالها جميع الإمدادات التي تصل إليهم، والتي يمكن من خلالها تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وبفضل المنسي ورفاقه، لم يتمكنوا من تنفيذ عمليات الهجوم عليه في كل محاولة لهم، وبقيت البرث، هذه المنطقة الأمنية واللوجستية الهامة، مركزا لقبيلة الترابين، صامده في وجه الإرهابين.
ماذا حدث يوم الملحمة؟
الإرهابيون لم يتوقف طموحهم يوميا في الاستيلاء على هذه المنطقة، ليس فقط لما تمثله من أهمية في تمرير الإمدادات لهم وكونها تقف حائلا أمام أهدافهم الإرهابية التخربية، إنما لإنها تضم أيضا الكتيبة 103 وعلى رأسها الشهيد البطل أحمد المنسي.
أحمد صابر المنسي، الطاووس كما يعرف لدى الجماعات الإرهابية، بعدما صد عدد كبير من العمليات التي قاموا بها وتمكن من اصطياد عدد كبير منهم، فتحول هو إلى هدف.
ويوم المعركة، أراد الإرهابين أن يضربوا عصفورين في عملية واحدة، الاستيلاء على الأرض الصعبة وقتل أو أسر المنسي، فأعدوا العدة وعقدوا العزم.
مع نسمات صباح يوم 7 يوليو وجد الجنود أنفسهم أمام معركة جديدة، كانت الأخيرة لغالبيتهم مع قائدهم أحمد المنسى، لكنهم من رحلوا ومن عاشوا ليكونوا شاهدين على المعركة، يرون ما دار فيها من بطولات خالدة، لم يهنوا وحاربوا بقوة إيمانهم، على مدار أربعة ساعات كاملة.
هذه الساعات الأربعة طوق الإرهابيين فيها المنطقة بالكامل، وجهزوا لهم كامل العدة من ألغام ودبابات وأسلحة، لكن هذا كله خسر أمام صمود الأبطال وإصرارهم على عدم الإفراط أو التفريط في حبة رمل واحدة.
وانتهت المعركة بوصول المد الجوي، الذي لقن الإرهابيين دارسا قاسيا في الحفاظ على الأرض، ليعودوا وهم يجرون أذيال الخيبة بعدما خسروا أسحلتهم، وأربعين رجلا من رجالهم، لم يكن معهم غير العلم الذي أرادوا أن يرفعوه على أرض البرث، ليبقى علم مصر، عاليا شاهدا على واحدة من العمليات الخالدة في تاريخ قواتنا المسلحة.