رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس: لنغذّ حلم حضارة جديدة مبنية على السلام والأخوة

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

ترأس البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الأحد، القداس الإلهي في ساحة الوحدة بروما، وذلك بحضور الآلاف من المسيحيين.

وألقى الأب الأقدس عظة قال خلالها: لكي يوقظ رجاء القلوب المنكسرة ويعضد تعب المسيرة، أقام الله دائمًا أنبياء في وسط شعبه. ومع ذلك، وكما تخبرنا القراءة الأولى اليوم من خلال سرد أحداث حزقيال، لقد كانوا يجدون في كثير من الأحيان شعبًا متمردًا، "بنينًا صلاب الوجوه قساة القلوب"، وكان يتمُّ رفضهم".

وتابع "يسوع أيضًا قد عاش خبرة الأنبياء عينها. فقد عاد إلى الناصرة، وطنه، وسط الأشخاص الذين نشأ معهم، ولكنّهم لم يعترفوا به، لا بل رفضوه: "جاء إلى بيته. فما قبله أهل بيته". يخبرنا الإنجيل أن يسوع "كان لهم حجر عثرة"، لكن كلمة "حجر عثرة" لا تشير إلى شيء فاحش أو غير لائق كما نستخدمها اليوم؛ إن كلمة "حجر عثرة"، تعني عائقا، مانعا، شيئا يعوقك ويمنعك من المضي قدمًا. لنسأل أنفسنا: ما هو العائق الذي يمنعنا من أن نؤمن بيسوع؟

أضاف الأب الأقدس قائلًا: "ما نحتاج إليه، هو حجر عثرة الإيمان، إيمان متجذّر في الله الذي صار إنسانًا، وبالتالي، إيمان بشري، إيمان جسدي، يدخل في التاريخ، ويلمس حياة الأشخاص، ويشفي القلوب المنكسرة، ويصبح خميرة رجاء وبذرة عالم جديد. إنه إيمان يوقظ الضمائر من سباتها، ويضع أصبعه في جراح المجتمع، ويطرح الأسئلة حول مستقبل الإنسان والتاريخ؛ إنه إيمان لا يهدأ، يساعدنا على التغلب على رداءة القلب وفتوره، إيمان يصبح شوكة في جسد مجتمع غالبًا ما تخدّره وتبهته النزعة الاستهلاكية. إنه إيمان يزيح حسابات الأنانية البشرية، ويدين الشر، ويشير بأصابع الاتهام إلى الظلم، ويفسد مؤامرات الذين، تحت ظل السلطة، يلعبون بحياة الضعفاء".

وختم البابا فرنسيس حديثه قائلًا: "لنغذِّ حلم حضارة جديدة مبنية على السلام والأخوَّة؛ لا نعثرنَّ من يسوع، وإنما لنغضب من جميع تلك المواقف التي تتشوّه فيها الحياة وتُجرح وتُقتل؛ لنحمل نبوءة الإنجيل في جسدنا، في خياراتنا قبل أن نحملها في كلماتنا. ولكنيسة ترييستيه أود أن أقول: إلى الأمام، استمروا في الالتزام في الصفوف الأماميّة لنشر إنجيل الرجاء، لاسيما تجاه الذين يصلون من طريق البلقان ونحو جميع الذين يحتاجون، جسديًا أو روحيًا، للتشجيع والتعزية. لنلتزم معًا: لكي وإذ نكتشف مجدّدًا أننا محبوبين من الآب، يمكننا أن نعيش كإخوة.