"إيران إنترناشونال": تحديات صعبة تنتظر الرئيس الإيرانى الجديد
تستعد إيران لاستقبال رئيس جديد للبلاد بحلول غدًا السبت، إلا أن هناك عاملين ألحقا أضراراً بالغة بمكانة الرئيس، وهما: أولاً، انخرط المحافظ سعيد جليلي والإصلاحي مسعود بزشكيان المتأهلين للتصفيات النهائية بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في تشهير خطير قرب نهاية حملتيهما، الأمر الذي ألحق الضرر بمصداقية كل منهما. ثانياً، رفض ما لا يقل عن 60% من الناخبين الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الجولة الاولى من الاقتراع الجمعة الماضي.
مناظرات حادة ومنافسة شرسة
وقد اتهم كل من مسعود بزشكيان وسعيد جليلي بعضهما البعض بالكذب والنفاق وعدم الكفاءة والفساد عدة مرات خلال مناظرات هذا الأسبوع، ولم تتح الفرصة لأي منهما للرد على هذه المزاعم بسبب الطبيعة الفوضوية للمناقشات التي بثها التلفزيون الرسمي الإيراني.
لقد قوض جميع المرشحين، خاصة المرشحين الأخيرين، بشكل خطير مكانة الرؤساء الإيرانيين، في الماضي والمستقبل، وأكدوا مراراً وتكراراً أن الرؤساء غير قادرين على إحداث أي تغيير في النظام السياسي الصارم في البلاد.
وأشاروا أيضًا إلى أن هناك مجالات، مثل فرض الحجاب وغربلة الإنترنت، ليس للرؤساء الإيرانيين أي تأثير فيها، ولقد كشفت المناظرات التي بثها التليفزيون الوطني للناخبين أن الرجلين، أحدهما سيكون بالتأكيد الرئيس المقبل للبلاد، غير قادرين على الدخول في حوار صحي، وكثيراً ما قاطعوا بعضهم بعضاً وأظهروا انزعاجاً واضحاً، مما قوض مصداقيتهم.
وأظهرت العديد من البرامج التي تم بثها على التلفزيون الحكومي أن كلا السياسيين، إلى جانب مساعديهما ومؤيديهما، لم يتمكنوا من السيطرة على غضبهم. وأثبتوا عدم قدرتهم على التعامل مع التحديات والخلافات دبلوماسياً وهادئاً. ولا يمكن وصف أي من تفاعلاتهم بأنها نقاش متحضر، وغالبا ما تنتهي بصراع لم يتم حله.
- تحديات دولية خطيرة
بعد كل ما سبق، يتعين على الفائز أن يواجه تحديات دولية خطيرة، بدءاً بقرع الأسلحة في الشرق الأوسط، واحتمالات حدوث تغييرات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تؤثر على مكانة إيران في التوازن الدولي.
وهناك أيضاً الحرب المستمرة في أوكرانيا والمزاعم حول تورط إيران في الصراع، وهناك حاجة إلى قرارات وتسويات صعبة لتحقيق التوازن بين مصالح طهران، خاصة بالنظر إلى تفاعلات الصين وروسيا مع جيران إيران الجنوبيين.
ويتعين اتخاذ قرارات صعبة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لرفع العقوبات الخانقة المفروضة على صادرات البلاد من النفط والتي فرضتها الولايات المتحدة لكبح جماح برنامجها النووي، فطهران في حاجة ماسة إلى الدولارات لتمويل وارداتها الأساسية والقيام على الأقل باستثمارات ضئيلة في صناعة النفط والغاز القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم هذه التحديات بسبب اختيار جزء كبير من السكان عدم التصويت في الجولة الأولى، مدفوعًا بالاستياء المستمر من القمع العنيف لاحتجاجات عام 2022 والمشاكل المالية المستمرة التي تفاقمت على مدى السنوات الثلاث الماضية في ظل حكم محافظ للغاية.
ويجب أن تكون معالجة الجوع، وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل، وتهدئة الشباب والنساء الساخطين، من أولويات الرئيس الجديد داخل البلاد. إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب التغلب على الحواجز الأيديولوجية بين الشعب والدولة.
وبعيداً عن هذه المخاوف المباشرة، هناك التحديات النظامية التي أعاقت تنمية البلاد منذ عام 1979. وبغض النظر عمن سيفوز في انتخابات يوم السبت، فإن السؤال الملح يظل قائماً: نظراً للضرر الكبير الذي لحق بسمعة كلا المرشحين أثناء المناظرات وتضاؤل مكانة الرئاسة.