رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتخابات الرئاسية.. الإيرانيون بين مرشحَين ووجهتى نظر للعالم فى جولة الإعادة..الجمعة

بيزشكيان وجليلي
بيزشكيان وجليلي

في يوم الجمعة المقبل، الخامس من يوليو، سيتعين على الإيرانيين  مرة أخرى الاختيار بين عقليتين ووجهات نظر عالمية، تمثل كل منها شريحة كبيرة من المجتمع الإيراني مع اختلافات كبيرة، حيث شهدت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تم الترتيب لها على عجل لخلافة إبراهيم رئيسي نسبة إقبال منخفضة قياسية، مما أدى إلى إجراء جولة إعادة بين المفاوض النووي السابق المتشدد سعيد جليلي والإصلاحي مسعود بيزشكيان.

 

وووفقا للسلطات الإيرانية فقد أدلى 39.9% فقط من جمهور الناخبين بأصواتهم في الأسبوع السابق. ومن بين أكثر من 24.5 مليون صوت، تم رفض أكثر من مليون بطاقة اقتراع في وقت لاحق، مما سلط الضوء على الاستياء العميق بين الناخبين.

 

ويشترط قانون الانتخابات الإيراني أن يحصل المرشح على أكثر من 50% من الأصوات لتجنب جولة الإعادة. وفي النتائج التي صدرت السبت، حصل بيزشكيان على 10.4 مليون صوت بينما حصل جليلي على 9.4 مليون صوت. وجاء رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف في المركز الثالث بحصوله على 3.3 مليون، بينما حصل رجل الدين الشيعي مصطفى بورمحمدي على أكثر من 206 آلاف.

 

ويقول محللون: إن معظم الناخبين لصالح قاليباف، وهو جنرال سابق في الحرس الثوري شبه العسكري الإيراني ورئيس الشرطة الوطنية المعروف بحملاته القمعية ضد الطلاب ومزاعم الفساد، من المرجح أن يؤيدوا جليلي بعد تأييد قاليباف له. وهذا يضع جليلي، البالغ من العمر 58 عاماً والمعروف باسم "الشهيد الحي" لأنه فقد ساقه في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات، في المركز الأول في جولة الإعادة.

 

لكن إذاعة "صوت أمريكا" ترى أن سمعة جليلي التي وصفتها بـ"المتمردة" بين الدبلوماسيين الغربيين خلال المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني تقترن بالقلق في الداخل بشأن آرائه، مستشهدة بما كتبه أحد السياسيين الذين اصطفوا مع المعتدلين، وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني السابق محمد جواد آذري جهرمي، بشأن الاختيار بين جليلي وبيزشكيان، حيث كتب على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "لن نسمح لإيران بالوقوع في أيدي طالبان".

 

مرشحان ورؤيتان والقرار النهائى للإيرانيين

 

تشير التقارير إلى أن الإصلاحي مسعود بيزشكيان، جراح القلب، يحتاج إلى إقبال واسع النطاق للفوز بالرئاسة في جولة الإعادة التي تعد الثانية فقط منذ الثورة الإسلامية عام 1979. ويحذر أنصاره من أيام مظلمة مقبلة تحت حكم جليلي. 

 

ويمثل بيزشكيان الفصيل الذي يسعى إلى إصلاح العلاقات مع الغرب، وإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وحتى إقامة علاقات مع الولايات المتحدة. وتدعو هذه العقلية إلى السوق الحرة، والتقليل من دور الحكومة، وتنتقد سياسة إيران الخارجية "النظر شرقاً" ونفوذها المتنامي في غرب آسيا وشمال إفريقيا. 

 

ويحظى بيزشكيان بدعم الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني، ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، والعديد من أعضاء إدارة روحاني.  كما أنه يحظى بدعم بعض آيات الله في قم، والعديد من وسائل الإعلام المؤيدة للإصلاح، والناشطين، والمجموعات المالية التي تنتقد السياسات الاقتصادية الحالية.

 

في المقابل، يحظى المتشدد سعيد جليلي بدعم المجموعة المحافظة تقليديًا "جبهة بايداري" أو "جبهة الصمود"، التي حصلت على العديد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر مارس. وعلى عكس قاليباف، فهو يفتقر إلى دعم الحرس الثوري الإسلامي، والمدحين الدينيين (مداح)، والنقاد الإعلاميين الذين دعموا قاليباف في السابق ويفضلون الآن بيزشكيان.

 

وعلى الرغم من ذلك، حصل جليلي على تأييد قاليباف، الذي حث أنصاره على التصويت لجليلي في بيان قال فيه: "وبما أنني أشعر بالقلق إزاء الفصيل السياسي الداعم للسيد بيزشكيان، فإنني أطلب من جميع القوى الثورية ومؤيدي أن يتكاتفوا ويمنعوا المجموعة المسئولة عن غالبية المشاكل الاقتصادية والسياسية اليوم من الوصول إلى السلطة".

 

ومع وعد قاليباف ومحسن رضائي وغيرهما من الجماعات المحافظة بدعم جليلي والمعسكر الإصلاحي وشخصيات روحاني السابقة التي تضع ثقلها خلف بيزشكيان، أصبح الأمر الآن متروكًا للمواطنين الإيرانيين لاتخاذ هذا القرار النهائي للأمة، وفقًا لموقع  The Cradle.