رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة أمريكية: خطة إسرائيلية لتقسيم قطاع غزة إلى مناطق أمنية معزولة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

أشارت صحفية «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى تنامي التساؤلات بشأن الخطة التالية في قطاع غزة في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الإسرائيلية الحرب على القطاع.

وكشفت الجريدة الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الأحد، أن الخطة التي تلقى رواجًا داخل أروقة الحكومة والمؤسسة العسكرية الصهيونية تتضمن إنشاء ما وصفته بـ«جزر أو فقاعات جغرافية» في قطاع غزة، حيث يمكن للمدنيين الفلسطينيين العيش في مأوى موقت، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد حركة «حماس».

لكنها أشارت إلى أن بعض أعضاء حزب «الليكود»، الذي ينتمي إليه بنيامين نتنياهو يدعمون خطة بديلة، وهي خطة أمنية بدرجة أولى تهدف إلى تقسيم غزة بواسطة ممرين يمتدان بعرض القطاع، ومنطقة محصنة تسمح للجيش الإسرائيلي بشن عمليات عسكرية في أي وقت.

ولن تسمح هذه الخطة، وفق الجريدة، بإعادة بناء شمال غزة أو عودة السكان إليها حتى يتم تدمير شبكة أنفاق «حماس» بالكامل، كما تروج لفكرة إنشاء مناطق خفض التصعيد، حيث يتم توصيل المساعدات الإنسانية بواسطة الجيش الإسرائيلي أو قوة دولية.

وأوضحت الجريدة أن تلك الأفكار تأتي من مجموعة متنوعة من ضباط متقاعدين من الجيش والمخابرات الإسرائيلية، ومراكز الأبحاث وأكاديميين وسياسيين، إضافة إلى مصادر مطلعة على النقاشات الداخلية للجيش الإسرائيلي، وبينما لم تعلن تل أبيب رسميًا أي تفاصيل، تعمل تلك المجموعات على وضع خطط منفصلة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل لليوم التالي.

وقالت: «تلك الخطط، سواء تم اعتمادها كليًا أم لا، تكشف عن حقائق قاسية، أبرزها أن سكان قطاع غزة يمكن أن يظلوا محصورين إلى أجل غير مسمى في مساحات أصغر بالقطاع، بينما يتواصل القتال في باقي المناطق، وأن الجيش الإسرائيلي سيظل منخرطًا بالقطاع لسنوات طويلة».

في حين كشفت مصادر مطلعة تحدثت إلى «وول ستريت جورنال» عن أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يفضل على الأرجح خطة الفقاعات التي نوقشت بين صناع القرار في الحكومة.

وتهدف تلك الخطة، حسب مصادر مطلعة، إلى العمل مع الفلسطينيين المحليين الذين لا ينتمون إلى حماس لإقامة مناطق معزولة في شمال غزة، وسيقوم الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد إسرائيل أن حماس لم تعد تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات وأداء المهام المدنية، وفي نهاية المطاف، سيتولى تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية إدارة العملية.

وأضافت المصادر: «سيواصل الجيش الإسرائيلي العمليات القتالية ضد حماس خارج تلك الفقاعات.. هناك مقترح يسمح للفلسطينيين المستعدين للتنديد بحماس بالتسجيل للإقامة في مناطق مسيجة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، ما يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم».

وكانت حكومات عربية قد أعربت عن الاستعداد للعب دور أكبر في عملية إعادة بناء غزة بعد انتهاء الحرب، وبعضها عرض التمويل والجنود لإدارة المسائل الأمنية، لكن بشرط الاتفاق على مسار سياسي شامل يسمح بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، والتزام الاحتلال الإسرائيلي بحل الدولتين.

غير أن نتنياهو رفض تلك الشروط، ورفض الموافقة على أي مسار سياسي قد يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، ويواجه نتنياهو بالفعل ضغوطًا داخلية متنامية، وينادي أعضاء الجناح اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم بإعادة احتلال غزة.