رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا ينتظر المنطقة العربية فى حال صعود اليمين المتطرف بفرنسا؟ (خاص)

انتخابات فرنسا
انتخابات فرنسا

انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، عمليات التصويت في الانتخابات البرلمانية المبكرة، فيما تتصاعد مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن فوز اليمين المتطرف، مما قد يترتب عليه تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. 

وفي هذا السياق، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هذا يعد تحولا جذريا محتملا في قلب التكتل الأوروبي، حيث دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة بعدما سحق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه في الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من يونيو الجاري.

وأضاف السيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حزب لوبان المتشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة ظل منبوذا لفترة طويلة، لكنه الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى. 

وتابع: "في حال فوز التجمع الوطني بالأغلبية المطلقة، فقد تشهد الدبلوماسية الفرنسية فترة غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس ماكرون، الذي قال إنه سيواصل رئاسته حتى نهاية فترة ولايته في عام 2027، وجوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما، الذي توقعت لوبان أن يصبح رئيسا للوزراء، قد يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات بين الرئيس والحكومة، حيث يتبنى الطرفان وجهات نظر متباينة جذريًا حيال قضايا عالمية".

تأثير فوز اليمين المتطرف فى فرنسا على الصعيد الدولى وأوروبا

وحول تأثير ذلك علي الداخل الفرنسي، قال السيد إنه من المتوقع أن تشهد السياسات الداخلية تغييرات جذرية، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والاقتصاد، مما قد يزيد من التوترات الاجتماعية بين المهاجرين والمجتمعات ذات الأصول غير الأوروبية.

وأضاف السيد أن صعود اليمين المتطرف يمثل تهديدا كبيرا للاتحاد الأوروبي، حيث يمكن أن تتحول باريس من كونها ركيزة أساسية في التكتل إلى شوكة في خاصرته، مما يزيد من حالة الضبابية والتوتر داخل الاتحاد.

وحول تأثير ذلك علي الصعيد الدولي، قال: “قد تثير سياسات لوبان الخارجية تحولات في مواقف فرنسا من قضايا الشرق الأوسط، مثل الصراع في سوريا والعلاقات مع إيران، وقد تؤثر هذه التغييرات أيضا على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين فرنسا والدول العربية”.

وعلى صعيد النظام العالمي، أضاف: “قد يؤدي فوز اليمين المتطرف في فرنسا إلى تعزيز تيارات اليمين المتطرف في دول أخرى، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في النظام العالمي”.

واختتم السيد تصريحاته قائلا “باختصار، فإن صعود اليمين المتطرف في فرنسا يمكن أن يكون له تداعيات واسعة النطاق تشمل الداخل الفرنسي، الاتحاد الأوروبي، والمنطقة العربية والشرق الأوسط، وستشهد فرنسا تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة قد تؤثر على علاقاتها الدولية وعلى استقرار المنطقة الأوروبية والعالم”.