رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلاقات مع روسيا وحرب أوكرانيا.. صعود اليمين المتطرف يعيد تشكيل توجهات فرنسا

حرب أوكرانيا
حرب أوكرانيا

مع توجه الناخبين اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة التي دعا لها الرئيس إيمانويل ماكرون، يخشى الكثيرون في أوروبا من سيطرة اليمين المتطرف على البرلمان والحكومة الفرنسية بالشكل الذي يؤثر بشكل سلبي على الدعم الفرنسي لأوكرانيا في حربها أمام روسيا.

صعود اليمين المتطرف في فرنسا يثير القلق بشأن روسيا

وأكدت شبكة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أنه في الوقت الذي يعد مصيرهم ومصير فرنسا على المحك، كان المرشحون يبذلون آخر حملاتهم يوم الجمعة الماضي للاستعداد للجولة الأولى من التصويت في انتخابات تشريعية محورية ومثيرة للانقسام، حيث تخاطر حكومة ماكرون الوسطية بضربة قاتلة محتملة على أيدي اليمين المتطرف الصاعد.

وتابعت أنه مع إشارة خبراء استطلاعات الرأي إلى أن التجمع الوطني المناهض للهجرة يمكن أن يزيد بشكل كبير من عدد المشرعين في الجمعية الوطنية، فإن الانتخابات يمكن أن تغير بشكل جذري مسار أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي وتعرقل ماكرون - الذي كان قوة دافعة في صنع القرار في الاتحاد الأوروبي - لبقية ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة.

وأضافت أن فوز اليمين المتطرف، الذي يأتي في أعقاب زيادة التصويت الفرنسي للبرلمان الأوروبي هذا الشهر، يخاطر بإثقال كاهل الرئيس برئيس وزراء من التجمع الوطني، جوردان بارديلا، وهذا من شأنه أن يأخذ ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي إلى منطقة مجهولة لأن خطط الرجلين لمستقبل فرنسا متعارضة بشدة، وقد يكون تقاسم السلطة بينهما متضاربًا ومثيرًا للانقسام.

وأشارت إلى أنه وفي عرضه لخطوط سياسة حزب التجمع الوطني الفرنسي، قال بارديلا إنه بصفته رئيسًا للوزراء سوف يحترم دور الرئيس، وإن كان "متعنتًا" بشأن سياسات حزبه، والتي قال إنه سيحظى بالدعم الديمقراطي لتنفيذها.

وأوضحت أن حزب التجمع الوطني الفرنسي دفع نحو سياسة خارجية فرنسية أكثر استقلالية، وقد ابتعد عن كونه متشككًا في أوروبا بشكل صريح ويرغب بدلًا من ذلك في رؤية إصلاح الاتحاد الأوروبي، حتى الأسبوع الماضي، تعهد الحزب بالانسحاب من القيادة العسكرية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي.

وتابعت أن منصة السياسة التي نشرها الحزب على الإنترنت يوم الإثنين ركزت على الهجرة، وأصرت على الحاجة إلى حماية فرنسا من "الغرق المهاجر".

كما تستحضر المنصة الحاجة إلى الدفاع عن أراضي فرنسا "في بيئة دولية متدهورة"، دون تقديم أي تفاصيل، لم يتم ذكر حربي غزة وأوكرانيا، على الرغم من أن بارديلا قال إنه لن يتراجع عن دعم فرنسا لأوكرانيا.

وقال جوردان بارديلا: "لا أنوي التشكيك في الالتزامات التي قطعتها فرنسا على الساحة الدولية والإضرار بمصداقيتنا في وقت الحرب على أبواب أوروبا".

وأضاف أنه لن يدعم إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا، ولا إرسال أسلحة بعيدة المدى.

وتابع: "يظل خطي الأحمر هو الصواريخ بعيدة المدى أو أي معدات عسكرية يمكن أن تؤدي إلى التصعيد، وأعني بذلك أي شيء يمكن أن يضرب المدن الروسية بشكل مباشر".

ويقول نيكولاس تينزر، الذي يدرس الفلسفة السياسية في معهد العلوم السياسية في باريس، إن سجل تصويت الحزب بشأن أوكرانيا يروي قصة مختلفة عما يقوله بارديلا الآن.

وتابع: "لم يصوت التجمع الوطني، سواء في البرلمان الفرنسي أو الأوروبي، لصالح قرار واحد لصالح أوكرانيا، ولا لصالح أي قرار يدين بوضوح روسيا".

وأضاف: "إذا فاز نواب التجمع الوطني بالأغلبية في الجمعية الوطنية، فيمكنهم حجب أي ميزانية لدعم أوكرانيا، من الناحية العملية، هذا يعني أن أوكرانيا سوف تُضحى بها بالكامل".

وأكدت الوكالة الأمريكية، أن روسيا دعمت زعماء اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم، وفي أوروبا حاولت استغلال أي انقسامات من شأنها أن تضعف الدعم لأوكرانيا.

وأضافت أن علاقة الجبهة الوطنية بروسيا غير واضحة، حيث قالت زعيمة الجبهة الوطنية السابقة والمرشحة الرئاسية مارين لوبان، التي زارت موسكو في مناسبات عديدة وحظيت بتغطية إعلامية روسية إيجابية، إنها معجبة بالرئيس فلاديمير بوتين.

في العام الماضي، سدد الحزب أخيرًا قرضًا بقيمة 9.4 مليون يورو تلقاه من بنك روسي لإبقائه واقفًا على قدميه في عام 2014.

وأضافت الوكالة أن العلاقة مع روسيا تشكل مشكلة بالنسبة لمجموعة من 170 دبلوماسيًا نشروا رسالة مفتوحة يوم الأحد أثارت ناقوس الخطر بشأن حكومة الجبهة الوطنية المسئولة عن السياسة الخارجية.

ويتفق ميشيل فوشيه، السفير الفرنسي السابق في لاتفيا والمدير السابق لمركز السياسة بوزارة الخارجية، على أن الحكومة التي تديرها الجبهة الوطنية، مع علاقاتها الإشكالية مع روسيا، من شأنها أن تجعل فرنسا أكثر عرضة للخطر.

وتابع: "يجب أن نتأكد من أن هؤلاء الأشخاص على أبواب السلطة يحترمون مدونة الأخلاقيات فيما يتعلق بالاستخبارات، وفيما يتعلق بالتدخل هذا ما يقلقني، سيكون لدى الكرملين عملاء ذوو نفوذ ومعلومات استخباراتية قوية، لذلك يجب أن نكون يقظين".