رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام الحلبي لـ«الدستور»: 30 يونيو «ملحمة تاريخية» حافظت على الهوية المصرية

د.هشام الحلبى
د.هشام الحلبى

تحتفل مصر اليوم بذكرى ثورة 30 يونيو التي أثبت فيها الشعب المصري للعالم أجمع قوة المصريين وعزيمتهم في تغيير ظلام دامس كاد أن يطيح بالدولة ويطمس هويتها العريقة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ والتي تخللت إلى العقول والقلوب منذ مئات السنين.

انهاء المشهد السلبي للبلاد

في السياق، أكد اللواء طيار د.هشام الحلبى، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، لـ"الدستور" أن 30 يونيو استطاعت أن تحافظ على الهوية المصرية وأن تجعل العالم أجمع يحترم إرادة الشعب المصري القوية.

أضاف أنه قبل التحدث عن 30 يونيو ٢٠١٣ لا بد أن نتحدث أولًا عن ثورة 25 يناير 2011 لأن الشريحة الوطنية التي ملأت الميادين في 25 يناير كانت لديهم أهداف واضحة (عيش وحرية وعدالة اجتماعية) ساعية إلى تغيير وجهة مصر إلى ما هو أفضل، مشيرًا إلى أنه مع هذا النزول والزخم العالي في الميادين تخلل هذه الملحمة التاريخية بعض التأثيرات السلبية كفتح السجون وقتل المتظاهرين، إضافة إلى حرق بعض منشآت الدولة.

وأردف الحلبي أن كل هذه المشاهد أثرت بشكل سلبي على الناحية الأمنية وأهداف المتظاهرين الحقيقية، موضحًا أن هذه المشاهد اختتمت بتولي جماعة الإخوان حكم مصر، وتم خطف هوية الدولة إلى اتجاه مظلم في تلك الفترة لكن الشعب المصري لديه وعي أمني "وحس" وطني عالي مكنه من رؤية هذه السلبيات لذلك قرر النزول في 30 يونيو بصورة غفيرة استطاعت أن تنهي المشهد السلبي الذي شهدته خلال هذه الفترة.

وأوضح الحلبي أن شرارة ثورة 30 يونيو بدأت قبلها بحوالي 6 أو 7 أشهر من خلال الحشد العالي بعد إدراك الشعب المصري تخلل التأثيرات السلبية لمشهده الوطني ومدى خطورة ذلك ووعيه بالأهداف الحقيقة لهذه التأثيرات وعلى رأسها حكم الإخوان.

وأردف أن الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تخرج من المشهد السلبي الذي كانت تعاني منه هي مصر وسيظل هذا اليوم تاريخ مجيد في الثورة المصرية وتاريخ الشعب المصري، مشيرًا إلى أنه منذ ذلك الحين تم استعادة الهوية المصرية والبدء في مسارات إيجابية عديدة كمكافحة الإرهاب وإقامة مشروعات تنموية والبناء والتعمير وتشيد المصانع وغيرهم الكثير.

مخاطر تصدت لها ثورة 30 يونيو

قال اللواء طيار هشام الحلبى، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن ثورة 30 يونيو استطاعت أن تتصدى للعديد من المخاطر التي كانت تحاك ضد مصر وعلى رأسها محو الهوية المصرية في ظل استمرار حكم الإخوان لأن هذا التنظيم الإرهابي الذى كان يحكم الدولة كاد أن يقضي على هذه الهوية. 

وأضاف أن ثورة 30 يونيو استطاعت حماية البلاد أيضًا من إرهاب ممنهج كانت مصر مقبلة عليه، ولكن إدراك السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لهذا المشهد حينها ومطالبته من جموع المصريين بالنزول إلى الشوارع وتفويضه لمحاربة الإرهاب استطاع وبقوة القضاء على هذا النوع من المخاطر.

وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة الخطوة الأولى لبدء تحقيق أهداف المواطنين وطموحاتهم وفقا لرؤية علمية مدروسة وهي ما وضحت بقوة من خلال رؤية مصر 2030 حيث تم وضع هذه الأهداف بأسلوب علمي وتم تنفيذ جزء منها وجاري تنفيذ المتبقي.

وأوضح أن العالم كان ينظر إلى مصر نظرة سلبية قبل ثورة 30 يونيو في ظل حكم الاخوان، لكن بعد الثورة وانتهاء حكم التنظيم الإرهابي تغيرت نظرة العالم إلى مصر وأصبح لها شأن كبير في المنطقة والعالم أجمع وعادت إلى استقلالها الإقليمي والعالمي.

اختطاف الدولة مرة أخرى

وتطرق مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية إلى ضرورة وعي الشعب المصري بالمحاولات الكبيرة لاختطاف الدولة مرة أخرى وزيادة الضغط على الشعب المصري من كافة النواحي والاتجاهات "فالحرب لم تنتهي بعد" ولابد أن نعلم جميعًا ذلك حيث مازلنا نتعرض لضغوط كبيرة لسرقة الهوية المصرية مرة أخرى ومن الضروري الوعي بها للحفاظ على الهوية المصرية والتصدي لهذه الضغوط التي تحاوطنا بشكل مستمر كاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر التي أثرت على دخل قناة السويس.

وأضاف:"أيضًا القضية الفلسطينية ومحاولة تصفيتها على حساب الدولة المصرية ولكن الدولة المصرية والقيادة السياسية تعي ذلك تمامًا، هذا إضافة إلى اشتعال السودان والوضع الأمني المضطرب بها، اشتعال الوضع الأمني في ليبيا وأيضًا الضغوط على الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى ضرورة وعي المواطن بكل هذه الضغوط التي من شأنها أن تضغط عليه لكي تشعره بالإحباط الدائم."