أستاذ العلوم السياسية: الصراعات الحدودية والاقتصادية تهدد الأمن والاستقرار فى القرن الإفريقى
قال محمد عاشور مهدي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، خلال فعاليات مؤتمر "صراعات القرن الإفريقي وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري"، إن الصراعات في القارة الإفريقية تندرج تحت ثلاث نقاط رئيسية في الوقت الحالي. وأشار إلى صراعات الحدود وأهمية رصد هذه الصراعات في القرن الإفريقي، وتناول أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه الصراعات، مسلطًا الضوء على إمكانيات تفاقمها.
الصراعات الحدودية تمثل شيطانًا يكمن في التفاصيل
وأضاف مهدي أن "صراعات الحدود تمثل الجانب الأكثر تأثيرًا في الصراعات، حيث تشهد العديد من البلدان الإفريقية صراعات وتوترات داخلية متشابكة، مثلما يحدث بين السودان وإثيوبيا، وبين جيبوتي وكينيا. بالإضافة إلى التوترات بين السودان وجنوب السودان، والتي أصبحت مصدرًا لتوتر العلاقات في النقطة الثلاثية بين كينيا وجنوب السودان وإثيوبيا. من هذا المنطلق، تعاني القارة الإفريقية من تشوهات وصراعات حدودية كبيرة".
وأوضح عاشور أن النزاعات الحدودية هي المسرح الرئيسي للصراعات الكامنة التي تتسبب في تفاقم الأوضاع وتزايد الصراعات، ما يؤدي بدوره إلى تصاعد الإرهاب وضعف قدرات الحكومات على مواجهة هذه التحديات.
لماذا صراعات الحدود لديها أسباب قانونية وسياسية؟
وأشار إلى أن بعض الحدود الإفريقية تخضع لمعاهدات دولية، بينما تتعلق أخرى بأبعاد إثنية ومساعٍ للاستقلال عن الدولة الوطنية. كما أوضح أن سوء العلاقات السياسية يسهم في تفاقم هذه الصراعات. وأكد أنه كلما ساءت العلاقات، زادت أهمية تفعيل التكامل الإقليمي كأداة لتخفيف حدة النزاعات وتحقيق المصلحة المشتركة، وهو ما دعا إليه الكثيرون من خلال فكرة توسيع التعاون في منطقة شرق إفريقيا.
وأضاف أن عملية التنمية عبر التعاون المشترك والدعم الخارجي ضرورية، لأن هذا الدعم يجب أن ينبع من الالتزام والمسئولية التي نشأت منذ بداية هذه الصراعات في القرن الإفريقي. وأكد على أهمية المعاهدات الدولية وضرورة تخصيص الموارد لتحقيق المصالح المشتركة. وأشار إلى أن الدول الأوروبية تستثمر ملايين الدولارات لمحاولة وقف هذه الصراعات والحد من موجات الهجرة القادمة من الدول الإفريقية. وأكد أن بلورة هذا الخطاب وتحمّل الدول التزاماتها ومسئولياتها أمر بالغ الأهمية.
الأبعاد الاقتصادية والصراعات البحرية
وأوضح عاشور أن الأبعاد الاقتصادية والصراعات البحرية بين الدول الإفريقية تمثل جانبًا مهمًا من النزاعات، حيث تسعى كل دولة للاستفادة من الثروات الموجودة في مياهها الإقليمية. وأشار إلى أن الموارد الاقتصادية، سواء كانت تتعلق باكتشاف البترول أو المياه، تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم هذه الصراعات. وأضاف أن هذه الصراعات لن تتوقف وستستمر في الازدياد، حيث تتخذ أشكالًا متنوعة ومعقدة.