رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما مصير طلاب الثانوية العامة فى غزة؟

غزة
غزة

تعتبر الثانوية العامة هي المحطة التي يعبر فيها الطلاب إلى أحلامهم، إذ يرسمون فيها خطة المستقبل، لكن الأمر في غزة مختلف بسبب معاناة طلاب الثانوية العامة هذا العام من حرب السابع من أكتوبر، التي قاربت على العام دون محاولات لتحديد مصيرهم.

تضرر قطاع التعليم بشكل عام في غزة نتيجة الحرب الحالية، بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي المدارس والجامعات، ما جعل مصير طلاب الثانوية العامة مجهولا في موسم الامتحانات الحالي، الذي من خلاله يحددون مصيرهم الجامعي ومستقبلهم.

39 ألف طالب محرومون من الثانوية العامة

واتساقًا مع ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عن أن نحو 39 ألف طالب في غزة غير قادرين على إجراء امتحانات الثانوية العامة بسبب الحرب المستمرة في القطاع المحاصر، والتي أدت إلى تضرر القطاع التعليمي في غزة.

كان من المفترض أن يُجري الطلاب الامتحانات هذا الشهر، لكن القصف والعمليات العسكرية المستمرة والدمار الهائل الذي لحق بالمؤسسات التعليمية حوّل آمالهم وأحلامهم إلى واقع كئيب من الحسرة والخوف من ضياع سنوات طويلة من المذاكرة.

وأوضحت أنه بفعل الدمار فإن أكثر من 76% من المدارس في غزة تحتاج إلى إعادة بناء أو إعادة تأهيل لتتمكن من العمل مرة أخرى، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي دام عدة أشهر، لا سيما بعد استخدام أغلب المدارس كمراكز إيواء للنازحين.

فماذا يقول طلاب الثانوية العامة؟ وما وضعهم في غزة الآن؟

ليلى: «نزحنا إلى فصولنا الدراسية بعدما تحولت إلى مراكز للإيواء»

كانت تحلم ليلى، فلسطينية وإحدى طالبات الثانوية العامة في غزة، بأيام الامتحانات التي اجتهدت لأجلها على مدار 12 عامًا من التعليم، من أجل الالتحاق بكلية الطب البشري، إلا أن الحرب هدمت تلك الأحلام.

تقول: «ما زالت أراجع دروسي أولًا بأول خشية أن تعقد الامتحانات بشكل مفاجئ أو إقرار هدنة، لكن الكثير من الكتب الدراسية ضاعت مع القصف الإسرائيلي، والنزوح المتكرر منذ بداية الحرب إلى الآن».

وتوضح أنها نزحت رفقة العديد من الطالبات في المدرسة التي كانت تدرس بها قبل الحرب، وذلك بعدما تحولت الفصول إلى مراكز للإيواء لاحتضان النازحين من شمال غزة إلى جنوبها بعيدًا عن القصف الإسرائيلي.

أكثر من 75% من مدارس غزة تحتاج إلى إعادة بناء كاملة أو إعادة تأهيل كبيرة، وفق الأمم المتحدة، وإلى الآن استشهد 7034 طالبًا منذ بداية الحرب في قطاع غزة، إضافة إلى 65 طالبًا من الضفة الغربية، بينما 620 ألف طالب وطالبة محرومون من الذهاب إلى مدارسهم منذ بدء العدوان.

هنادى: «ضياع تلك الأعوام يحسب من أعمارنا»

وشن طلاب الثانوية العامة في غزة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق الاستغاثات، بسبب بدء موسم الامتحان في الأراضي الفلسطينية دون قطاع غزة، الذي أصبح بلا طلاب، والحديث عن أن الامتحانات ستعقد وقت إقرار الهدنة داخل الخيم وليس قاعات المدارس.

من بينهم هنادي، التي قالت: «هذا العام هو الأشد قسوة على طلاب الثانوية العامة، نطالب بوقف الحرب فورًا وعقد الامتحانات للطلاب الذين لا ذنب لهم فيما حدث، لأن تلك الأعوام تحسب من أعمارنا».

وأضافت: «حرمونا من أكثر لحظة بننتظرها في حياتنا، حتى يختار كل منا الكلية التي سيدرس بها. طلاب قطاع غزة هم الفئة التي تدفع ثمن الحرب الحالية، نريد العودة إلى مدارسنا وإجراء الامتحانات سالمين».

ووفق الأمم المتحدة، نقلًا عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فإن نحو 39 ألف طالب في المدارس الثانوية في غزة غير قادرين على أداء امتحاناتهم.