رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريركية السريان الأرثوذكس: لعيد العنصرة ارتباط زراعي بالعهد القديم

 الكنيسة المصرية
الكنيسة المصرية

تحتفل الكنيسة المصرية اليوم بعيد حلول الروح القدس، وختام فترة الخماسين المُقدسة، وهو ما يُعرف باسم عيد العنصرة.

وقالت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، في نشرة تعريفية لها عن العيد إنه من الطبيعي أن يكون لهذا العيد إرتباطٌ زراعيٌّ يعكس حياة الشعب اليهودي في العهد القديم وعمله في الأرض. فالمواسم الزراعيّة كانت المحاور الأساسيّة لحياة الشعب.

أضافت: في أوّل الأمر، عُرِف هذا العيد "بعيد الحصاد" كما نستشفّ من آية سفر الخروج: "عيد حصاد بواكير غلاتك التي تزرعها في الحقل وعيد الجمع عند نهاية السّنة عندما تجمع غلاّتك من الحقل". لذلك كان يُسمّى أيضًا "عيد البواكير"  وكان يدعى أيضاً عيد الأسابيع وتحدّد هذه التسمية ميعاده، بعد سبعة أسابيع كاملة من الفصح اليهوديّ من هنا تسمّى بالعبريّة لفظة تعني "الأسابيع".

وتابعت: "لكن ابتداءً من القرن الثاني قبل الميلاد أخذ هذا العيد مفهوماً آخر. فأصبح مرتبطاً بإقامة العهد بين الله والشعب في سيناء ونزول الشريعة على الشعب اليهودي على يد موسى النبي كون هذه الشريعة نزلت عليهم بعد خمسين يوماً من عبورهم البحر الأحمر.

واكملت: وهنا يجب التوقف عند محورين  المحور الأول: برج بابل القديم وبرج بابل الجديد، فما حصل في أورشليم مع الرسل هو عكس ما حصل في برج بابل قديماً. هناك كانوا يتكلمون لغة واحدة فنزل الرّبّ وبلبل ألسنتهم وأضحوا يتكلمون لغات مختلفة ولا يتفاهمون. أما هنا فتكلموا لغات مختلفة وفهموا جميعهم اللغة الموحّدة، لغة الروح القدس، ففي الماضي افترق الإنسان عن الإنسان الآخر بسبب تلك البلبلة، وأما الآن فأصبحوا جميعاً عائلة واحدة، عائلة الملكوت، وهذه هي لغة الله التي يكلّم بها جميع الشعوب ويدعونا دائماً أن يكلّم بها بعضنا بعضًا فكلّما ابتعد الإنسان عن الله كلّما انقسم على ذاته وتبلبلت لغته مع الأخرين. فأهل بابل قصدوا الإعتماد على أنفسهم وهذا ما سبّب تشتّتهم.

واردفت: المحور الثاني: مدلولات كلمة "روح" في العهد القديم فهناك ريح: ففي اللغة العبريّة لا فرق بين الكلمتين. فالروح أو الريح هنا هي نسمة الله المحيية، كما في التكوين2:1 ويمكن أن تعني  نسيم"، وهناك قوة: عندما عصى شاول الأمر الإلهي فارقه روح الله وأحلّ محلّه روحاً شريراً وعندما مسح صموئيل داود حلّ روح الرّبّ عليه وهذا "الروح الملكي" هو "الروح النبوي" نفسه. من هنا قال ميخا النبي:"لكنني أنا ملآن قوة (مع) روح الرّبّ لأخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيئته" وهناك ايضا نبوءة".