رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل مناقشة "مسيرة تحرر.. مذكرات محمد فايق" بمكتبة مصر العامة (صور)

مناقشة مذكرات محمد
مناقشة مذكرات محمد فايق

نظمت مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، ندوة لمناقشة كتاب «مسيرة تحرر.. مذكرات محمد فايق»، بحضور السفير عبدالرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبات مصر العامة، والسفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، ورانيا شرعان مديرة المكتبة،  مجموعة من المثقفين والوزراء والسفراء السابقين، والشخصيات العامة.

 

 

 

وقال السفير عبدالرؤوف الريدي، إن وزير الإعلام الأسبق محمد فايق، يعد شخصية عظيمة وفريدة، التقى به منذ ٥٠ عاما، وتعرف عليه بشكل كبير من خلال العمل، متابعا: «عندما يذكر اسمه يقذف إلى ذهنك دوره في تحرر  إفريقيا بعد تكليف من الرئيس عبد الناصر له».


وأضاف أن مسيرة تحرر افريقيا علامة هامة في تاريخ مصر، لافتا إلى أن مذكراته أكثر من مسيرة تحرر، فهناك مسيرات له باستمرار منها مسيرة حقوق الإنسان، لأنه لعب دورا كبيرا في ذلك، وأنشأ المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وهذا إنجاز كبير جدا، مؤكدا أنه قامة فكرية، وكتابه «مسيرة تحرر.. مذكرات محمد فايق»، يجسد إلى حد ما مذكراته، فهو كتب ولم يكتب.


ومن جانبه سرد وزير الإعلام الأسبق محمد فايق، جزءا من سيرته الذاتية، مؤكدا أن هذا الكتاب نوع من السيرة الذاتية، يتناول ما قام به من مهام وتكليفات، وأحداث شهدها، مؤكدا أنه لم يأتِ للترويج لنظام بعينه،  فهو رسالة للأجيال الجديدة لتفهم معنى وقيمة النظام.


وتابع فايق: «ولدت ونشأت في مدينة المنصورة وهي واحدة من أجمل مدن مصر، وهي مدينة كوزموزبوليتان، وعبر مدارسها عرفت معنى الوطنية، في هذه المدرسة كان هناك نصب تذكاري لسبعة من المصريين قُتلوا بأيدي الإنجليز».


واستكمل: «نهاية الحرب الصليبية كانت هنا في مدينة المنصورة، وشهدت دار ابن لقمان أسر لويس التاسع، كما أن العديد من مكتبات المنصورة لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل وعيي».


وأردف: «في عام ٦٤ انتقلت إلى الإبراهيمية وكان عامًا مضطربًا سياسيًا، كان لي قريب ضابط طيار ينتمي إلى منظمة "حدتو"، كنت وقتها مهتمًا بالشيوعية، وساعدني من خلال إمدادي بالكتب المتعلقة بالشيوعية، وطلب مني أن أعده بعدم الانضمام إلى حزب أو تنظيم من تلك التنظيمات، وبالفعل حدث ولم أنتمِ إلى أي من التنظيمات  السياسية  المطروحة في ذلك الوقت».

 

وقال محمد فايق: «دخلت الكلية الحربية وتتلمذت على أيدي أسماء مهمة مثل محمود رياض، ويوسف السباعي وغيرهما، تخرجت فى الكلية الحربية عام ١٩٤٨ واخترت سلاح  المدفعية، وكنت الأول على دفعتي».


وأشار إلى أن أسباب قيام ثورة ٥٢ جاءت نتيجة لانهيار مصر بعد حريق القاهرة، ومدكان فاروق له شعبية جارفة لم تتح لغيره ولم يحافظ عليها، موضحًا أن تقرير ملنر وما حمله من صك استقلال مصر، على أن تكون دولة مستقلة، وربط استقلالها بحماية بريطانية، ولكن جاء هذا الاستقلال ناقصًا،  وجاءت معاهدة ٣٦ والتي ألغاها النحاس وكان هذا إلغاء من جانب واحد، كان واقع الأمر في تلك الفترة فجوة كبيرة بين النحاس والملك، وتسبب ذلك في تدخل الإنجليز بشكل مباشر في الشئون المصرية، وعرفنا الديمقراطية مشوهة،  فقد وصلنا إلى طريق مسدود مع الإنجليز، وكنا في هذا الوقت نحتاج إلى ثورة مدفوعة من قِبل الشعب وهذا ما كنا نسمعه في الشارع.


ولفت فايق إلى أن أكبر قاعدة عسكرية في العالم كانت موجودة في مصر من قِبل الإنجليز في تلك الفترة، وكانت ثورة ٢٣ يوليو هي ثورة تحرير وجاءت نتيجة فساد الملك فاروق، فقد كان مرتشيًا على حسب مذكرات محمد أحمد فرغلي باشا.


تحدث محمد فايق، وزير الإعلام الأسبق، عن الدور الكبير والمهم الذي لعبته المخابرات المصرية في إجلاء المستعمر البريطاني من مصر.


وقال فايق خلال مناقشة كتابه «مسيرة تحرر.. مذكرات محمد فايق»، لعبت المخابرات المصرية دورا كبيرا في خروج الإنجليز من مصر، وهذا عبر المقاومة، مضيفا: «خلال العام 1956 كنا نقوم بكتابة تقارير موقف للرئيس جمال عبد الناصر بشكل يومي، حتى دخول الإنجليز بورسعيد، فكلفت بالعديد من المهمات، وكنا متمسكين بفكرة المقاومة حتي خروج الإنجليز.


وأشار محمد فايق إلى أنه في تلك الفترة من المقاومة تخفيت في ثياب صياد لكن تم إلقاء القبض علي من قبل جنود الإنجليز، وتم استجوابي عبر أحد الصولات الإنجليز الذي استحوذ على ساعتي عنوة، مما جعلني أشتبك معه، وأصرخ فيه وأقوم بعمل مسرحية  ونجحت فيها، حتى إنه طلب مني الخروج والذهاب وعدم العودة مرة أخرى.

 


ولفت فايق إلى أن مستقبل مصر مرتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل أفريقيا، وقد انتبه عبد الناصر من البداية إلى أهمية إفريقيا لمصر، فقرر أن يكون هناك خط ممتد بالدول الأفريقية، وهذا ما دفعنا لتأسيس إذاعات موجهة تخاطب الدول الأفريقية إلى جانب  ذلك المد الثقافي، وكان أول اجتماع للوحدة الأفريقية في سنة 1964، وأول ما قمنا به كان لجنة تحرير أفريقيا.


وأكد أن كتابه يدون أحداث الحركة التحررية الناصرية التي منحت مصر مكانةً محورية على الصعيد العالمي بعدما فرضت سيادتها وقرارها المستقل على أرضها، وتولت مهمة دعم واحتضان حركات التحرر والاستقلال في معظم بلدان أفريقيا والوطن العربي، ومن ثم مساهمتها في تأسيس حركة عدم الانحياز المناهضة للاستعمار على مستوى العالم الثالث ككل.

 


وأوضح أن الكتاب لا يتوقف عند أحداث الحقبة التحررية الناصرية، بانتصاراتها وانكساراتها، بل تليها حقبة السجن في عهد الرئيس أنور السادات، التي قضى محمد فايق عشر سنوات من عمره خلالها خلف القضبان عقابًا على دوره التحرري في الحقبة السابقة، عاصيًا الانكفاء عن مواقفه ودوره التحرري الذي عبر عنه من خلف القضبان في حدود الكتابة والتوعية، ليعود ويستكمل مسيرته التحررية بعد خروجه من السجن في حقبة النضال في قضايا حقوق الإنسان محليًا وعربيًا وعالميًا، على مدى أكثر من ثلاثة عقود من عمره، حالمـًا في صنع مستقبلٍ أكثر إنسانية لبلده، متخذًا من حقوق الإنسان طريقًا لبناء دولة أكثر حرية وعدالة ومساواة، يسودها نظام ديمقراطي سليم.