رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب لبنان مع غزة.. مفتوحة على كل الخيارات

تدور مؤشرات الأحداث بين غزة ورفح، نحو التصعيد المتوقع عسكريًا وأمنيًا في الجنوب اللبناني، تحديدًا الحالة العسكرية الساخنة في لبنان من جهة جبهة الشمال على الحدود الفلسطينية، التي تسيطر عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، فيما الحرب متوقعة ويراها المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في موقع التصعيد الحقيقي، ذلك أن حزب الله، على استعداد لمواصلة العمل العسكري، دون حدود، طالما الحرب على غزة ورفح قائمة. 
* السفاح نتنياهو- بايدن 
تقول المصادر الدبلوماسية في الإدارة الأمريكية إن السفاح نتنياهو سيخاطب الكونجرس خلال جلسة مشتركة من المقرر أن تعقد في 24 يوليو المقبل، وذلك تلبية لدعوة رسمية وجهها إليه قادة الحزبين في مجلسي النواب والشيوخ، ومع حيثيات التصعيد في جبهات الحرب في غزة ورفح وأيضًا في جنوب لبنان؛ هناك حديث سياسي معمق  فيما يتعلق بلقاء محتمل بين "نتنياهو بايدن" على هامش الخطاب، وأكدت المصادر أن البيت الأبيض لم يرسل بعد دعوة رسمية لنتنياهو للقاء الرئيس الأمريكي، ما يثير المزيد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات بين البلدين في ظل التوترات القائمة سياسيًا وأمنيًا. 
وفي الأفق، رؤية أمريكية، لحسم تهدئة - غير ممكنة حاليًا، إذ يثير تبادل النيران بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني على الحدود الشمالية والتهديدات المتبادلة، الخشية من توسع نطاق الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ما قد يسبب الحرج أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع انتشار المخاوف، أن يتم اللقاء في البيت الأبيض، وسط التصعيد العسكري والأمني المفتوح دون قيود، وهو ما أشار اليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة إلى أنّ لبنان لا يمكن أن يصبح "غزة أخرى" منددًا بـ"الخطاب العدائي" لإسرائيل وحزب الله الذي يثير مخاوف من كارثة "لا يمكن تصورها".
* التصعيد الشامل.. انفلات عسكري 
ما يبدو مرحليًا أن التصعيد الشامل، يبدو أنه يقف على وتيرة الاشتباكات التي  تتصاعد يومًا بعد يوم وسط مخاوف أمنية متواصلة من اندلاع حرب واسعة في لبنان على وقع التهديدات الإسرائيلية والتحذيرات الخارجية، وتوسعة رقعة القصف الإسرائيلي الذي وصل  بطريقة محرجة لحزب الله، إلى داخل مدينة صيدا، ما جعل  المصادر الإسرائيلية، بحسب القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي تقول إن "مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود وإسرائيل أوقفت مباحثاتها الداخلية"، فيما لم تحدد مصر وقطر والولايات المتحدة، ووفود حركة حماس، حقيقة ما يحدث داخل المفاوضات، وجبهة الجنوب لا تهدأ واليوم استهدف الجيش الإسرائيلي سيارة على طريق يحمر في البقاع الغربي، ما أدى إلى مقتل قيادي في "الجماعة الإسلامية" وهو القيادي أيمن غطمة، ما جعل مقومات التصعيد تنتقل نحو حالة أخرى. 
* هل تشتعل الجبهة بين حزب الله وإسرائيل؟

السؤال طرحته cnn: هل تشتعل الجبهة بين حزب الله وإسرائيل؟.. ولا تزال - هي تقول إن  المخاوف من نشوب حرب شاملة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل قائمة عبّر عنها عدد من المسئولين الأمريكيين.

ونقلت مصادرها، دون تحليل ممكن، ما يصف مركز الدراسات الاستراتيجية، أن حزب الله  "أكبر جماعة عسكرية غير حكومية تسليحًا في العالم"، في حين أغلب التقديريات تقول إن حزب الله يملك ما بين 45 و100 ألف مقاتل، وتشير التقديرات إلى أن الحزب يملك نحو 150 ألفًا من الصواريخ القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى.
وفيما يتعلق بمخاوف تغلّب أسلحة حزب الله على منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية. 
وأكدت عن  مراسلها   لشئون الشرق الأوسط، "بين ويدمان": "لا أعتقد أن بإمكانه- حزب الله- التغلب على المنظومة (يقصد القبة الحديدية) ولكن من الممكن أن يحدث اختراقات جدية فيها". 
المراسل يبادر بالقول: "ما رأيناه منذ أكتوبر هو أن حزب الله كان مركزًا على استهداف معدات المراقبة الإسرائيلية التي تتابع برصد ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود، ورأينا فيديو مدته 9 دقائق لطائرة بدون طيار فوق حيفا تجمع كل المعلومات الاستخباراتية عن مواقع عسكرية حساسة، ورأينا مؤخرًا فيديو نشره حزب الله يظهر تدمير بطارية بمنظومة القبة الحديدية، وعليه فإن حزب الله لديه القدرة على إحداث خروقات في المنظومة الدفاعية المهمة لإسرائيل".

*حالة إيران والتصعيد الآتي

 إعلاميًا، تمهد القناة، من خلال "المسئولين الأمريكيين"، بالكشف أن لديهم مخاوف جدية من أنه في حالة نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية، فإن الجماعة المدعومة من إيران قد تنهك الدفاعات الجوية الإسرائيلية في الشمال، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" الذي يتم التباهي به كثيرًا؛ ذلك إن إسرائيل أبلغتهم بها، من أن القبة الحديدية قد تكون عرضة لترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، تتزايد مع إشارات إسرائيل بشكل متصاعد للمسئولين الأمريكيين إلى أنها تستعد لغزو بري وجوي في لبنان.  
* صورة التصعيد ومنظومة القبة التي ترهلت

في تقرير CNN محاولة للكشف بطريقة أمنية، قد لا تكون صحيحة بالكامل، والقول إنه تعتبر القبة الحديدية أساسية للدفاع عن إسرائيل، وقد أنفقت الحكومة الأمريكية أكثر من 2.9 مليار دولار على البرنامج، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس. وقال الجيش الإسرائيلي إن النظام حقق نسبة نجاح بلغت 95.6% خلال إطلاق الصواريخ من قِبل حركة الجهاد الإسلامي العام الماضي، لذلك إذا تغلب حزب الله على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، فإنه سيشكل خطرًا كبيرًا على حياة العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
 والأمر المتداول في الأبحاث الأمنية، أن القبة الحديدية ترهلت وباتت في حالة غير مجدية، إذا ما فتحت جبهة الحرب مع حزب الله.  
* طيارون أمريكيون يلوحون بالتمرد 
ما أُعلن، ويشكل حالة مهمة أمام الإدارة الأمريكية والبنتاجون، أن احتجاجًا على دعم  دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية؛ لوّح طيارون في الجيش الأمريكي بالتمرد، احتجاجًا على دعم بلادهم للاحتلال الاسرائيلي في حربه على قطاع غزة، وكانت  شبكة "إن بي سي" نيوز الأمريكية، كشفت "التمرد" المعلن عن طيارين بالجيش الأمريكي قولهم: "نسعى للحصول على وضعية دراسة حالة لترك الخدمة احتجاجًا على دعم بلادنا لإسرائيل".

وقال، وفق المصادر، عن هؤلاء الطيارين: "لم يعد بإمكاننا تجاهل دور حكومتنا في دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة"، واعتبروا أن "هجوم إسرائيل على غزة إبادة جماعية ومشاهد الحرب تؤثر علينا وعلى من يفكر بالطريقة نفسها". وأكد هؤلاء أنه "لم يعد بإمكاننا الاستمرار بضمير حي في خدمة إدارة تنتهك القانون الأمريكي والدولي". 
 يأتي هذا الإعلان من سلاح الجو الأمريكي، وبالتوازي، مع تصريحات الإدارة الأمريكية التي وعدت بدعم دولة الاحتلال إذا ما فتحت جبهة الحرب في جنوب لبنان، في وقت ما زالت مساعي الدبلوماسية الدولية، الأمريكية الأوروبية ومن دول المنطقة، تجاهد لمنع حالة حرب مفتوحة على كل الخيارات.